أرسلت مصر عددا من الرسائل الواضحة والمباشرة للعالم من خلال افتتاح قناة السويس الجديدة، سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو الأمني، حيث أثبتت في المقام الأول استقرارها وقدرتها على تحقيق ما تطمح فيه من تنمية ومشروعات قومية، بمجهودها المادي الخالص. وشهد نهاية الأسبوع الماضي افتتاح قناة السويس الجديدة التي عكفت مصر على إنجازها خلال عام واحد فقط من بدء العمل في المشروع في الخامس من أغسطس 2014، وحضر الافتتاح عدد كبير من الشخصيات الدولية والعربية والأفريقية والوفود الرسمية من كافة أنحاء العالم، بينما أرسل ذلك الافتتاح بهذا الحضور الهائل العديد من الرسائل المهمة. جهد مضنٍ وأكد الناطق باسم حزب التجمع الكاتب الصحفي نبيل زكي، أن مصر بعثت للعالم كله رسالة واضحة ومباشرة بأنها قادرة على أن تنفذ ما يمكن اعتباره بأنه أمر مستحيل، لاسيّما وأن تنفيذ القناة كان المفترض أن يتم خلال ثلاث سنوات ومع ذلك نجح المصريون في الإيفاء بتقديمه في عام واحد، بمجهود مادي مصري خالص. وأضاف زكي لـالبيان، أن سيناء دخلت عصر التنمية بالفعل، لاسيما وأن افتتاح القناة الجديدة سيعقبه مشروعات تنمية ستجعل من المنطقة على امتداد 640 كيلومترا ورشة عمل كبيرة لعدد كبير من المشروعات في كثير من المجالات. وأوضح أن افتتاح القناة بعث برسالة أخرى للعالم بأن مصر قد أنهت عهد الترهل والتكاسل والخمول وأنها جادة في طموحها بأن تصبح أكبر مركز جذب للاستثمارات، وأن افتتاح قناة السويس سيكون نقطة تحول في تاريخ مصر الحديث، وتسير في طريق تلك الدول الاقتصادية الصاعدة. خريطة للمستقبل من جهته، أوضح عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية رخا أحمد حسن، أن مصر تؤكد للعالم كله بأنها تنفذ خريطة المستقبل ليس فقط من الناحية السياسية وإنما الاقتصادية أيضا، وأن ما قدمته مصر للعالم في عام واحد فقط من مشروع يخدم بدوره التجارة العالمية هي مجرد بداية. وأضاف حسن لـالبيان، أن المشاركة التي قامت بها دول العالم في افتتاح القناة، تعبر على مدى اهتمام كل دولة من هذه الدول بما يقام في أرض مصر من بداية نهضة اقتصادية ومشروعات استثمارية، فضلاً عن أنه بعث برسالة ضمنية بالاستقرار على أرض مصر. تجربة آسيا ورأى مراقبون أن مصر تسير في ذلك الطريق الذي رسمته لنفسها عقب ثورة 30 يونيو بخطى ثابتة، حيث أعلنت ضمنيا من خلال تحركاتها خلال هذا العام، على توجهها نحو التنمية الاقتصادية الشاملة واستغلال الاستثمار والاقتصاد سياسيا، وهو الأمر الذي ظهر جليا من تحسن الوضع السياسي للبلاد بصورة متزامنة مع كل خطواتها المتعلقة بالاقتصاد، مشيرين إلى أن طموح مصر في تطبيق تجارب صعود النمور الآسيوية يترجم على أرض الواقع بافتتاح قناة السويس. كما أثبتت مصر للعالم كذب ادّعاءات جماعة الإخوان، ومدى قدرة البلد على مواجهة الإرهاب كذلك. منفعة عالمية أشار مساعد مدير صندوق النقد الدولي السابق الخبير الاقتصادي د. فخري الفقي، إلى أن مصر أثبتت للعالم بافتتاح قناة السويس أنه لم يكن اختيارا عشوائيا، وأنه كما ستستفيد مصر من مشروع قناة السويس فإن العالم أيضا سيستفيد، من خلال تقصير المسافة بين الشرق والغرب بنسبة لا تقل عن 40 في المئة، فضلاً عن تقليص ساعات الانتظار في القناة ما يؤدي بدوره بتخفيض تكلفة النقل، وبالتالي تخفيض أسعار السلع. وأضاف الفقي، أن هذه الاستفادة التي تحققها مصر للعالم من خلال مشروعها، يبعث رسالة أن مصر لا تفكر في مصلحتها فقط وإنما هي دولة تبحث عن ما يفيد العالم كله.