شكلت الإمارات محوراً تاريخياً للابتكار منذ تأسيسها، حيث قامت على مبادئ الابتكار والإبداع والمعرفة، وليس أدل على ذلك من إطلاق صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لوكالة الإمارات للفضاء مؤخراً، وأول مشروع عربي إسلامي لإرسال مسبار لكوكب المريخ، لأن قيادة الدولة، ومنذ البداية، عملت على الاستثمار في بناء ثروة بشرية قادرة على تحقيق مثل هذه الطموحات. وفي هذا المضمار أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في أكتوبر/تشرين الأول 2014 الاستراتيجية الوطنية للابتكار، التي تسعى لتكون الإمارات ضمن الدول الأكثر ابتكاراً على مستوى العالم خلال السنوات السبع المقبلة، وتتضمن الاستراتيجية، التي تعمل ضمن أربعة مسارات متوازية، 30 مبادرة وطنية للتنفيذ خلال السنوات الثلاث المقبلة، كمرحلة أولى تشمل مجموعة من التشريعات الجديدة، ودعم حاضنات الابتكار، وبناء القدرات الوطنية المتخصصة، ومجموعة محفزات للقطاع الخاص، وبناء الشراكات العالمية البحثية، وتغيير منظومة العمل الحكومي نحو مزيد من الابتكار، وتحفيز الابتكار في سبعة قطاعات وطنية رئيسية هي: الطاقة المتجددة، والنقل، والصحة، والتعليم، والتكنولوجيا، والمياه، والفضاء. وعلى صعيد الواقع وقفت الخليج على بعض الابتكارات والإبداعات لدى الطلاب، والتي تؤكد أن تطويع التكنولوجيا لخدمة الإنسان كان هدفاً منشوداً للمبتكرين من أبناء الإمارات رائدة الإبداع، والتي رفعت شعار الابتكار والتميز وعملت على دعم المبدعين. روبوت أمني في سياق الابتكارات المتميزة، تمكن طلبة من قسم الهندسة في جامعة الشارقة من اختراع أول روبوت أمني يساعد رجال الأمن في عملياتهم الخاصة، ويسهم في اكتشاف البيئات الخطرة بسرعة ودقة. ويقوم الروبوت الذي اخترعه الطلبة: محمد سراج الدين وأمير مؤيد ومحمد عبدالله المرزوقي من قسم الهندسة في بالجامعة، واستغرق إنجازه قرابة عام دراسي كامل بإشراف الدكتور باسل سودان رئيس قسم هندسة الطاقة المتجددة، وعضو هيئة التدريس بقسم الكمبيوتر والكهرباء، بتوفير معلومات عن المواقع الخطرة كدرجة الحرارة ونسبة تركيز الغازات السامة، كما أنه مزود بميزة الرؤية الليلية والتحكم عن بعد بمسافة تقدر 15 كم من خلال قناة اتصال مستقلة كلياً وآمنة، وذلك بالاعتماد على تقنية Wi-Fi ولمواكبة الأسواق العالمية، وتم تصميم تطبيق على نظام Android يتيح للمستخدم التحكم بالروبوت كما أنه مزود بكاميرا وحساسات. 5 ابتكارات وخلال شهر مارس/آذار 2015 توصّل أساتذة من جامعة الإمارات، إلى 5 ابتكارات جديدة، وحديثة لدعم المجال الطبي، تضمّنت ابتكارات لزراعة خلايا الكبد، وعلاج السرطان، وتطوير لقاح علاجي جديد، لداء باركنسون الشلل الرعاش، والكشف المبكر عن مؤشرات الحساسية، ونظاماً للتطهير والصحة السريرية، فيما تبنّى برنامج تكامل - ابتكارات من الإمارات التابع للجنة أبوظبي لتطوير التكنولوجيا، الابتكارات، ودعمها للحصول على براءات اختراع عالمية وتسويقها وإنتاجها تجارياً. فقد ابتكر الأستاذان بجامعة الإمارات، الدكتور علي عبدالله سيف النقبي، والدكتور عبدالحميد مراد، جهاز الكبد الاصطناعي الحيوي الليفي، وهو عبارة عن مفاعل حيوي جديد أجوف، ومتحد المحور من الألياف، يدعى الجهاز الاصطناعي الحيوي الليفي بالكامل، ويعرف باسم جهاز الإمارات المساعد للكبد، وتم تجريبه في المختبر، فيما ابتكر الدكتور عمر الأجنف، نظاماً للتشخيص المبكر للشلل الرعاش، أجسام مضادة وحيدة النسيلة لداء باركنسون. ففي هذا الإطار قدّم الدكتور يوسف حايك، ثلاثة ابتكارات طبية الأول نظام إيصال العامل، العلاجي لفرط الحرارة كما جاء الابتكار الثاني خاصاً بنظام للكشف السريع عن مؤشرات الحساسية تقييم الحساسية المتواسطة بالغلوبلين المناعي IgE بأدنى حد من البضع، حيث يوفّر هذا الاختراع، تقنية كشف سريع تقيّم بدقة عالية، وجاء الابتكار الثالث للدكتور حايك، خاصاً بمكافحة العدوى، بعنوان نظام نقل الخلائط المعدنية النانونية لعلاج الآفات، والخلايا الملوثة بالجراثيم. علاج النطق وقدمت جامعة خليفة في أبوظبي خلال العام الجاري 28 مشروع تخرج لطلبة الجامعة من مختلف التخصصات الهندسية، ابتكرها ونفذها 122 طالباً وطالبة، تضمنت ابتكارات في مجالات الطيران والخدمات الطبية، والأمن وسلامة الطرق، والخدمات المنزلية. وابتكر أربعة من الطلاب هم: عبدالله سلمان ومحمد فكري وعلي آل مهدي وأحمد الرواحي جهاز قياس مسافة الأمان، وهو جهاز يوجد في خلفية السيارة، يقوم بالحفاظ على مسافة الأمان بينها وبين السيارة التي خلفها، ومزوّد بمعلومات حول المسافة التي يجب تركها بين السيارات، وعلى أي سرعات في الشارع. فيما عرضت الطالبات آمنة العامري ومروة الحوسين وميثة اليليي، مشروعاً حول علاج النطق لمن تتراوح أعمارهم بين ست و10 سنوات، عبارة عن تطبيق تم تصميمه خصيصاً لمساعدة الأطفال، الذين لديهم مشكلات وصعوبات في النطق، على تعلم النطق الصحيح، حيث يعرض التطبيق تدريباً وتعليماً، ويساعد الطفل على النطق الصحيح، كما ابتكر الطلاب صالح عبدالله، وأحمد آل علي، وخلفان النعيمي، وبلال كريم وناصر التميمي قناة هوائية، تساعد على توفير البيئة والأجواء المناسبة لاختبار نماذج الطائرات التي تطير بسرعة فوق سرعة الصوت. وعرض الطلاب أحمد الخروصي، وهبة الخروصي، وماجد الشحي، ويوسف الحوسني، وشمسة عويس، نموذجاً لسيارة إسعاف مصغرة تشبه في التصميم سيارات السباق لتكون قادرة على التحرك وسط الازدحام، بهدف سرعة الوصول إلى المصاب قبل سيارة الإسعاف العادية. مشاركة عالمية وأبدت الوفود المشاركة إعجابها بالمركبة، لطلاب من كليات التقنية العليا، إضافة إلى صنع مركبة تعمل بالديزل، ناهيك عن مشاركات مهمة لطلاب الجامعة الأمريكية في الشارقة، الذين صمموا مركبة فريدة من نوعها تعمل بالديزل. وذكر الطالب الإماراتي محمد الحمادي قائد الفريق الأول كلنا للإمارات من كليات التقنية العليا بمدينة الرويس في المنطقة الغربية، أن المركبتين اللتين صممهما طلاب الكلية إحداهما كهربائية والأخرى تعمل بواسطة الديزل، وأن الفريق عمل جاهداً خلال العام 2014 على تجهيز وتطوير المركبة بحسب المتطلبات والخصائص المعتمدة من شركة شل للمشاركة في الماراثون الاستثنائي، الذي يجمع العديد من الفرق القوية من العديد من الدول الآسيوية مثل إندونيسيا وماليزيا وتايلاند، والذين حققوا نتائج مبهرة في معظم فئات السباق المختلفة خلال العام 2014. فيما قال الطالب الإماراتي مبارك الديري من كلية الهندسة الميكانيكية في كليات التقنية العليا، وهو قائد فريق بدون حدود، إن مشاركتهم في مركبة تعمل بالديزل حققت نتائج مهمة، ومشاركتهم هذه تأتي