×
محافظة مكة المكرمة

آل الشيخ يكلف عددا من رؤساء البلديات

صورة الخبر

المنطقة العربية في حرب مع الإرهاب. هذه حقيقة يجب أن تُقرأ من جديد، وأن تُعاد قراءتها بشكل مستمر، نحو تأمل أعمق في المنطلقات والمسارات والنتائج، وبادئ ذي بدء، لابد من إثبات وتأكيد أن دولة الإمارات قيادة وحكومة وشعباً، وكما أشار سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، تتضامن مع المملكة العربية السعودية قلباً وقالباً، ضد كل من يريد النيل من أمنها واستقرارها. أمن المنطقة واحد، ومواجهة تيارات التكفير والتطرف واحدة، أو يجب أن تكون كذلك، وفي هذا السياق، يستحضر المرء الإجراءات الوقائية الاستباقية المهمة التي اتخذتها دولة الإمارات ضد الإرهاب، بدءاً من يقظة الأمن وصولاً إلى المحاكمات العادلة الشفافة والعلنية، ووصولاً، كذلك، إلى قائمة الإرهاب الرائدة عالمياً، وإصدار التشريعات الرادعة، وآخرها قانون مكافحة الإرهاب البديل والجديد كلياً، ثم المرسوم بقانون بشأن مكافحة التمييز ونبذ الكراهية. هذه المرة أيضاً تمتد يد الإرهاب إلى المصلين في مسجدهم، وفي وضعي ركوعهم وسجودهم لله الواحد الأحد، فبأي لغة يُرد على هؤلاء المجرمين، وبأي فعل؟ الجريمة تؤكد من جديد أن مصادر التكفير والإرهاب تنهل من المنهل نفسه، وتصب في المورد نفسه، وفي هذا المقام، لا يوجد داعٍ لإثبات البدهي الذي يحيط به اليقين من كل صوب: كل شعوب المنطقة العربية، بغض النظر عن تعدد العقائد والأديان والمذاهب وربما الأعراق، إنما هُم في نظر الخوارج والتكفيريين طائفة واحدة. وحين تنتقل يد الإرهاب من القطيف والدمام في شرق المملكة إلى عسير في جنوب المملكة مروراً بدولة الكويت الشقيقة، فإن انشغال الحرب على الإرهاب يجب أن يُعتبر تحدياً كبيراً، على الجميع مواجهته وتجاوزه. لابد من اعتبار الحرب على الإرهاب أولوية مطلقة، كما الصحة والتعليم والتنمية، وكما الحياة، في أوسع وأضيق المفاهيم والدلالات، فهذه الحرب مسألة وجود ومصير، ولا مساومة أبداً. ولأن المقام يتيح طرح سؤال التعاون العربي، ضمن الجامعة العربية، والتعاون الخليجي ضمن مجلس التعاون، بل يلح في طرح سؤاله الحائر، يستحضر المرء جملة مواقف يستغرب أنها لم تلبث إلّا وتبخرت في مدة وجيزة، وكأنها لم تكن، فماذا تبقى مثلاً من اتفاق الرياض التكميلي، تجاه الموقف الموحد من الإرهاب، والموقف من مصر، وتصحيح مسارات إعلامية شاذة تحتضنها وتتبناها دول خليجية؟ محور القول إن الإرهاب الذي يتربص بِنَا واحد، ونحن في نظره هدف واحد، وحين تصل يد الغدر إلى منتسبي قوات الطوارئ في مسجدهم، فإن الدائرة المتربصة تريد أن تقول إنها هنا وهناك، ولا فرق. حفظ الله أوطاننا، وحفظ الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية، وأدام عليها نعمة الأمن والاستقرار. ebn-aldeera@alkhaleej.ae