واصلت أمسية الأستاذ عبدالمقصود خوجة المعروفة (الاثنينية) نشاطها في موسمها الثقافي الجديد باستضافة رموز الأدب والفكر والثقافة حيث استضافت الباحث والأكاديمي المعروف الدكتور أبو بكر احمد باقادر وكيل وزارة الثقافة والإعلام لشؤون العلاقات الثقافية الدولية سابقاً والحاصل على الدكتوراه في علم الاجتماع من جامعة ويسكن مايسون بأمريكا عام 1979م.وبحضور كوكبة من الأكاديميين والمفكرين والأدباء بدأت الاثنينية بكلمة من صاحبها الأستاذ عبدالمقصود خوجة قال فيها:"لم تكن نفسه تواقة لاستمرارية الابحار في خارطة الدراسات الرقمية، والعلوم التجريبية، والنظريات الرياضية في جامعتنا البترولية.. قاده الشغف الجميل إلى حقل أكثر رحابة وسعة.. بهره تنوع نظرياته، وسعة تطلعاته، وشمولية آرائه، وتعدد فرضياته، فأرخى رحله في جامعة وسكنسن ماديسون بأمريكا، محققاً حلم الدكتوراه في علم الاجتماع، رائده ابن خلدون التونسي الحضرمي، بدأ أيضاً مهتماً بالعلوم والفلك وانتهى به المطاف أباً روحياً لعلم الاجتماع حاضن العلوم الحياتية المهمة.. أستاذ علم الاجتماع بجامعة المؤسس بجدة وكيل وزارة الثقافة والإعلام السابق، نائب رئيس المجلس العربي للعلوم الاجتماعية.. زميل مدى الحياة بجامعة كمبردج وأستاذ وباحث زائر في العديد من الجامعات الأمريكية والإسلامية، الأستاذ الدكتور أبو بكر أحمد باقادر فمرحباً به وبكم. إن المتتبع لمسيرة ضيفنا الكريم يجد ذلك الكم الكبير من المؤلفات والكتب المترجمة التي رفد بها مكتبنا العربية، مما يشي بسعة الأفق، وعمق الاهتمام بأعمال إبداعية تسهم في الثراء المعرفي، وتضع خطوطاً عريضة حول قضايا وميادين جديرة بالبحث والاستقصاء وتسليط الأضواء فسلسلة "دراسات الرحلات المكية" تبرز مدى أهمية التجربة التاريخية في أهمية الحج في انتشار الثقافة الإسلامية والعربية ونقل التجارب التاريخية، وأحسب أن ذلك إحياء لأدب الرحلات التي تعد من أهم المصادر الجغرافية والتاريخية والاجتماعية، لاستقاء الكاتب معلوماته من مشاهداته الحية، وتصويره المباشر تفاصيل كثير من المظاهر التي يستل منها حقائق يدونها بثقة ودراية، وليست بعيدة عن أذهاننا رحلة أمير البيان شكيب ارسلان: "الارتسامات اللطاف في خاطر الحاج إلى أقدس مطاف" التي تبنى فيها طريقة القدماء، بشكل عفوي وسرد شفيف. كما سجل شيخ المؤرخين أستاذنا حمد الجاسر رحلاته من مكتبات أوروبا بحثاً عن المخطوطات المتصلة بالجزيرة العربية، وسرد اسماء العديد من المخطوطات ومحتوياتها وآراءه عنها، مع تضمينه بعض النوادر والمواقف، التي تدخل الرحلات في مجال الأدب الشائق الطريف، كما أولى ضيفنا الكريم أهمية كبيرة لشريحة مهمة في المجتمع السعودي فافرد دراسة عن "الشباب في المملكة السعودية، من حيث تقسيمهم ديموغرافياً وتنموياً، وتعليمياً وتدريباً، مشخصاً عوالمهم المتشابكة من الزوايا الأسرية والدينية والجسدية واصفاً المجتمع العربي بالتقليدي المتدين، الذي يغلب ما درج الاجتماعيون على تسميته "المجتمع البطريركي" الذي تتمحور فيه سلطة الأب الأكبر، الذي يأمر فيطاع. لم تكن وزارة الثقافة والإعلام لشؤون العلاقات الثقافية الدولية، محطة عابرة في حياة ضيفنا الكريم فقد عمل مع أركان وكالته على تقديم الشخصية المتميزة والوجه الإنساني للوطن، بتوسيع القوى الناعمة الدبلوماسية، لتحقيق ما لم تحققه السياسة والاقتصاد بالطرق التقليدية، باعتبار أن المملكة متعددة الوجود جغرافياً واجتماعياً، تتميز مناطقها بصفات ثقافية ومعمارية وحضارية وتراثية، تشكل مع المناطق الأخرى منظومة ثقافية متكاملة، غنية بتاريخها، فمدت الجسور ومهدت أواصر التواصل إلى مناطق تغيير الصورة النمطية، فجاءت فكرة الأيام الثقافية، لتقديم المشهد الثقافي بشكل حضاري وأسلوب واقعي، وفي هذا الاطار اهتم ضيفنا الكريم بترجمة الكتب الثقافية والأدبية إلى اللغات الحية تسويقاً، لبانوراما الأدب السعودي بمختلف الأطر في كثير من المناسبات والملتقيات الثقافية في الخارج، كما عمل على إصدار بعض الكتب عن الجوانب الاجتماعية في المملكة باللغات الحية كالإنجليزية والفرنسية والألمانية والروسية. المتحدثون: ** وكان أول المتحدثين عن ضيف الاثنينية هو زميله الدكتور عبدالمحسن القحطاني الذي ذكر أنه والدكتور أبو بكر باقادر في سنة واحدة وأنه طوال عمله كان متوهجاً كما عرفته وتسلم قسمين في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة هما قسم الاجتماع وقسم الدراسات العليا وأنه اهتم بالأقليات الإسلامية وأنه استطاع أن يسحب العلوم الأخرى إليها، وقد بدأ الدكتور باقادر يزرع الثقافة في مناحي عدة ومجموعات أبحاثه عبارة عن امشاج مختلفة بين علم الاجتماع وعلوم أخرى. كما تحدث الكاتب والأديب حسين بافقيه عن علاقته القديمة بالأستاذ الدكتور بكر باقادر وذكر كيف تحول من تخصص الرياضيات إلى علم الاجتماع وتحدث عن نشأته الأولى في مكة المكرمة وكيف أنه استطاع أن يتعاطى أحدث النظريات وهو باحث دؤوب للمعرفة وبحوثه دائماً تضيف الجديد مشيراً إلى أنه معروف لدى المستشرقين في الكثير من البلدان كما أنه بسيط في تعامله مع الناس وبشوش دائماً.