علاء يوسف-بغداد جامع الحيدر خانة- الذي يقع في بداية شارع الرشيد من جانب الميدان برصافة بغداد- يمثل رمزية كبيرة لدى معظم العراقيين لأنه كان مسرحالأحداث سياسية واجتماعية عديدة أبرزها ثورة العشرين (1920) ضد الاحتلال البريطاني. وقام ببناء الجامعحيدر باشا الشاهبندر عام 1819، وتبلغ مساحته 2500 متر مربع، ويضم عددا من المدارس لتدريس العلوم الإسلامية، ومكتبة تحتوي على مصنفات لأبرز علماء الأمة الإسلامية. أغلب الزائرين لشوارع الرشيد والمتنبي والسراي من العراقيين والأجانب لا يتمكنون حاليا من دخول الجامع لأنه مغلقفي وجهالجميعمنذ أعوام عديدة، لأسبابعديدة بينها الظروف الأمنية. ويقول الباحث أحمد الشيخلي للجزيرة نت إن جامع الحيدر خانة يعتبر من المساجد المهمة والتاريخية بالعاصمة، إذ شهد أحداثا سياسية عديدة وكان بمثابة مركز الاحتجاجات والثورات ضد الحكومات. ويضيف أن ذلك الجامع كان قبل أن يبنى مكانا لتحميل البضائع ونقلها إلى الأماكن الأخرى، لكن بعد إنشائه تحول إلىمركز مهم في الذاكرة السياسية. ويوضح أنه ظل لزمن طويل مكانا لتجمع القيادات الجماهيرية والتظاهرات في العهد الملكي. ويذكر بأنالتنسيق بين المحافظات في ثورة العشرين كان يتم من خلال جامع الحيدر خانة، بالإضافة لوجود الشعراء فيه لإلقاء قصائد حماسية تحث على المشاركة ومواجهة الاحتلال البريطاني تلك الفترة بالسلاح والكلمة. جانب من أعمال الترميم بجامع الحيدر خانة في بغداد(الجزيرة نت) ويتابع أن الاحتلال البريطاني قام مرات عديدة باقتحام جامع الحيدر خانة لاعتقال بعض الشخصيات التي تتمتع بجماهيرية كبيرة، بالإضافة إلى أن أغلب سكان هذه المنطقة واجهوا الاحتلال بالأسلحة البسيطة في تلك الفترة. من جانبه، يقول الكاتب كمال لطيف سالم إن الحيدر خانة واحدة من المناطق البغدادية العريقة القديمة، وسكنتها شخصيات بارزة مثل نوري سعيد وسعيد قزاز بالإضافة إلى شعراء أمثال معروف الرصافي وجميل صدقي الزهاوي. ويبين أنه في جامع الحيدر خانة الأثري ألقى الشاعر محمد مهدي البصير قصيدته الشهيرة عن بغداد، كما كان الشاعر محمد رضا الشبيبي والصحفي المعروف نوري ثابت من رواد الجامع. ونبه إلى أن الجامع مر بفترات ركود وازدهار وتحول منذ زمن إلى مكان سياحي، وأصبح الآن مهجورا بالرغم من أنه يجاور مسجد الإمام أحمد بن حنبل. وحاولت الجزيرة نت الحصول على تصريح من أحد القائمين عليه لمعرفة طبيعة التعديلات التي تجرى عليه ولماذا أصبح مهجورا، ولكن دون جدوى. ويقول أحد سكان المنطقة -ويدعى طارق حرب- إن جامع الحيدر خانة كان يشكل رمزا كبيرا للعراقيين، لأنه مركز أحداث وطنية مهمة، بينما كانت هذه الناحية من بغداد مركزا للتنوع الديني والسياسي والاجتماعي.