ضمن مشروع تخرج طلبة كلية الهندسة الميكانيكية وكلية الهندسة الكهربائية التابعة لكلية الإمارات للعلوم والتكنولوجيا. الجودة والتميز وقال الدكتور منصور العور، رئيس جامعة حمدان بن محمد الذكية رئيس مجلس أمناء معهد اليونيسكو لتقنيات المعلومات في التعليم ل الخليج إن كتابه الذي صدر مؤخراً تحت عنوان الجودة... ومستقبل التعليم العالي، يأتي تجسيداً لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في الارتقاء بالتعليم العالي للانضمام إلى السباق العالمي الجديد. وأضاف: إنّ أولى خطوات تجسيد الفكر الجديد تجسدت مع تأسيس جامعة حمدان بن محمد الذكية في العام 2002 الذي جاء استجابة لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي بارك تشييد هذا الصرح العلمي باعتباره أول جامعة معتمدة ترفع لواء التعليم الذكي في المنطقة، وليتحوّل فيما بعد إلى منارة للتميز الأكاديمي بدعم من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي الرئيس الأعلى للجامعة.. يقول العور إنّ هذا الفكر حقق نجاحاً ملحوظاً عند تطبيقه في جامعة حمدان بن محمد الذكية التي تقوم بدور رائد إقليمياً في ظل المتابعة المستمرة من الفريق ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس الشرطة والأمن العام بدبي، رئيس مجلس أمناء الجامعة. وأشار إلى أنه ركّز في كتابه، المكوّن من 3 فصول، على أهمية الابتكار في التعليم العالي والجودة في التعليم الذكي، مسترشداً بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي أكّد أنّه إذا لم تبتكر الحكومات في طرائق التعليم، وتعدّ جيلاً جديداً لزمان غير زمانها فحتماً ستشيخ، وحتماً ستتأخر شعوبها. ويناقش في الفصل الأول واقع التعليم العالي في العالم العربي، مستعرضاً المحاور العشرة الأساسية الواجب اتباعها لضمان تحقيق الجودة في التعليم العالي، والمتمثلة في الطلاب، وهيئة التدريس، والبرامج الدراسية، والبيئة الدراسية، والمكتبة، والمرافق المساعدة، وتقييم الطلاب، وخدمة الطلاب، وشكاوى الطلاب، والخطة الاستراتيجية. البحث العلمي الدكتور حميد مجول النعيمي مدير جامعة الشارقة أوضح أن الجامعة عملت على تفعيل العائد العلمي والعملي لاتفاقيات التعاون والشراكة العلمية التي عقدتها مع الجامعات والمعاهد والمراكز العلمية العالمية والإقليمية، مركزة خلال ذلك على تعزيز نهضة البحث العلمي وتوسيع آفاقه بالدراسات العليا واستقطاب العلماء وكبار المتخصصين والمتميزين على المستوى العالمي في تخصصاتهم وتمكينهم من إجراء الأبحاث العلمية الرصينة إلى جانب عملهم كأعضاء هيئة تدريسية في الجامعة ليس فقط لخدمة وتطوير وتنمية المجتمع المحلي أو الإقليمي فحسب، بل وللنهوض بمستويات البحث العلمي إلى المستويات العالمية، لتسهم عائداته في خدمة وتطوير المصالح الإنسانية بوجه عام. وأضاف أنه لتحقيق ذلك أنشأت الجامعة مجلساً للبحث العلمي والدراسات العليا وثلاثة معاهد بحثية هي: معهد الشارقة للأبحاث الطبية والعلوم الصحية، ومعهد بحوث العلوم والهندسة، ومعهد بحوث العلوم الإنسانية والاجتماعية، إضافة إلى 11 مركزاً للتميز في البحث العلمي، وتحديد 26 مجموعة بحثية تشتمل على مختلف التخصصات والكليات والتوجيه بالاهتمام بمشاريع وأبحاث طلبة الدراسات العليا العلمية، إضافة إلى إنشاء معهد للقيادة