من أخطر الأمور في موضوع قيادة المرأة هو نعت المؤيدين لها والمطالبين بها بالعلمنة واللبرلة والتغريب بل وحتى الدياثة والعياذ بالله .وهذا ظلم وبهتان عظيم واتهام الناس في دينهم وأخلاقهم وعقيدتهم لمجرد الاختلاف في الرأي والمطالبة بأمر سيحدث آجلا أو عاجلاً ،لأن الأصل في الأمور الإباحة ولا يوجد أي نص شرعي يمنع من أن تقود المرأة السيارة وبالتالي يجب أن لا يطعن في الناس وأن لا يكون الأمر التشكيك في الذمم والهجوم على المطالبين في قيمهم ومبادئهم .والذي أراه أنه قد حان الوقت لذلك حيث وصلت فيه العالمة السعودية والطبيبة السعودية والاستشارية السعودية إلى مواقع متقدمة عالمياً في علومها ومعرفتها وأدائها .كما أن ابنة عم السعودية أو قريبتها أو أختها أو هي أيضا تقود في الكويت ومصر ودبي والبحرين وأمريكا وبريطانيا وبقية دول العالم مثلها مثل بقية نساء الأرض ولا يحتاج الأمر لكل هذا الشحن والتوتر والتشكك .وعادت بي الذاكرة إلى سنين الدراسة عندما كانت الزوجة والأخت والزميلة السعودية تقود هناك وتخدم أسرتها وأطفالها كما أن زوجها بعد خروجه من يومه الدراسي يخطب في المسجد في مدينته الأمريكية ويسهم في دخول الأمريكان الإسلام بالدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة ومن الفاعلين في العمل الدعوي وهو كذلك ومن معه من زملائه عندما عادوا إلى المملكة . فهل نشكك في الآلاف من السعوديين الذين درسوا في الخارج وعرفوا بأخلاقهم الحميدة بأنهم يريدون التغريب في المجتمع .ثم هل يربط هؤلاء بين هذا الأمر وأمن الوطن وقدرات رجاله الأبطال وهم من حارب الإرهاب و أدار أمن ملايين السعوديين والمقيمين في صحراء شاسعة يتحركون في مدنها وقراها بأمن واستقرار وأقدر على التعامل مع أي إجراء جديد وهاهو حزمهم وبسالتهم قائمة ومستمرة في موضع تصحيح العمالة وضبط المخالفين.وكذلك لا مجال في التشكيك في نية المعترضين على قيادة المرأة لكن بعضهم يتأثر دون إدراك لأبعاد عمله . وأعتقد أن ولي الأمر حفظه الله سار في اتجاهات رأى فيها المصلحة في أمور تعود الآن على الوطن بالكثير من الإيجابيات ومن ذلك مئات الآلاف من المبتعثين والمبتعثات الذين يمثلون كل أسرة في المملكة وكان لهم أن يبقوا دون تعليم متقدم فيما لوتم الاستماع للآراء التي وقفت بشدة ضد الابتعاث وكذلك في وجود جامعة ضخمة مثل جامعة الملك عبدالله أو تطوير جامعة الأميرة نورة أو دخول عضوات مجلس الشورى أو غيرها من الخطوات التي تخدم المجتمع وتقدمه .ومثل ذلك عدم تقدير موقف المملكة الداعم لأمن واستقرار مصر بينما كان لولي الأمر حفظه الله رؤيته الموفقة في ذلك . وهنا أعود إلى الوراء و أنظر للتاريخ عندما ركبت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها الجمل في المعركة التي سميت باسم الجمل عندما اختلف الصحابة رضوان الله عليهم .وكان الجمل هو سيارة ذلك الزمان وعليه تقاس كل الأدوات والآلات الحديثة التي عرفها العالم لاحقا .وأرجو أن لا يكون نظرة البعض لقيادة المرأة ضمن النظرة الدونية لها في وأد البنات في الجاهلية والأعراف التي ليست من الدين في شيء بينما رفع شأنها الإسلام وأعزها في حياتها وحتى استقلاليتها المالية في وطن ضمن الأعظم عشرين دولة في العالم اقتصاديا لا يصح أن تبقى المرأة لا تمارس حقها اختياريا في أمر منحها الشرع خصوصا وأن للقادرات إحضار سائقة أو القيادة بنفسها لكن ماذا عن غير القادرات ماليا اللواتي يصرفن جزءاً كبيراً من مداخيلهن للسائقين ويتعرضن للخلوة به وبالكثير من الإشكالات التي لا تخفى على أحد .وأخيرا هي وجهة نظر شخصية لمواطن يرى موضوعاً اجتماعياً لا ينبغي التردد في طرح وجهة النظر لأن من المفترض المشاركة في الرأي في موضوع اجتماعي مهم لوطن عظيم هو المملكة العربية السعودية.والجميل في الأمر أن عدد من سيقود من النساء السيارة سيكون محدوداً جدا فعدد النساء بالملايين بينما من يعرف القيادة لن يتعدى الآلاف كما أنه سيوفر العديد من الفرص الوظيفية وبالذات في مجال نقل الطالبات والمعلمات والملتحقين في مدارس الروضة والمرحلة الابتدائية حيث أتضحت الحاجة لذلك مع الحملة التصحيحية لمخالفي الإقامة وأنظمة العمل .كما أنه يمكن التدرج بالأمر عن طريق دراسة كل حالة من الجهات المختصة وإصدار تصاريح مربوطة بعمر معين ولنقل مثلا فوق الخمسة والثلاثين وفق ظروف كل حالة وفي أوقات معينة من السادسة صباحا وحتى العاشرة مساء . almsebeeh@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (85) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain