تعهد مارسيلو جاياردو مدرب ريفر بلايت الأرجنتيني بالوقوف إلى جانب فريقه في نهائي كأس ليبرتادوريس لكرة القدم في أمريكا الجنوبية اليوم الأربعاء رغم طرده في لقاء الذهاب أمام تيغريس المكسيكي الأسبوع الماضي. وقال جاياردو قبل لقاء العودة على ملعب رفير في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس لن يمنعني أحد من الوجود هناك. وأضاف عدم وجودي في اجتماع الفريق مجرد كذبة. لن أجلس على مقاعد البدلاء لكن أنا موجود في غرفة تغيير الملابس. وتابع: الفارق هو إنني لن أكون موجوداً على مقاعد البدلاء لكن الأشخاص الذين أثق بهم هناك وهم مستعدون بشكل جيد. وخرج جاياردو (39 عاماً) مطروداً بسبب الاعتراض على الحكم في لقاء الذهاب الذي انتهى بالتعادل من دون أهداف في مونتيري يوم الأربعاء الماضي لكنه يتطلع لقيادة ريفر للقب المسابقة للمرة الأولى منذ 1996 عندما شارك لاعب الوسط السابق كبديل في مباراتي النهائي أمام أمريكا دي كالي. أعلن جاياردو بالفعل تشكيلته للقاء العودة بعدما أجرى أربعة تغييرات على الفريق الذي خاض مباراة الذهاب. وانضم المهاجم المخضرم فرناندو كافيناجي للتشكيلة الأساسية للمرة الأولى في المسابقة الحالية على نحو مفاجئ إلى جانب لوكاس الاريو الذي لعب دورا مهما في قبل النهائي. لكن جاياردو استبعد رودريغو مورا وغابرييل مركادو وتاباري فيوديز من تشكيلة الفريق. وقال جاياردو سيمنحنا كافيناجي الخبرة والفرص لتسجيل الأهداف بفضل حاسته التهديفية التي يملكها داخل منطقة الجزاء في استغلال أي شيء يأتي في طريقه. من جهته، يتطلع تيغريس لأن يصبح أول فريق في بلاده يفوز بكأس ليبرتادوريس منذ انضمام أندية المكسيك للمسابقة في 1998. لكن ريفر يريد التتويج باللقب للمرة الثالثة في تاريخه بعد فوزه بالبطولة عامي 1986 و1996. ولم يعلن ريكاردو فيريتي مدرب تيغريس تشكيلة فريقه حتى الآن لكن قلب الدفاع هوغو ايالا سيغيب عن اللقاء بسبب اصابته بكسر في القدم. ومن المرجح أن يشارك المهاجم الفرنسي اندريه بيير جينياك رغم اصابة في أحد أصابع قدميه خلال مباراة الذهاب. والواقع ان الحظ ابتسم لريفربلايت دائما في البطولة، وهو كان ملك الحظ بعدما اعتمد دائماً على نتائج الآخرين، وكان أحد اسوأ الفرق في الدور الأول، ومن المفارقات انه كان في مجموعة واحدة مع تيغريس الذي يلتقيه اليوم واحتاج إلى خدمة منه لكي يتأهل إلى الدور الثاني. والتقى تيغريس وريفربلايت في الدور الأول وكانت المباراة قد وصلت إلى الدقيقة 86 وريفر بلايت كان سيقصى من الدور الأول من كوبا ليبرتادوريس، حيث كان متأخراً بنتيجة صفر-2 في المكسيك أمام فريق تيغريس وكان يحتلّ المركز الأخير في المجموعة السادسة قبل أربع دقائق ومباراة واحدة من ختام دور المجموعات. كان سيكون جرحاً عميقاً آخر لهذا النادي العملاق الذي يجد دائماً صعوبات كبيرة في هذه البطولة ولكن في الدقيقة 86، تمكّن الكولومبي تيوفيلو جوتيريز من تقليص الفارق. وفي الدقيقة 89 أطلق الأوروغواياني رودريغو مورا تسديدة قوية في اتجاه زاوية مرمى الخصم لتعديل الكفّة 2-2، وهكذا بدأ ريفر بلايت يرى النور في نهاية النفق. وقد علّق المدرب مارسيلو جاياردو عن ذلك بالقول ما حدث كان بمثابة إشارة صغيرة، ولم يُخطئ في ذلك، حيث ان كتيبة لوس ميوناريوس تقترب من ضمان التأهل