×
محافظة مكة المكرمة

800 مليون ريال تنقل وجهة العروس البحرية لمرحلتين جديدتين

صورة الخبر

رئاسة التحرير عمل شاق ومضنٍ وفي نفس الوقت يعتبر برستيجاً تشرئب إليه الأعناق ولهذا لا يستطيع تقلد هذ المنصب إلا من تتوفر لديه خصائص ومواصفات معينة. فرئيس التحرير يحتاج إلى أن يتحلى بمجموعة من الصفات والمواصفات التي يأتي في مقدمتها الصبر والجلد والتحمل والاتزان والمرونة وبُعد النظر والدقة وقبل ذلك وبعده المصداقية والأمانة والحزم؛ ذلك أن رئيس التحرير يعتبر المسؤول الأول عن كل ما ينشر في جريدته أو مجلته من موضوعات أو أخبار أو صور باعتباره مسؤولاً عن تنفيذ السياسة العامة للجريدة بتوازن واعتدال حتى لا يقع فيما لا تحمد عقباه لذا فهو يواكب العمل اليومي بمعاونة نوابه وجهاز التحرير لديه وهذا الأمر يتطلب أن يكون ذا دراية وخبرة وذا ثقافة موسوعية في المجالات السياسة المحلية والعالمية والجغرافيا والتاريخ والأمور الأمنية والأدب والفن والرياضة وغيرها من المواضيع التي تنشرها دوريته ليس هذا فحسب بل عليه ان يكون قادراً على تحمل ردود الفعل السلبية والإيجابية للمسؤولين والقراء وغيرهم سواء كانت تحريرية أو تلفونية أو شخصية أو غيرها ولك ان تتخيل مدى صعوبة تلك المهمة إذا علمت أن رضا الناس غاية لا تدرك، هذا بالإضافة إلى الجهود التي يبذلها رئيس التحرير من أجل مواكبة كل مستجد في عالم الصحافة والإعلام والتكنولوجيا ذات العلاقة من أجل العمل على تطوير الصحيفة التي يشرف عليها من حيث الأداء والمنهج ومن النواحي الفنية والإخراجية وغيرها من المتطلبات التي تكفل لصحيفته المنافسة والقبول وتحقيق قصب السبق وقبل ذلك إن إنجاز جريدة الرياض لم يأتِ من فراغ بل أتى بجهد وتخطيط وبرامج واستراتيجيات قادها الأستاذ تركي السديري وطاقمه الإداري والفني والتحريري، وقديماً وحديثاً قيل إن العمل الجماعي ينتج ويستمر.. وهذا يعني أنه على الرغم من استقالة الأستاذ أبو عبدالله إلا أنه أسس عملاً مؤسسياً وبعده خدمة المجتمع الذي تنتمي إليه بصدق وأمانة ومسؤولية. من هذا يتضح أن وظيفة رئيس التحرير ليست وظيفة سهلة لما يكتنفها من متاعب ومشاق. نعم إن التحرير الصحفي هو نقل الوقائع والأحداث المهمة على صفحات الجريدة بالحرف والصورة وبالأسلوب الأقرب الى الموضوعية والمصداقية بالإضافة الى مهمة التثقيف والتوعية والتنوير على الرغم من ان كل ذلك يخضع للنسبية في الكتابة الصحفية. نعم إذا أخذنا كل ذلك بعين الاعتبار نستطيع أن نستشعر مدى الجهد والعمل المضني الذي تحمله الأستاذ تركي السديري وطاقمه التحريري والإداري والفني واستقطابه للكتّاب المتميزين فكراً واعتدالاً على مدى واحد وأربعين عاماً تحمل خلالها كل مشاق العمل الصحفي والتطويري حتى وصلت جريدة الرياض الى ماهي عليه اليوم من تفوق ومصداقية وانتشار وجذب يشهد له ولها الجميع بالتفوق والإتقان. إن استمرار الأستاذ تركي كل تلك الفترة الزمنية كرئيس للتحرير يشير بكل صدق وأمانة إلى انه يتمتع بمواصفات رئيس التحرير الآنفة الذكر وقدرته الفريدة على تناغمها وتكاملها في أدائه، فهو يمسك بشعرة معاوية ولولا ذلك لما استمر يعمل على مدى أربعة عقود في بلاط صاحبة الجلالة بكل جد واجتهاد على الرغم مما يكتنفها من صعوبات جمة، ولهذا ترك له بصمات واضحة المعالم في مجالات التثقيف والتنوير والانفتاح ولهذا استحق الثقة بكل جدارة لأنه أهل لها، فهو الذي عاصر جريدة الرياض وقادها خلال مراحلها المختلفة. نعم إن جريدة الرياض مرت بثلاث مراحل: المرحلة الأولى: تمثل مرحلة البداية المتواضعة في حي المرقب حيث صدر العدد الأول لها في 1/1/1385 بست صفحات فقط