في روايتها الجديدة يا دمشق وداعا.. فسيفساء التمرد تتابع الروائية السورية غادة السمان معاركها الأدبية والفكرية من أجل هدف اختصرته بحرف (الحاء) ليشمل عالماً سعت إلى تحقيقه يقوم على عمودي وجود هما: (الحرية) و(الحب). الحرية هنا لا تقتصر على مجرد ممارسة الحق السياسي بأشكاله المختلفة بل تتجاوز ذلك إلى وجوه اجتماعية متعددة تجعل الإنسان شبه مستعبد فيها باسم السلطة الذكورية وباسم التقاليد الاجتماعية. والحرية هنا لا تنفصل عن (حاء) أخرى بل عن اثنتين هما الحق في الحب. والحق في الحب لا يقتصر على حق الإنسان في أن يحب ويكون محبوباً وأن يختار توأم روحه ورفيق عمره بل يشمل هنا الإيجاب والسلب. أن تختار من تريده رفيقاً للطريق وأن يكون لك الحق أن تقول له وداعاً فقد انتهت القصة إذا اكتشفت أن توقعاتك وأحلامك لم تكن في موضعها. رواية غادة السمان هذه هي تكملة أو استمرار لأجواء ما أسمته الرواية المستحيلة وجاءت في 204 صفحات كبيرة القطع وصدرت عن منشورات غادة السمان دون ذكر مكان الصدور. في الإهداء الذي حمل عنوان (رسالة حب متنكرة في إهداء) تعبر غادة السمان عن حبها لدمشق مستحضرة ما يروى من قول الخليفة هارون الرشيد لسحابة عابرة امطري حيث شئت فخراجك عندي. إذ قالت غاده أهدي هذه الرواية إلى مدينتي الأم دمشق .. التي غادرتها ولم تغادرني. يوم رحيلي صرخت في وجهي: امطري حيث شئت فخراجك عندي وإلى الحبيب الوحيد الذي لم أخنه يوما واسمه: الحرية.