العملية الدنيئة التي قام بها المجرمون في مسجد قوات الطوارئ في عسير تكشف الوجه القبيح لهذه الفئة التي باعت دينها ووطنها وأهلها للشيطان، حين فقدت إنسانيتها وأعماها الحقد والكراهية، وسلبتها جهات خارجية إرادتها وسخرتها لأغراضها الفاسدة التي هدفها زعزعة أمن المملكة واستقرارها ومحاولة ردها عن دورها المحوري في تماسك الدول العربية في وجد من يريد بها الشر. وهؤلاء الأشقياء الذين ابتعدوا عن منهج الحق والعدل والوسطية التي عليها الأمة وأصبحوا أوعية لأفكار الخوارج الضالة، وأدوات للأعمال الإرهابية الشاذة، ورضوا أن يكونوا وسائل للأغراض والأهداف التي تحركها دول خارجية للانتقام من المملكة لوقوفها في وجه مطامعهم وخططهم الساعية إلى تدمير المنطقة وإدخالها في دوامة الاضطرابات والعنف، هؤلاء المجرمون لن يفلحوا في تحقيق أهدافهم الشريرة وسيخيب مسعاهم، ويكتشفون أنهم أمام مجتمع متماسك يقف في وجه كل من يريد المساس بأمنه. فهؤلاء غاب عنهم، وعمن يقف وراءهم، أننا في بلد -ولله الحمد- متماسك، حكومة وشعبا، وحريص على صيانة مكتسباته وحفظ أمنه واستقراره، وأهله يضحون بالغالي والنفيس للدفاع عنه وضرب كل من يتهدده. وهذه الجرائم النكراء التي ترتكبها المجموعات الإرهابية لن تزيد أهله إلا إصرارا على الوقوف في وجه أعدائه، وقوة تصد من يريد به الشر مهما كانت خططهم ومآربهم ووسائلهم. خاب مسعى الجبناء أعداء الوطن، ودامت وحدتنا وقوة بلادنا سدا منيعا في وجه الأعداء.