وطباعة بدائية باستخدام الرصاص كما ترافق ذلك مع محدودية عدد القراء وتواضع الدخل لأن العدد كان يباع بأربعة قروش فقط. هذا واستمرت في ذلك الموفع ما يقارب تسع سنوات هذا وقد تزامنت نشأتها مع بدايات حراك التنمية في المملكة، بعد ذلك جاءت المرحلة الثانية: حيث انتقلت الى حي الملز عام 1394 وحققت خلال تلك المرحلة قفزات نوعية في العمل الصحفي والفني ودخول العنصر النسائي مجال الصحافة حيث كانت الأولى على مستوى المملكة في ذلك المجال، واستمرت في ذلك الموقع ثمانية عشر عاماً بعدها جاءت المرحلة الثالثة من مسيرتها الموفقة حيث انتقلت الى مقرها الحالي عام 1414 في حي الصحافة الذي تبلغ مساحته عشرين ألف متر مربع والذي افتتحه الملك سلمان حفظه الله (الأمير سلمان في ذلك الوقت) وفي هذا المقر شهدت جريدة الرياض أوج تطورها وعنفوانها حيث تتوفر في ذلك المبنى الجديد لمؤسسة اليمامة الصحفية كل مقومات المؤسسات الحضارية من حيث تقنيات الطباعة والإخراج والتحرير وسعة المكان وتميزه وغيرها وهي تسابق الزمن لتوفير كل جدبد يساهم في تطورها. ولعل من مفاخر جريدة الرياض تحت إدارة الأستاذ تركي تمكنها من أن يصل عدد صفحاتها الى ما يربو على 52 صفحة وتصل في بعض أعدادها الى 180 صفحة متعددة الأبواب والتخصصات والمواضيع والأفكار المتميزة، ناهيك عن أنها حققت قصب السبق من حيث معدلات التوزيع وعدد القراء، كما أنها حققت نسبة مئة بالمئة سعودة في وظائف التحرير، ليس هذا وحسب بل إن موقع الرياض الإلكتروني يعتبر أحد أبرز وأكبر المواقع الإعلامية العربية على شبكة الانترنت حيث يربو عدد زواره على مليون ونصف المليون زائر يومياً. إن موقع الرياض الإلكتروني يعتبر مقياساً لردة فعل الشارع السعودي لشموليته وشهرته وعدد زواره وتنوعهم. إن ذلك الإنجاز لم يأتِ من فراغ بل أتى بجهد وتخطيط وبرامج واستراتيجيات قادها الأستاذ تركي السديري وطاقمه الإداري والفني والتحريري، وقديماً وحديثاً قيل إن العمل الجماعي ينتج ويستمر على عكس العمل الفردي الذي ينتهي ويزول بتقاعد صاحبه أو انتقاله وهذا يعني أنه على الرغم من استقالة الأستاذ أبو عبدالله إلا أنه أسس عملاً مؤسسياً من ناحية مما يعني ضمان الاستمرارية ومن ناحية أخرى فانه لن يكون بعيداً عن الجريدة ولا عن الصحافة باعتباره تقلد موقع المشرف العام على جريدة الرياض. وفي هذه المناسبة أقترح أن تقوم جريدة الرياض بإصدار كتاب خاص يشتمل على توثيق مسيرة الأستاذ تركي السديري في المجالات الإدارية والصحفية والرياضية وخبرته التراكمية في جميع المجالات، وفي هذا السياق أدعو له بالصحة والعافية وطول العمر واستمرار التألق. وعلى أي حال من المتوقع أن تستمر جريدة الرياض بتميزها وتألقها وتوازنها تحت قيادة رئيس التحرير الجديد الأستاذ راشد فهد الراشد فهو متميز خلف متميزاً وهو ليس بغريب عنها فهو أحد أركان جريدة الرياض كتابة وتحريراً وإدارة وهو ليس بجديد عليها مما يعني الاستمرارية على نفس النهج مع التغيير والتطوير إلى الأفضل على قاعدة لكل شيخ طريقته؛ لأن الأفضل لا حدود له والكل ينشده ولهذا ندعو له بالتوفيق والسداد أولاً، ونبارك له تحمله المسؤولية ثانياً، كما أن الدعاء بالتوفيق موصول إلى نواب رئيس التحرير والمحررين والزملاء الكتّاب والطاقم الفني والإداري لجريدة الرياض التي ندعو الله لها استمرار التميز والتفوق في عالم تشتد فيه المنافسة الشريفة على تحقيق قصب السبق الصحفي والإخباري والإعلاني والتوزيعي والتثقيفي والتنويري والتوعوي والرياضي ناهيك عن سعة الانتشار وعدد القراء وما يترتب على ذلك كله من فوائد واستحقاقاات والتزامات ومسؤوليات. والله المستعان.