×
محافظة المدينة المنورة

عام / لجنة الانتخابات البلدية بالمدينة المنورة تنظم ورشة عمل لسكرتارية المراكز الانتخابية

صورة الخبر

كانت الوسيلة الأمثل لمواجهة الحرارة المرتفعة في الصيف موزة خميس ( دبي) تمثل «البراجيل» أو «أبراج الهواء» أحد أبرز العناصر المميزة للعمارة المحلية، فضلاً عن دورها كنظام للتهوية والتبريد يستخدم منذ القدم في منطقة الخليج، ولأجيال عدة، كانت «البراجيل» الوسيلة الأمثل لمواجهة درجات الحرارة المرتفعة في أشهر القيظ. وقبل أن تغزو أجهزة التبريد الحديثة البيوت الإماراتية، كانت البراجيل هي مكيفات ذلك الزمن الجميل بعاداته وتقاليده وطقوسة التراثية المتعددة. درجات الحرارة تقول الوالدة مريم علي يوسف النومان الشامسي «80 عاماً»: «لم نكن نشهد في الماضي ارتفاع درجات الحرارة كما نشهدها في السنوات الأخيرة، وقديماً كان البارجيل مفتوحاً على داخل العريش حيث يفرش الأهالي مائدة الطعام وبعد تناول الغداء تستلقي الأسرة في ذات المكان لأخذ قيلولة. وتضيف: في الصيف كان معظم الأهالي ينتقلون للاماكن البرية التي تتميز بانخفاض درجة حرارتها لأن البيوت هناك مبنية من الحجارة والجص، والبارجيل أيضاً مكون من ذات المواد، وكانت الأماكن البرية في ذلك الوقت تعتبر مصيفاً للسكان، حيث كانوا يبنون بيوتهم الصيفية من السعف في الأماكن المرتفعة من تلك الكثبان الرملية. خياطة باليد وفي الماضي، كان أي صاحب بيت يتعاون مع الأصدقاء لبناء بارجيل في بيته، خاصة من أولئك المتخصصين في صناعته، حيث كان يحتاج لخياطة القطع مع بعضها باليد، ودون استخدام أية آلة حديثه، وفي هذا الإطار، يقول جمعة حسن جمعة مبارك من «أم القيوين» وهو خبير في بناء البيوت السعفية وما تحتاج من خدمات: «كنا نأتي بالباسجيل وهو خشب يؤتى به من الهند، وكان يستخدم في صناعة السفن، وتوضع به معارض وهي على شكل تقاطع بالخشب، وكنا نستخدم قماش الخيش وهو الأفضل للبارجيل، وكنا نستخدم حبل الكمبار للخياطه والسوتلي أيضاً وهو خيط يوضع في الدفرة ونخيط به القماش، وعندما نركبه يكون مشدودا جيداً، ونربطه بما يسمى بالدرور وهي طريقة ربما يعتقد البعض أنها سهلة، ولكنها صعبة لأنها تحتاج لدقة، وذلك كي لا يتلف البارجيل بسبب العواصف حتى ولو كانت بسيطة، وبعد ذلك نضع الحصير الذي يسمى غضف ونعمل حجابا، وهو ما يمنع أية مواد مؤذية قد تسقط داخل العريش. الهواء البارد ويضيف مبارك: بعد ذلك نرفع البارجيل لحوالي 45 مترا ليستقطب الهواء البارد من الرياح، حيث كان يحلو ذلك المكان أسفل البارجيل للأسرة للاجتماع به لأنه المكان الأكثر برودة في المنزل، ورغم أن الأهالي لا يجلسون في العريش ولا يحبون الجلوس لفترات طويلة، ولكنه المكان الأنسب في فترة الظهيرة، حيث تناول الغداء، مشيراً إلى أن البراجيل بها فتحات جانبية بجهاته الأربع تسمح بتسريب نسمات باردة من الهواء. ويذكر أن معظم كبار السن الذين عاشوا في تلك الفترة التي كانت فيها البراجيل هي أجهزة تبريد ذلك الزمن، يرفضون الجلوس أو النوم في بيوتهم الحالية خوفاً من المكيفات الحديثة، وذلك إيماناً منهم بأنها مؤذية لصحتهم على حد قوله، لافتاً إلى أن هناك بعض الأهالي بدأوا ينشئون براجيل في بيوتهم كما كان في الماضي، كما أن الدولة أصبحت تحرص عبر مؤسساتها على إدخال نموذج البارجيل القديم، ضمن المباني الرسمية كي يبقى شاهداً على العمارة القديمة.