×
محافظة مكة المكرمة

القرني لبلدية رابغ والرشيد لقصيباء

صورة الخبر

وهذه تجربة جديدة، أحسبها ستنجح، وربما آلت إلى الفشل. في شهر يوليو الفارط وُقعت مذكرتي تفاهم بين وزارة الصحة من جهة، وجامعتي الملك عبدالعزيز وجدة من جهة أخرى. الإطار العام هو إشراف الجامعة الأولى على تشغيل مستشفى شرق جدة الذي انتهى منذ أمد، وإشراف الثانية على تشغيل مدينة الملك عبدالله الطبية في شمال جدة، والتي تأخر تشغيلها 5 سنوات على الأقل. هي خطوة محمودة بلا ريب، إذ تمثل نموذجًا للتعاون البناء بين قطاعين مختلفين ظلا (كما حال القطاعات الأخرى) في حالة فصام نكد لعقود طويلة، كل متقوقع داخل برجه العاجي، مشغول بهمه اليومي، تكبّله الأنظمة العتيقة والإجراءات البطيئة والحسابات المعقدة. في الجامعات كفاءات بشرية مؤهلة تأهيلا عاليًا، ولدى الوزارة مستشفيات يتطلب تشغيلها هذا النوع من الكفاءات، فهي إذًا توأمة محمودة، وتعاون على البر، وفتح لآفاق مستقبلية واعدة في حال ثبوت نجاح التجربة على مستوى المريض أولا، ثم على مستوى الإدارة الناجحة والنفقات المرشّدة والخدمة الجيدة. لن أتفلسف كثيرًا، لكني أعلم أن لكل تجربة جديدة محطات نجاح وإخفاق، وصعود وهبوط، المطلوب هو الحد من الإخفاق عبر الاستعداد له، ومن أشد أنواع الإخفاق سوءًا على الطرفين، تقاذف الكرة عند حدوث المشكلة، بمعنى أن يلوم كل طرف الطرف الآخر، حتى وإن كان تلميحًا لا تصريحًا. وكلما وضحت التزامات كل طرف بكل تفصيلاتها الكلية والجزئية (حد الملل)، كلما كانت العلاقة إلى النجاح أقرب، وعن الخلل أبعد. لا بد من وضع مؤشرات للنجاح KPI’s واضحة ودقيقة وشاملة ومكتوبة، ولا بد من متابعة هذه المؤشرات، بشفافية مزدانة بالرغبة في النجاح معًا، وفي خدمة المريض أولا، وفي تقديم أنموذج مشرّف غدًا. أما أهم المهم، فهو في نظري العمل بروح الفريق الواحد، بمعنى أن الكل لاعبون في الميدان، ليس لأحد منهم الشعور بأنه المدرب أو رئيس النادي أو حكم الساحة. النجاح للجميع، والفشل كذلك. وبالنسبة لكل من الجامعتين، أحسب أنها فرصة نادرة لتطبيق ما تزعم أنها تملك من فنون المعرفة: إدارة واقتصاد وقانون ومحاماة وعلوم اجتماع ونفس وهندسة وغيرها. salem_sahab@hotmail.com