فيما دشن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" تحقيقا داخليا في مزاعم فساد في تطور ربما يشير إلى وجود تعاون كبير مع التحقيقات الجنائية التي تجريها السلطات الأمريكية والسويسرية، سترتكز لجنة الإصلاحات التي سيعلن عنها على أشخاص عملوا على الإصلاحات في اللجنة الأولمبية الدولية عقب فضيحة سولت لايك سيتي الشهيرة. وقالت المصادر "شركة كوين ايمانويل اركوهارت آند سوليفان الأمريكية للمحاماة تجري التحقيقات التي تسير بالتوازي مع التحقيقات التي تجريها السلطات الأمريكية والسويسرية". ودخل "فيفا" في حالة من الفوضى في أيار (مايو) الماضي، عندما أعلن مدعون أمريكيون توجيه الاتهام لتسعة مسؤولين كرويين حاليين وسابقين الكثير منهم كان يشغل مناصب في "فيفا" إضافة إلى خمسة مسؤولين تنفيذيين في مجال التسويق الرياضي. وقال مدعون إن 14 شخصا- ألقي القبض عليهم- أفسدوا الرياضة بالموافقة على قبول أكثر من 150 مليون دولار في شكل رشا وعمولات، فيما يخص حقوق البث التلفزيوني والحقوق التسويقية. وفي عالم الشركات يعد إجراء أي تحقيق داخلي مثل هذا أمرا شائعا في حال كانت الشركة هدفا للمدعين الأمريكيين، ويتم ذلك من خلال إجراء الشركة أو المؤسسة لتحقيقات داخلية خاصة بها بواسطة شركة محاماة كبيرة في محاولة لإظهار مدى التزام الشركة وتعاونها مع السلطات والوصول إلى أساس المشكلة. وقالت السلطات الأمريكية إن تحقيقاتها متواصلة ومن الممكن أن يتم توجيه الاتهام لشخصيات جديدة. وتحقق السلطات السويسرية في احتمال وجود فساد يتعلق بمنح حق استضافة كأس العالم 2018 لروسيا و2022 لقطر، وتعد هذه مرحلة مبكرة مقارنة بالتحقيقات الأمريكية، ولم يتضح بعد كيفية تأثير انتخاب رئيس جديد لـ "فيفا" في الاجتماع المقرر عقده في شباط (فبراير) على التحقيق الداخلي. وتعرض سيب بلاتر رئيس "فيفا" وجيروم فالك الأمين العام للاتحاد الدولي لانتقادات واسعة بسبب طريقة تعاملهما مع أزمة الفساد التي طالت "فيفا"، وقال بلاتر إنه لن يترشح في انتخابات الرئاسة المقررة العام المقبل. إلى ذلك، قالت مصادرى أخرى "إن اللجنة المكلفة بالإصلاحات ستعلن قريبا، وقد يحصل ذلك مطلع الأسبوع المقبل، ونواة هذه اللجنة ستتشكل من أشخاص كانوا أيضا في اللجنة التي كلفت بالإصلاحات بعد فضيحة سولت لايك سيتي". وتابعت "المحامي السويسري فرانسوا كارار سيترأس لجنة الإصلاحات، التي ستضم الشيخ الكويتي أحمد الفهد الصباح والأسترالي كيفن كوسبر عضو اللجنة الأولمبية الدولية"، مضيفة "أن هؤلاء المسؤولين الثلاثة كانوا ضمن فريق العمل مع وزير الخارجية الأمريكية السابق هنري كيسنجر وأمين عام الأمم المتحدة السابق المصري بطرس غالي الذي أشرف على الإصلاحات في اللجنة الأولمبية الدولية بعد فضيحة سولت لايك سيتي". وكارار كان أمينا عاما للجنة الأولمبية الدولية بين 1989 و2003، وكان قاضيا في محكمة التحكيم الرياضية (كاس)، والشيخ أحمد الفهد يترأس المجلس الأولمبي الآسيوي واتحاد اللجان الأولمبية الوطنية (أنوك) وانتخب أخيرا عضوا في اللجنة التنفيذية لـ"فيفا"، وكوسبر هو نائب سابق لرئيس اللجنة الأولمبية الدولية. وفجر حصول سولت لايك سيتي الأمريكية على حق استضافة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية عام 2002 فضيحة فساد كبيرة هزت الرياضة العالمية وأنتج عنها إصلاحات جذرية في الحركة الأولمبية. وأشارت المصادر إلى أن اللجنة "ستضم الإيطالي جياني إينفانتينو أمين عام الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، فضلا عن مدير الدائرة القانونية فيه". وكانت اللجنة التنفيذية لـ "فيفا" قد قررت تشكيل لجنة لإصلاح "فيفا" يكون رئيسها مستقلا، على أن تختار الاتحادات القارية لكرة القدم عشرة أعضاء آخرين.