بيروت: «الشرق الأوسط» تعرضت جرود بلدة عرسال الحدودية في منطقة البقاع الشمالي، أمس، لقصف صاروخي من الطيران الحربي السوري، وفق ما ذكرته الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان، في حادثة هي الثانية من نوعها خلال أقل من أسبوع، بالتزامن مع استمرار تدفق المزيد من العائلات السورية النازحة من بلدة قارة وجوارها إلى عرسال التي استقبلت منذ بدء «معركة القلمون» الجمعة الماضي، نحو 2150 عائلة، وفق ما أعلنته وزارة الشؤون الاجتماعية في لبنان. وأفادت معلومات صحافية بأن القوى الأمنية لم تتمكن من الوصول إلى المنطقة البقاعية المستهدفة بسبب استمرار تحليق الطيران السوري في سماء المنطقة. وكان الطيران الحربي السوري قصف يوم الخميس الماضي منطقة جرود عرسال، إثر إطلاق صواريخ أصابت بلدات بقاعية حدودية يتمتع فيها حزب الله بنفوذ قوي، أبرزها بلدتا النبي شيت وسرعين، بالتزامن مع إحياء حزب الله لمسيرة عاشوراء. في موازاة ذلك، أعلنت وزارة الشؤون الاجتماعية، أن «فريقها يعمل وفق خطة الاستجابة المطبقة للتعامل مع حالة النزوح الحاصلة من سوريا، تحديدا إلى منطقتي عرسال في البقاع، وشبعا في حاصبيا». وأفادت في بيان صادر عنها أمس بأن «عدد العائلات التي حصلت على المساعدات الأساسية بلغ 900 عائلة، من أصل 2150، وقد عمدت الوزارة بالتعاون مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى زيادة كثير الفريق الموكل بمهام تسجيل النازحين». وأشارت إلى أن «عدد العائلات الوافدة منذ مساء الاثنين وحتى ظهر أمس إلى عرسال بلغ 33 عائلة»، متوقعة «حصول حركة نزوح كثيفة خلال ساعات الليل نظرا للمعلومات الواردة عن التطورات الميدانية في الداخل السوري». بدورها، لفتت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، إلى أن نحو 100 عائلة انتقلت من سوريا عبر عرسال إلى مناطق لبنانية قريبة في البقاع، منها الفاكهة والجديدة والعين، في حين اختارت 300 عائلة العودة إلى بلدة يبرود في القلمون يوم الأحد الماضي، وفق المفوضية. وقد وزعت المفوضية العائلات النازحة في عرسال على عدد من المساجد والقاعات العامة في البلدة، مبدية كذلك استعدادها العمل على إقامة مخيمات لهذه العائلات إذا وافقت الحكومة اللبنانية على ذلك. وكان فريق من وزارة الشؤون الاجتماعية اللبنانية جال أمس في عرسال برفقة الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان روبرت واتكنز وممثلة مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين نينت كيلي على مراكز التسجيل والتوزيع، وجرى الاتفاق مع بلدية عرسال على السير باقتراحات سريعة للتخفيف من أزمة الإيواء المتفاقمة. وفي بلدة شبعا، جنوب لبنان، شهدت حركة النزوح انخفاضا واضحا، بحسب وزارة الشؤون، مشيرة إلى دخول 9 أشخاص فقط، منذ مساء الاثنين، ورغم ذلك فإن فرق الوزارة لا تزال مستمرة في جهوزيتها تحسبا لأي جديد. من جهة أخرى، ذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» أن الجيش اللبناني أوقف 14 سوريا وجزائريا واحدا في جرود عرسال لدخولهم الأراضي اللبنانية خلسة، وجرى تسليمهم لقوى الأمن الداخلي الذي أجرى تحقيقا معهم لدخولهم إلى لبنان بطريقة غير شرعية، ثم جرى تسليمهم إلى الأمن العام اللبناني الذي سيبت بأمر احتجازهم أو ترحيلهم إلى خارج لبنان.