رفضت غرفة مكة المكرمة إقامة محاضرة بعنوان "تمكين المرأة للمشاركة في الشأن العام.. الانتخابات البلدية"، التي نظمتها "حملة بلدي" والتي كان من المقرر عقدها أمس، وبررت الغرفة رفضها إقامة الندوة بسبب عدم وجود حجز أو تنسيق مسبق مع الجهات المنظمة. من جهتها، تقول دلال كعكي، منسقة "مبادرة بلدي" في مدينة مكة المكرمة، إن المبادرة بدأت في التنسيق لعقد عدد من الندوات والدورات على مستوى مدن المملكة كان آخرها الندوة التعريفية التي كان من المفترض أن تستضيفها غرفة مكة المكرمة للتعريف بالانتخابات البلدية، التي تهدف إلى حث النساء على الاشتراك في الإدلاء بأصواتهن، والتوافق على الكفاءات، وإمكانية محاسبتهم فيما بعد في حالة التقصير في إيصال احتياجاتهم، مؤكدةً أن المنظمين للمحاضرة اتبعوا كل الإجراءات النظامية بما فيها أخذ إذن إمارة منطقة مكة المكرمة، إلا أن الغرفة رفضت استضافة المحاضرة. وعن توقعات السيدات المشاركات في العملية الانتخابية، أشارت كعكي إلى أنه لا يوجد توقع محدد حول أعداد المشاركات في الاقتراع، إلا أن المؤشرات الأولية تؤكد أن هناك وعيا يسري بين الأوساط النسائية وحالة من الحراك بينهن لرفع الوعي بأهمية المجلس البلدي، إضافة إلى وجود صلاحيات جديدة منحت لأعضاء المجلس البلدي خلال الدورة المقبلة، وهو ما سيعيد الثقة بالمجلس البلدي. ووصفت مشاركة المرأة في الانتخابات خلال الدورة الحالية بصفتها ناخبة ومُرشحة بالإيجابية، خصوصاً أنها خاضت تجارب انتخابية سابقة في مجالس الطوافة والنوادي الأدبية والغرف التجارية، وستكون المجالس البلدية تجربة جديدة، حيث يتعلق نجاح المرأة فيها بالنسبة والتناسب؛ إذ إن أعداد النساء اللاتي لديهن سجلات تجارية أقل بكثير من عدد النساء اللاتي يحق لهن التصويت، خاصة أن هناك أعدادا كبيرة منهن فوق سن الـ18، وهذا مقرون بارتفاع الوعي وحس المواطنة لدى المرأة. وأكدت أن غالبية مدن المملكة تشهد حراكاً تثقيفياً للسيدات من خلال الندوات وورش العمل العامة بعد التصريح بإقامتها من قبل إمارات المناطق المختلفة كما تشهد مشاركة مجتمعية كبيرة. ومن جهتها، قالت الدكتورة نورة إبراهيم الصويان، منسقة "بلدي" في منطقة الرياض، إن الدورات التدريبية لاقت إقبالا كثيفاً من السيدات الراغبات في الترشح ومديرات الحملات، حيث تم تدريب نحو 55 سيدة من خلال دورتين مجانيتين لمدة ثماني ساعات خلال خمسة أيام، فيما كانت هناك قوائم انتظار، لافتة إلى أن غالبية السيدات أبدين حماسهن للمشاركة في الانتخابات. وأشادت الصويان بإجراءات الوزارة واستعداداتها للدورة الحالية للمجلس البلدي، وتطوير نظام المجلس البلدي ليؤدي دوره الرقابي بفعالية أكثر، مشيرةً إلى أن تلك الإجراءات التي اتخذتها الوزارة ستضمن نجاح المرأة في تجربتها الانتخابية الأولى في المجلس البلدي خلال الدورة الحالية، مؤكدةً في الوقت ذاته أن عملية ترشيح المرأة أو الرجل لا بد أن تأتي من منطلق مدى إحساس المرشح بهم المجتمع واحتياجاته، ووعيه بالمجتمع وبرنامجه الترشيحي. وحول العقبات التي قد تواجه المرأة، أكدت الصويان أن صعوبة حركة وانتشار المرأة مقارنة بالرجل، قد تمثل عائقاً للمرشحة للتواصل مع المجتمع، إضافة إلى عدم قبول وجود المرأة من قبل بعض أفراد المجتمع، ووجود عائق مادي، وهو ما يمكن التغلب عليها من خلال سرعة بدء التواصل مع الناخبين ومعرفة الضوابط التي حددتها الوزارة في عملية الدعم المادي والرعايات.