×
محافظة المنطقة الشرقية

54 قتيلاً في تفجير شاحنة مفخخة في بغداد تبناه تنظيم «داعش»

صورة الخبر

دخل الأستاذ إلى المحاضرة حاملاً أوراقه، ودفتر الحضور، وحماسة واضحة. الدكتور رشيد السعيد بإطلالته الأولى على طلبة الجامعة قرر «طرق الحديد وهو حامٍ، وإشعال فتيلة العلم للشباب، عماد المستقبل». هكذا قال أستاذ علم النفس الجديد مفتتحاً المحاضرة، مؤكدا أن «علم الأمراض النفسية» الذي تخصص به يفسر المهم بالأهم في الحياة. لكن الدرس الجامعي الذي أثار «النفس» والـ «هو» والـ «أنا» في حوار علمي، انتهى إلى السياسة تحت عنوان «العقدة» الكبيرة. النقاش بدأ بـ «الفوبيا». الفوبيا من الإسلام، والمسلمين، تنبه إليها معاذ، المنتبه دوماً. وقرر أن يشارك في حوار عن النفس بتفضيل الجماعة التي «معها يد الله»، مذكراً بأبرز مشكلات الأمة الإسلامية اليوم وهي ظاهرة الـ «إسلام فوبيا». ومعاذ الرافض لتعميم صفة الإرهاب واصل تفنيد الدعوات الباطلة التي يصدرها الغربيون. ولأن الشيء بالشيء يذكر، عرّج على «دعوات باطلة» أخرى يطلقها مسلمون تسويقاً لخوف على وزن «إخوان فوبيا» يقصي فصيلاً سياسياً بارزاً عن المجتمع. ومن وسط الصفوف التفت رائد مجاوباً «خطبة معاذ» بدعوة إلى عدم تطويل «السالفة» وهي قصيرة، خوفاً عليه من أن تصيبه بدلاً من الفوبيا «البارانويا» والشك الزائد إلى حد تضخيم الأمور، وتخيل الأعداء. وفي المقابل أثارت حالة «الزهايمر» الواضحة في ذاكرة الشعب عاطفة رائد الوطنية فاستدعى «تاريخ الانفتاح، وزمان الفن، والكويت أول... حين كانت قِبلةً للحرية والنور في عصر الظلام». وفيما علا الصوتان، وتداخل الموقفان طلب الدكتور رشيد مبتسماً «خفض التوتر»، على اعتبار أن «المقرر أمراض نفسية وليس سياسية يا شباب». حديث رائد أثار انتصارا من اليسار لتلفت الانتباه إلى مرض آخر يعانيه البعض في الكويت في ما يبدو وهو «الحنين إلى الماضي» إلى حد تفخيمه. ومن باب الموضوعية، ورفض «الرجعية» قالت انتصار إن الماضي ليس مثالياً. وبعدماً عرضت رؤياها التقدمية أشارت إلى حقيقة الظلم في العالم والذي يسببه الاستغلال والقمع، معيدةً الصوت تأييداً لكلام معاذ في رفض الظلم الواقع على المسلمين من أجهزة ودوّل غربية. لكن الإسلام ورسالته السمحاء تعرضا لهجمة «داخلية» بحسب مداخلةٍ حماسية من حوراء الجالسة في اليمين، مشيرةً إلى مفاهيم دخيلة على الكويت جعلت مسجد الإمام الصادق مكاناً للجريمة. والتشدد والتطرف والإرهاب كلها بدت في خطاب حوراء، فيما انتقلت من الجماعات إلى الدول باستذكارٍ «لمظلوميات الشعوب المقهورة بسلطة القوة والقمع». لكن «القمع على ناس وناس» بحسب رد عفراء التي رأت في كلام حوراء «شيزوفرينيا» طائفية تقيس مظالم الشعوب بحسب مذاهبهم ومرجعياتهم. «الهوس بالسياسة» دفع الدكتور رشيد إلى نقطة نظام جديدة، داعياً إلى تحييد العلم عن السياسة، «فالعلم نور»،أما «السياسة فكهرباء وماء ومصالح»، ودعوة الدكتور المغلفة بالدعابة لم تجد صداها فيما ازدادت حرارة النقاش ليصير الجدل على قدر الاختلاف. جمعان قام من بين الحاضرين مؤكداً أن «الخرف» أصاب نظام الديكتاتورية في بلاد «الربيع العربية» فتصورت أنها باقية، ولكن المجاهدين «يتمددون»، وباتوا اليوم «على أبواب النصر». غير أن حلم «الربيع» الذي أحاله المتطرفون ليلاً من الاكتئاب العربي صار اسماً على بند الانتظار في رأي رائد. وفيما العموم في جدال، خطف الدكتور مجيد نظرةً إلى الساعة في يده لينهي الحوار مسرعاً على وقع اتهامات من كل اتجاه، وفي رأسه الذي ضج باختلافات الطلبة يرتب جلسةً علاجية عاجلة يتلقاها على يد زميله الاستشاري في «الطب النفسي».