×
محافظة المنطقة الشرقية

مكتب رعاية الشباب يكرم أبطال الاحتياجات الخاصة

صورة الخبر

بدأ تنظيم «داعش» الإرهابي أخيراً، في تغيير أيديولوجياته وخططه، الموجهة ضد قوات الأمن من خلال تنفيذ عمليات أشد دموية وأكثر تأثيراً، إذ عمل على استهداف رجال الأمن في المساجد داخل مقارهم، مما يؤكد أن التنظيم الإرهابي لا توجد لديه أية حرمة لمكان أو زمان، وأنه ذاهب في حربه ضد رجال الأمن إلى أبعد حد. ويبدو أن التنظيم الإرهابي منذ نشأته عمل على السير على خطى تنظيم القاعدة بشعار «إخراج المشركين من جزيرة العرب»، في إشارة إلى رجال الأمن «الطواغيت» بحسب وصفهم، والأجانب، بيد أنه بدأ في الخروج من هذه العباءة خلال الفترة الماضية، من خلال العزف على وتر الطائفية، من طريق القيام بتفجير مساجد للشيعة، ليمارس بعد ذلك نهجاً آخر تمثّل في استهداف رجال الأمن السعودي بعد قيامه بعمليات فردية ضدهم في عدد من مناطق المملكة. فيما قرر التنظيم الأكثر دموية في تاريخ التنظيمات الإرهابية، مواصلة استخدام باحات المساجد لتكون المكان الأنسب لتنفيذ عملياته، ولكن هذه المرة في مساجد رجال الأمن، وهو ما أعلنت عنه وزارة الداخلية أخيراً عن إحباطها لعملية إرهابية كان يعتزم التنظيم الإرهابي القيام بها في مسجد داخل مقر قوات الطوارئ الخاصة في الرياض، إلا أن التنظيم نجح هذه المرة في استهداف مقر قوات الطوارئ في عسير. وفي الوقت الذي كان تركز تنظيم «القاعدة» الإرهابي على عمليات ضد الأجانب في المقام الأول، سواءً من خلال استهداف مجمعات سكنية يقطنونها في الرياض والشرقية، أو عمليات الاستهداف الفردية، إلا أن ربيبته «داعش» لم يركز على الأجانب بشكل كبير. وكانت هجمات التنظيم على مساجد الشيعة جاءت في ثلاث عمليات الأولى في حسينية الدالوة في الأحساء شهر محرم الماضي، وعمليتيه الأخيرة المتتاليتين بمسجد القديح في القطيف ومسجد العنود بالدمام، ولم يتوقف التنظيم عند استهداف الشيعة ورجال الأمن في عمليات فردية بل امتد إجرامه ليصل إلى ساحات مسجد قوات الطوارئ في عسير، وذلك بعد فشل مخططهم في تفجير مسجد قوات الطوارئ في العاصمة الرياض في شهر رمضان الماضي بحسب بيان وزارة الداخلية أخيراً. وحول ذلك أوضح الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية أحمد الموكلي لـ«الحياة»، أن سياسة القتل وسفك الدماء لدى تنظيمي «القاعدة» و«داعش» هي سياسة واحدة ويختلفون بشكل بسيط جداً في نوعية الأهداف وبشاعة التنفيذ، مبيناً أن تنظيم «داعش» الإرهابي يعدّ الأبشع والأعنف في ممارسة القتل بأبشع الطرق كالحرق كما حدث مع معاذ الكساسبة. وأشار إلى أن استراتيجية استهداف رجال الأمن بدأها تنظيم القاعدة في المملكة في العام 2004، حين استهدف مبنى للأمن العام في شارع الوشم، وجاء استهداف المنشآت الأمنية بعد استهداف المجمعات السكنية للأجانب، ثم استهدافهم في الأماكن العامة بحجة إخراج المشركين من جزيرة العرب، لافتاً إلى أن هذا العنوان أو الشعار أحد أهم مفاتيح الصراع لدى هذه الجماعات وأسهم في استقطاب كثير من أبناء هذا البلد، ولاحقاً استهدفت هذه الجماعات المنشآت النفطية بهدف ضرب المنشآت النفطية، وأخيراً بدأ استهداف رجال الأمن من خلال عمليات فردية أو خلايا صغيرة. وأضاف: «نلاحظ أن تنظيم داعش بدأ أخيراً يستهدف المساجد الخاصة بالشيعة بهدف إشعال الفتنة وبث الفوضى على أساس طائفي، وهو أحد الأسباب التي ترسخ وتجذّر الإرهاب، وجريمة أمس هي تحول آخر يستهدف المساجد التابعة للمنشآت الأمنية، واستهداف هذه المساجد من دون غيرها مرده إلى استحلالهم لدماء رجال الأمن بذريعة دفع الصائل فهم يكفرونهم، وأصبح استهدافهم في أماكن وجودهم سواء في المساجد أم في الأماكن العامة أم حتى بيوتهم، فهذا أمر وارد وهدف لهذه الجماعات».