لمشاهدة الغرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا يترقب جمهور توم كروز إطلالته الخامسة في فيلم مهمة مستحيلة ـ أمة مارقة الذي سيطرح في صالات العرض بالدولة غداً، وهو الفيلم الذي حظي بإرث تاريخي امتد 20 عاماً، فبعد حصول شركة باراماونت على حقوق إنتاج مسلسل مهمة مستحيلة تلفزيونياً، حاولت خلال تسعينات القرن الماضي إنتاج فيلم سينمائي لعدة سنوات إلا أن محاولاتها باءت بالفشل، لافتقار النصوص أسلوب المعالجة المناسبة. الممثل الأميركي توم كروز كان الخيار الأفضل نظراً لكونه بطلاً في عدة أفلام سابقة من إنتاج باراماونت، وأيضاً لأن كروز كان من متابعي المسلسل التلفزيوني. شارك كروز في إنتاج الفيلم، واستعان بالمخرج الشهير برايان دي بالما والذي بدوره جلب ديفيد كويب أحد أفضل كتاب نصوص الأفلام في هوليوود. في عام 1996 طرح الفيلم في صالات السينما وحقق نجاحاً كبيراً. تدور قصة الفيلم حول العميل إيثان هانت قائد فريق المهمات المستحيلة الذي يحاول الكشف عن عميل خائن يخطط لسرقة قائمة سرية بأسماء جواسيس أميركيين ويحاول بيعها لتاجر أسلحة وإلصاق التهمة بهانت. المشاهد المتمرس فقط سيميز لمسات المخرج برايان دي بالما الفنية في هذا الفيلم، في الوقت ذاته حرص هذا المخرج على إضفاء نكهة الستينات على أسلوب التصوير وفاء للإرث الفني للمسلسل الذي انطلق في تلك الحقبة من خلال الكاميرا زوم، والانتقال بين لقطتين عن طريق المزج بينهما، وهذا ليس غريباً على مخرج مخضرم انطلقت مسيرته الفنية في تلك الفترة تحديداً. من اللافت أيضا أن دي بالما هنا لم يلتزم بأسلوبه المعتاد المتمثل في تقسيم الشاشة إلى نصفين ليظهر حدثين يجريان في الوقت نفسه، لكنه عوض ذلك بتمرير الكاميرا من الأعلى في بعض اللقطات ليظهر أحداثاً متزامنة. وكما عهدنا في كل أفلامه التي يرسم لقطات الحركة والإثارة فيها بنفسه ولا يلتزم كثيرا بالنص، فإن دي بالما لا يخرج فيلماً دون صنع لقطة واحدة كلاسيكية فيه ترسخ في الأذهان وفي المهمة المستحيلة نرى توم كروز مربوطاً بحبل ينزل من سقف غرفة محصنة في مقر المخابرات المركزية الأميركية CIA لسرقة معلومات من حاسوب في أكثر مشهد مبتكر وحابس للأنفاس في السلسلة السينمائية. المهمة الثانية في عام 2000 عادت سلسلة مهمة مستحيلة في جزئها الثاني إلى صالات السينما، وفي خطوة غير موفقة إطلاقاً أسندت مهمة الإخراج إلى الصيني جون وو. هذا الجزء نرى فيه توم كروز طاغياً على العميل إيثان هانت خاصة من خلال تسريحة شعره التي رأيناها أيضا في فيلمه التالي Vanilla Sky عام 2001 ما يشير إلى أن كروز أراد عصرنة إيثان هانت. القصة عن إرسال العميل هانت إلى استراليا للعثور على مرض معدل جينيا اسمه كميرا وإفساد مخطط نشره. الفيلم كان أحد أسوأ أفلام عام 2000 بالرغم من نجاحه تجاريا وتحقيقه إيرادات عالية. جون وو طغى بأسلوبه وحوله إلى فيلم حركة صيني رخيص مناف للعقل والمنطق، تماما كما نرى في الأفلام الصينية حين يقوم البطل بإطلاق النار على الأعداء دون أن يكلف نفسه النظر إليهم. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل كان الحوار مبتذلاً وكذلك أداء الممثلين ولقطات الإثارة طويلة جدا ولا تنتهي، ولم يحمل الفيلم أي طابع فني، وكان محط سخرية النقاد في العالم ذلك الوقت. فضلاً عن حصوله على جائزة رازي كأحد أسوأ أفلام ذلك العام. المهمة الثالثة في عام 2006 كانت الحرب الأميركية على الإرهاب في أوجها وقد كانت تلك الحرب مصدر إلهام لعدة أعمال سينمائية وتلفزيونية كان أشهرها في العقد الماضي مسلسل الحركة والإثارة الشهير 24 الذي امتد عرضه عقداً كاملاً. المهمة المستحيلة الثالث تحت إدارة المخرج الجديد آنذاك جي جي أبراهام حسّن كثيراً من مساوئ الفيلم الثاني إلا أنه عانى من مشاكل على مستوى النص وضاع وسط الزحام. فالجمهور في ذلك الوقت كان منجذباً إلى مسلسل 24 الذي كان بطله جاك باور يتعرض لمواقف وتحديات أقوى من ما يتعرض له إيثان هانت وذلك بالرغم من تفوق طاقم المهمة المستحيلة على طاقم 24 في تنفيذ المشاهد. ومن ضمن المشاكل هناك طغيان شخصية توم كروز على إيثان هانت وزهو الممثل بمكانته، خاصة أنه يؤدي أدوار المجازفة بنفسه. القصة عن مطاردة إيثان هانت لتاجر أسلحة شرس أدى بدوره ببراعة شديدة الراحل (فيليب سايمور هوفمان). الذي يريد الوصول إلى ما يسمى بـقدم الأرنب وهي الجزئية الغامضة التي لم يشرحها الفيلم قط، ما أشعر الجمهور والنقاد معا بأن الفيلم غشهم. من ناحية أخرى الفيلم جيد جدا على مستوى تنفيذ مشاهد الحركة وفي هذا الجزء بالتحديد اقتربت السلسلة كثيراً من مناطق العميل السري البريطاني جيمس بوند 007 خاصة على صعيد التقنية المبتكرة. المهمة الرابعة للمرة الأولى في سلسلة المهمة المستحيلة يكون هناك اسم فرعي للفيلم وهو بروتوكول الشبح والاسم يشير إلى جوهر القصة، وهي عن عالم نووي روسي يقرر تفجير مبنى البرلمان الروسي الكرملين وإلصاق التهمة بـإيثان هانت وفريق المهمات المستحيلة وبعد أن ينجح في ذلك يضطر الرئيس الأميركي إلى اللجوء لتفعيل بروتوكول الشبح وهو إلغاء الفريق، ما يضطر العميل هانت إلى العمل متخفياً لإنقاذ وتبرئة فريقه. هذا الجزء الذي أخرجه براد بيرد تم تصوير مشاهد منه في دبي حيث تسلق توم كروز برج خليفة وقفز من عليه في أحد أروع وأجرأ المشاهد إطلاقاً منذ بدء السلسلة، وهي اللقطة الأشهر في الفيلم. وللمرة الأولى أيضاً يعلن الفيلم عن ماهية الجزء الخامس بعنوان أمة مارقة والذي تبدأ عروضه في الدولة غداً. المشاهد لمجموعة أفلام مهمة مستحيلة على أقراص DVD سيلاحظ تحسن جودة الصورة تدريجيا من الفيلم الأول عام 1996 إلى الوضوح الشديد للصورة الرقمية في 2011. الجزء الأول: تم تصويره في مدينة براغ - جمهورية التشيك واسكتلندا. الجزء الثاني: تم تصويره في سيدني باستراليا وبعض المشاهد في أمريكا. الجزء الثالث: تم تصويره في مدينة الفاتيكان بروما وولاية فيرجينيا بأمريكا والعاصمة الألمانية برلين وشنغهاي. الجزء الرابع: تم تصويره في دبي وبراغ وموسكو ومومباي وبانغلور في الهند وفنكوفر بكندا. الجزء الخامس: تم تصويره في لندن وفيينا بالنمسا والرباط وأغادير ومراكش في المغرب وإمارة موناكو.