غزة: «الشرق الأوسط» تؤثر أزمة انقطاع التيار الكهربائي على أنماط حياة المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة خلال شهر رمضان بشكل واضح، سيما أن حلول هذا الشهر تزامن مع تفاقم أزمة الوقود جراء قيام السلطات المصرية بإغلاق الأنفاق، مما قلص من قدرة الغزيين على توظيف المولدات في الحصول على التيار الكهربائي. ونظرا لأن انقطاع التيار الكهربائي يتم في فترات محددة، فإن الغزيين باتوا يوائمون ظروف حياتهم مع انقطاع أو توفر الكهرباء. فعندما يحل موعد الإفطار في الوقت الذي يقطع فيه التيار الكهربائي، فإن كثيرا من الناس يحرصون على تأجيل أداء صلاة المغرب إلى ما بعد تناول طعام الإفطار لاستغلال أكبر قدر من الضوء قبل حلول عتمة الليل. مروان عبد ربه (45 عاما)، الذي يقطن في حي «بركة الوز» غرب مخيم المغازي للاجئين وسط القطاع، يقول إنه يحرص هو وعائلته على تناول طعام الإفطار على سطح المنزل في حال قطع التيار الكهربائي، من أجل التمتع بأكبر قدر من الإضاءة قبل حلول الظلام. ويشير مروان إلى أن زوجته تحرص على إعداد الطعام بشكل مبكر، ثم تقوم بوضعه على السطح، حيث تتناول العائلة الطعام بمجرد أن يتم رفع أذان المغرب. وبسبب انقطاع التيار الكهربائي فإن الكثير من الناس يقومون بشراء اللحوم الطازجة والمجمدة كل يومين على أكثر تقدير حتى لا تفسد في حال وضعت في الثلاجات بسبب انقطاع التيار الكهربائي. وبالنسبة للكثيرين، فإنهم يتجهون لإعداد الطعام الذي يعتمد على الحبوب المجففة أو الخضار التي لا تفسد بمجرد انقطاع الكهرباء، مثل الباميا وقرع الرقابي، وغيرها. وإن كان إحياء صلاة التراويح هو أحد أهم المعالم الروحية خلال الشهر الفضيل، فإن إقامتها قد تأثرت بانقطاع التيار الكهربائي. فقد أصدرت وزارة الأوقاف تعليمات مشددة للأئمة بأن يتم الاقتصار على قراءة آيتين أو ثلاثة في كل ركعة من الركعات الثمانية حتى لا يعاني المصلون من ارتفاع الحرارة أثناء أداء الصلاة. وفي المقابل، فإن بعض المساجد التي تبرع لها بعض المحسنين بمولدات كبيرة قادرة على تشغيل المكيفات الهوائية تجذب بشكل خاص عددا كبيرا من المصلين من مناطق بعيدة. كثير من الأهالي في مخيم المغازي وسط القطاع يتعمدون التوجه لمسجد المهاجرين، الذي يقع في أقصى غرب المخيم، لأن المخيم مزود بمولد ضخم باستطاعته تشغيل المكيفات في ظل انقطاع التيار الكهربائي. ومن أشكال تأثير انقطاع التيار الكهربائي على أنماط حياة الناس في غزة حرص الكثير من العائلات على قضاء السهرات العائلية في حال قطع التيار الكهربائي عن المناطق التي تعيش مع أقارب يقطنون في مناطق لم ينقطع عنها التيار الكهربائي. بشكل عام لا تختلف أوضاع الفلسطينيين خلال شهر رمضان هذا العام عن أوضاعهم في هذا الشهر خلال السنين الماضية، حيث بات واضحا أن الحصار وتداعياته المختلفة يؤثر على جميع أنماط الحياة للفلسطينيين.