«الشورى.. جلسة الوظيفة والقرض والعرس»!، لافت ذلك العنوان الذي اختاره الزميل سعد العجيان في تغطيته لجلسة مجلس الشورى بصحيفة الجزيرة أمس، فهو عنوان يداعب مشاعر الكثير من الشباب وحتى الكهول! غير أن مناقشات مجلس الشورى كزبد البحر، وقراراته إن نجت من أدراج لجانه لم تنج من أدراج هيئة الخبراء، لذلك هونوا عليكم أيها الشباب والكهول فرحلتكم ما زالت طويلة! قديما كان الخريج الجامعي يجد بانتظاره مكافأة نقدية أو قطعة أرض فورية، ثم ليس عليه إلا أن يتصفح الصحف ليتخير من إعلانات الوظائف أي وظيفة تغريه، بل إن بعض الإعلانات الوظيفية كانت تستقطب حتى حملة الكفاءة والثانوية، كانت الوظائف وفيرة والخيارات عديدة، كان بالفعل زمن طفرة في كل شيء! اليوم أصبح الشاب وحيدا في مواجهة مستقبله، عليه أن يتحمل كامل المسؤولية، وهذا منطق معظم المجتمعات الرأسمالية، أما الزواج والمسكن فقد أصبحا حلما بعيد المنال بالنسبة للكثيرين، وما كنا نتندر عليه في الأفلام المصرية أصبح واقعا في مجتمعنا! أعود لمجلس الشورى ومناقشاته، والخبراء واجتهاداتهم، والوزارات وسياساتها، الشباب اليوم لا يبحثون عن مصباح علاء الدين ليمنحهم وظيفة وبيتا وعروسا، بل يبحث عن تشريعات واقعية تضمن لهم الفرص العادلة للبحث عن لقمة العيش الكريمة، وتأمين بيئة العمل المحترفة التي تضمن لهم الارتقاء بطموحاتهم وقطف ثمار جهودهم!.