كرر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمس تعهداته إجراء الانتخابات التشريعية كآخر استحقاقات خارطة الطريق التي أعلنت عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي «قبل نهاية العام الحالي»، كما شدد على ضرورة التكاتف الدولي في مواجهة قوى الإرهاب والتطرف. وكان السيسي التقى أمس عدداً من الوفود الدولية المشاركة في حفل افتتاح «قناة السويس الجديدة» المقرر له اليوم، حيث استقبل في قصر الاتحادية الرئاسي، المبعوث الخاص لرئيس وزراء الهند ووزير النقل البحري والبري والطُرق شوري ناتن جادكاري، الذي سلمه «رسالة خطية منه تتعلق بدعم وتعزيز العلاقات الثنائية»، منوهاً بالإعجاب والتقدير الذي يناله مشروع قناة السويس الجديدة في الهند من مختلف الدوائر الرسمية والشعبية باعتباره إنجازاً رائعاً تم خلال عام واحد فقط، وأن بلاده تولي اهتماماً كبيراً لمشروع القناة الجديدة وتتطلع لأن يتيح مجالات جديدة للتعاون بين البلدين، وفقاً لبيان رئاسي نقل إشادة السيسي بـ «العلاقات التاريخية التي تجمع بين البلدين والشعبين الصديقين، كما أشاد بتجربة الهند وخبرتها العميقة في تحقيق النمو الاقتصادي والتقدم التكنولوجي»، مؤكداً حرص مصر على تطوير وتنمية علاقاتها مع الهند في مختلف المجالات. وأكد المبعوث الهندي دعم بلاده للجهود التي تبذلها مصر لمكافحة الإرهاب ووقوفها القوي إلى جانبها، منوهاً بأهمية تكاتف جهود المجتمع الدولي من أجل دحر الإرهاب والقضاء عليه، ما رد عليه الرئيس المصري بالترحيب بـ «التعاون مع الهند في مجال مكافحة الإرهاب»، مشيراً إلى تجربتها المهمة في هذا المجال والتي خرجت منها الهند أكثر قوة وتماسكاً. وأوضح البيان أن اللقاء تطرق إلى عدد من مجالات التعاون المقترحة بين البلدين، ومن بينها البرمجيات وصناعة الدواء، إذ رحب السيسي بالاستثمارات الهندية في مصر، موضحاً أن مشروع التنمية في منطقة قناة السويس سيتيح فرصاً واعدة للاستثمار، فضلاً عن أن عمليات التطوير التي ستشهدها الموانئ المصرية ستيسر الوصول إلى مختلف دول العالم والنفاذ إلى أسواق كبرى في دول الجوار. ونوّه بالتشريعات الاقتصادية الجديدة التي من شأنها تيسير إجراءات العمل والاستثمار في مصر، كما ذكر أن الحكومة المصرية تسعى بدأب لاستكمال استحقاقات خارطة المستقبل، إذ سيتم عقد الانتخابات البرلمانية قبل نهاية العام الحالي ليكتمل بذلك البناء المؤسسي والديموقراطي للدولة المصرية. وأشار المبعوث الهندي إلى تطلع بلاده لإتمام زيارة الرئيس المصري إليها، لمنح العلاقات المصرية الهندية الزخم اللازم، وتوطيد أواصر التعاون بين البلدين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، وإثراء العمل بينهما من أجل تحقيق المصلحة المشتركة للشعبين الصديقين. كما التقى السيسي أمس المبعوث السنغافوري الخاص للشرق الأوسط ووزير الدولة السابق للشؤون الخارجية زين العابدين رشاد الذي سلمه دعوة رسمية من نظيره السنغافوري لزيارة سنغافورة، متضمنة الترحيب والتطلع لإتمامها، مع الإشارة إلى علاقات الصداقة التي تجمع بين البلدين، والتنويه بأن تلك الزيارة ستكون الأولى من نوعها لرئيس مصري إلى سنغافورة، كما أنها ستأتي تتويجاً للعلاقات الديبلوماسية بين البلدين، وفقاً لبيان رئاسي، نقل تأكيد المبعوث السنغافوري على أن بلاده «تعتز بعلاقاتها مع مصر»، وأشاد بإنجاز مشروع قناة السويس الجديدة في عام واحد فقط. ما رد عليه السيسي بالتأكيد أن الشعب المصري هو صاحب إنجاز القناة الجديدة. وأوضح البيان أن الجانبين توافقا خلال اللقاء على أهمية التعاون في عدد من المجالات أهمها إدارة الموانئ، وتحلية المياه، وبناء القدرات، وتدريب الكوادر، وتدشين البرامج الخاصة بالصناعات الصغيرة والمتوسطة، والتدريب المهني والتعليم، حيث أشاد السيد الرئيس بالتجربة الرائعة لسنغافورة في مجال التعليم. وأعرب المبعوث السنغافوري عن تقدير بلاده لرؤية السيسي لتصويب الخطاب الديني وتنقيته من الأفكار المغلوطة، وما تضمنته من دعوة إلى تفنيد الأفكار المتطرفة التي تم إلصاقها بالدين الإسلامي، مثنياً على دور الأزهر الشريف في نشر الأفكار الصحيحة عن الدين باعتباره منبراً للاعتدال والوسطية، حيث أشار الرئيس المصري إلى أهمية التعليم الديني الذي يتعين أن يقوم به المتخصصون والعلماء المعتدلون، فضلاً عن توفير المقومات اللازمة للتعليم الجيد والبيئة الاقتصادية المناسبة بما يحول دون جنوح بعضهم إلى الفكر المتطرف.