لنهائيات كأس العالم للأندية في اليابان وأصبحت على بُعد ساعات قليلة من حسم نهائي ليبرتادوريس على أرضها للمرّة الأولى منذ 19 عاماً وأمام نفس الفريق، تيغريس، الذي كان بإمكانه القضاء عليهم، ولكنه أعاد لهم الآمال. لم تقتصر رحمة المكسيكيين على تلك الدقائق الأخيرة في الملعب الجامعي، فبعد مرور أسبوع، كان يجب على ريفر بلايت الفوز على أرضه على سان خوسيه دي أورورو وينتظر فوز تيغريس، المتأهل كمتصدر للمجموعة، على خوان أوريتش في بيرو. كان التعادل سيخدم مصالحه أيضاً، ولكن تأهله كان سيعتمد على عدد الأهداف المسجلة في كلا الملعبين. إذا أتيحت لك فرصة إزاحة فريق مثل ريفر من الطريق فلا تتردّد في فعل ذلك، هذا ما كان يقوله بعض اللاعبين السابقين في قناة تلفزيونية تبث برامجها على النطاق القاري. فقد كانوا يحثون تيغريس بطريقة غير مباشرة على التراجع إلى الوراء للإطاحة بمنافس قوي. وهذا ما توقعه الكثيرون عندما أعلن المدرب ريكاردو فيريتي أنه سيسافر بالفريق الاحتياطي. وكما لم يحدث منذ وقت بعيد، أصبح جهاز الراديو في ملعب مونومنتال أكثر أهمية من المباراة نفسها. فقد كان ريفر يتفوق بسهولة على خصمه البوليفي وكان الجميع ينتظر الأخبار القادمة من تشيكلايو. وفي مباراة حافلة بالإثارة والتشويق، تشبث تيغريس باللعب النظيف وفاز بالمباراة 5-4 بفضل ثلاثية إنريكي إسكيدا، ولا تزال جماهير ريفر بلايت تتذكر هذا المهاجم في بعض نقاشاتها. وقد صرّح المهاجم المكسيكي لصحيفة أولي قائلاً: في الأرجنتين أشجّع نادي بوكا جونيورز الخصم التاريخي لريفربلايت، ولكنني لست نادماً على ما فعلت. كنا نعرف أننا قد نلتقي معهم في الأدوار التالية، ولكننا لم نكن نتوقع أننا سنتواجه في النهائي، مضيفاً: أعتقد أن الفوز على ريفر في النهائي سيكون أفضل بكثير. إذا فعلنا ذلك سنكون قد حققنا إنجازين تاريخيين للمكسيك: الفوز على ريفر والتتويج بلقب كوبا ليبرتادوريس. ومن جهته، أشار داميان ألفاريز، الذي تلقى تكوينه في نادي ريفر بلايت، قبل أيام إلى نزاهة فريقه أسكتنا العديد من الأفواه. لم نتردّد أبداً وبحثنا دائماً عن تحقيق الفوز. بعد التأهل إلى الدور الثاني بأسوأ حصيلة بين الفرق المحتلة للمراكز الثانية، قال جاياردو بفخر عانينا أكثر من اللازم وتأهلنا بصعوبة، ولكن الآن سيكون عليهم تحمّلنا. ولقد كان محقاً في قوله: فكتيبة لوس ميوناريوس كانت قد تُوجت بطلة لكوبا سودا أمريكانا 2014 بدون أي هزيمة في خمس مواجهات في مراحل خروج المغلوب. حيث حققت ثمانية انتصارات وتعادلين، بما في ذلك مواجهة الدور نصف النهائي المثيرة أمام بوكا جونيورز. وكان مشوار ريفر بلايت في مراحل خروج المغلوب في كوبا ليبرتادوريس 2015 رائعاً أيضاً، حيث أقصى للمرة الثانية في خمسة أشهر خصمه بوكا، وهو أمر غير مسبوق على المستوى القاري في تاريخ النادي. ثم أزاح كروزيرو من الدور ربع النهائي قبل أن يطيح بفريق جواراني البرازيلي من نصف النهائي، وفي جميع هذه المواجهات حسم التأهل خارج قواعده. ولم ينهزم سوى أمام البرازيليين على أرضه، ولكنه تأهل بفضل فوز ساحق (3-0) في بيلو هوريزونتي. وبهذا الخصوص، علّق جاياردو قائلاً يملك هؤلاء اللاعبون تلك الروح التنافسية التي تجعلهم أقوى في مثل هذه المواجهات المباشرة، مضيفاً نحن أمام فرصة فريدة من نوعها.