الأكاديمية في التعليم العالي، وتطوير طرائق التدريس الذي سيعمل على تطوير أعضاء هيئة التدريس. وأضاف أن تأسيس هذه المنارة للبحث العلمي في جامعة الشارقة ما كان لها أن تكون لولا الدعم المعنوي والمادي من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة رئيس الجامعة، خاصة موافقة سموه على تأسيس كراسي أستاذية بأسماء شخصيات وطنية واعتبارية لدعم الأبحاث العلمية التي تتبناها مثل هذه الشخصيات، والتي بلغ مجموعها حتى الآن أكثر من 50 مليون درهم. مؤشر الابتكار احتلت الإمارات، المرتبة الأولى بين دول الشرق الأوسط من حيث أدائها الشامل للعام 2014 في مؤشر الابتكار العالمي، الذي نشرته جامعة كورنيل ومقرها نيويورك، بالتعاون مع إنسياد(INSEAD)، والمنظمة العالمية لحقوق الملكية الفكرية (WIPO) التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، وذلك من بين 143 دولة حول العالم غطاها المؤشر، الذي يستعرض 143 اقتصاداً من جميع أرجاء العالم باستخدام 81 مؤشراً - لقياس قدراتها الابتكارية ونتائجها، وجاءت الإمارات في المرتبة الأولى عربياً، والثالثة على مستوى غرب آسيا وشمال إفريقيا ناوا، وال 36 عالمياً في المؤشر 2014. براءة الاختراعات أشارت إحصاءات قسم الملكية الفكرية وبراءة الاختراعات في جامعة الإمارات، إلى أن الجامعة صدر باسمها 25 براءة اختراع، العام الماضي، وتسوّق حالياً 28 ابتكاراً، وأن الجامعة قدمت 134 طلب تسجيل براءات اختراع منذ عام 2007، ولديها 65 براءة اختراع مسجلة حتى الآن، وقدمت 29 طلب تسجيل براءات اختراع عام 2013، ولديها 60 طلب تسجيل براءات اختراع في مكتب البراءات الأمريكي. وفيما يتعلق ببراءات الاختراع، أوضحت الجامعة أن العام الماضي تم تقديم 55 طلباً لاختراعات مكشوف عنها، فيما تم تقديم 98 طلب اختراع ضمن نطاق التشريعات المختلفة، إذ قدمت كلية الهندسة 63 براءة اختراع، وقدمت كلية الطب والعلوم الصحية 16اختراعاً، وقدمت كلية العلوم 10، وقدمت كلية الأغذية والزراعة ست براءات، في حين قدمت كلية تقنية المعلومات ثلاث براءات اختراع. رواد الابتكار أطلقت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، جائزة رواد الابتكار لطلبة الدراسات الجامعية والعليا الإماراتيين، وحددت نهاية أغسطس/آب المقبل، موعداً نهائياً لقبول الطلبات المشاركة في الجائزة. وتنقسم الجائزة، إلى فرعين رئيسيين هما جائزة أفضل ابتكار علمي وتكنولوجي وجائزة أفضل بحث مبتكر، وتشتمل الأولى على أربع جوائز، هي جائزة فئة طلبة الدراسات الجامعية خارج الدولة، وجائزة فئة طلبة الدراسات العليا خارج الدولة، وجائزة فئة طلبة الدراسات الجامعية في مؤسسات التعليم العالي الحكومي والخاص المعتمدة داخل الدولة، وجائزة فئة طلبة الدراسات العليا في مؤسسات التعليم العالي الحكومي والخاص المعتمدة داخل الدولة. أما الجائزة الثانية، فتشتمل على ثلاثة مجالات تخصصية، هي جائزة أفضل بحث مبتكر للتخصصات العلمية والهندسية، وجائزة أفضل بحث مبتكر للتخصصات الطبية والعلوم الصحية، وجائزة أفضل بحث مبتكر للتخصصات الإنسانية والاجتماعية، كما تشتمل على الفئات الأربع سابقة الذكر نفسها، لكل مجال من المجالات التخصصية لهذه الجائزة، وهي التخصصات العلمية والهندسية والطبية والعلوم الصحية، والتخصصات الإنسانية والاجتماعية.