شوارعنا هذه الأيام شبه خالية من ازدحام السيارات، ما السبب ياترى؟ إنه السفر، كثير من الناس الآن في مشارق الأرض ومغاربها وربما تكون أنت عزيزي القارئ منهم. رائع أن تغير الجو وتأخذ استراحة بعد عمل ودراسة لعام كامل وتستكشف العالم وتكون قدوة حسنة لوطنك وأمتك، ولكي تصل إلى مكانك هذا استخدمت العديد من وسائل السفر كالسيارات والطائرات، ولكنني أدعوك اليوم لأخذ جولة من نوع آخر، ليس في العالم الخارجي ولكن في عالمك الداخلي، وسنأخذ غواصة خاصة تدخل بنا داخل تجاويف جهازك الهضمي لنتعرف على معجزات خلق الله وكيف يعمل هذا الجهاز بكل نشاط وحيوية وفاعلية دون أن نحس بأي من تلك العمليات المعقدة. رحلتنا هذه تتضمن العديد من المحطات ولكن لحرصنا على وقتك ولضمان استمرارك معنا في هذه الرحلة سنختصر محطات التوقف كما أننا لن نتحدث عن تفاصيل مايجري أمامنا لكونه يحدث بسرعة فائقة وتناسق متناه نعجز عن وصفه، فلا داعي إذن أن نوقف العمل داخل ذلك الجهاز لكي نتعرف على تفاصيله، مع أن بعض تلك التفاصيل مذهلة حقاً ومعجزة من معجزات الله في خلقنا وتستحق التوقف عندها والتأمل فيها. الآن اربطوا الأحزمة أو كما يقول ابني الصغير "حزام الإيمان" ويقصد حزام الأمان، ولعل عبارته تلك مناسبة لرحلتنا. سنركب غواصة خاصة وسيقودها قبطان ماهر وسيمر بنا سريعاً على بعض المحطات التي نتعرف فيها على بعض معجزت خلق الله فينا ويتجنب بنا الأخطار المحتملة، هل أنتم مستعدون لبدء رحلة الغوص في الأعماق؟ إذاً دعوا القيادة لنا واستمتعوا بالرحلة كما تقوله إعلانات شركة النقل الجماعي قديماً.
