ظهرت التموجات الأسمنتية من جديد على سطح شارع شمل القصيدات في رأس الخيمة، إثر الحركة المرورية للشاحنات بأوزانها الثقيلة على الشارع، وبدأ العد التنازلي لتهالكه، على الرغم من أن الانتهاء من صيانته وافتتاحه للحركة المرورية لم يمض عليها سوى 6 أشهر. وسبق أن ظهرت هذه التموجات الأسمنتية بعد إعادة تأهيل تلك الجزئية من الشارع، الواقعة بعد تقاطع نسناس بالاتجاه الى شمل، على امتداد 9 كليو مترات في بداية العام الماضي، حيث أعيدت صيانته، إلا أن التموجات الأسمنتية ظهرت من جديد، إثر ذلك تجددت مطالب أهالي رأس الخيمة بسرعة إنجاز الشارع الدائري، وإنشاء ميزان الأثقال المحورية حفاظاً على البنية التحتية في الامارة، ومنعاً لظهور التموجات الأسمنتية والنتوءات من جديد. واستغرقت مدة صيانة الشارع وإعادة تأهيله أكثر من عامين بتكلفة قدرت بأكثر من 142 مليون درهم، حيث بدا الشارع متهالكاً من كثرة النتوءات والتشققات الأسمنتية بشكل تدريجي، مما يشير إلى إعادة إغلاقه مستقبلاً لإجراء عمليات الصيانة عليه. هذا الوضع جدد مطالبة الأهالي بإيجاد الحلول القاطعة، نظراً لتأثر الحركة المرورية في الشارع المعني الذي يعتبر أحد الشرايين الرابطة لشمال الامارة بجنوبها، مما يحتم على المسؤولين إيجاد طرق حتمية ونهائية لتلك المشكلة التي أرقت مستخدمي هذا الطريق الحيوي والهام في الامارة، الممتد من دوار الفانوس مروراً بمنطقة شعم ليصل بالشارع الحدودي مع سلطنة عمان الشقيقة. عبدالله الشميلي، أحد شباب أهل شمل في رأس الخيمة، قال إن التموجات الأسمنتية التي ظهرت على شارع القصيدات شمل بعد تقاطع نسناس بالاتجاه الى شمل، أثرت على حركة المركبات، كما أن الشوارع تهالكت قبل أن تكمل عاماً واحداً من زمن الانتهاء من إعادة صيانتها وتأهيلها. سلطان النديب، من أهالي شعم أكد أهمية تشديد الرقابة على الشركات المنفذة وإقامة ميزان الأثقال المحورية حفاظاً على البنية التحتية، والحفاظ على ميزانية الدولة التي تخسر الكثير لإنشاء تلك الشوارع. وأكد النديب أن الشارع قبل صيانته عهد إلى شركة عالمية لإنجازه في منتصف الثمانينات من القرن الماضي، وبقي الشارع متماسكاً إلى نهاية التسعينات، ومنذ ذلك الحين لم تستقر فترات الصيانة، في كل مرة يحول المسار للطرق الجانبية وتتأثر الحركة المرورية، من أجل إعادة التأهيل ولا يلبث غير فترة بسيطة ويتكرر سيناريو الصيانة مرة أخرى. فيصل الطنيجي عضو المجلس الوطني، أكد أن مشكلة شارع القصيدات شمل في رأس الخيمة مشكلة لا تنتهي طالما بقيت الشاحنات تعيث في البنية التحتية تهالكا بأوزانها المتجاوزة للحدود، موضحاً أنه طرح خلال إحدى الجلسات تحت قبة المجلس الوطني سؤالاً مباشراً لوزير الأشغال حول المواصفات والمتانة التي تتقيد بها الشركات المنفذة للشارع المعني، كما رفع المجلس توصية حول تعديل قانون الأوزان المحورية وتفعيله، وتجاوب مجلس الوزراء بأن وجه الجهات المعنية بدراسة تعديل قانون الأوزان المحورية الحالي بما يتناسب مع المتطلبات المستجدة بهذا الموضوع. الدكتور محمد جكة المنصوري، مهندس معماري، ومن أهالي رأس الخيمة، أشار الى أن مشكلة تهالك البنية التحتية في رأس الخيمة، لن تحلها غير استكمال الشارع الدائري، بالإضافة لإقامة محطات الأوزان المحورية، موضحاً أن الشارع ذو التقاطعات والإشارات الضوئية غير مناسب لحركة الشاحنات، التي تخصص لها الشوارع المفتوحة غالباً وغير المعرقلة لحركتها، إذ تتسبب الحركة والتوقف والاندفاع مرة أخرى، بالتأثير على بنية الشارع، خاصة حين تستخدم الشاحنات المكابح، فيتركز ثقل الشاحنة بحمولتها على الشارع ويتأثر بذلك بتكوين تلك التوجات الأسمنتية. الدكتور المهندس عبدالله بالحيف النعيمي وزير الأشغال العامة أقر على أن وزن الشاحنات المتجاوز ل 50 طناً، والاستخدام غير الطبيعي للشارع كونه أحد الشوارع المحورية في الامارة، وتركز حركة الشاحنات عليه، أثر في شارع القصيدات شمل، في ذات المنطقة المتأثرة سابقاً وللسبب ذاته أيضاً، مشيراً إلى أن الوزارة مع الجهات المختصة تعمل على إيجاد الحلول للاستخدام الأمثل للشارع والمحافظة في الوقت نفسه على متانة الشارع والبنية التحتية عموماً، مضيفاً أن الشارع الدائري سيحل الكثير من الإشكاليات التي لازمت شارع القصيدات شمل.