العنصرية كلمة جامعة لخلق سيئ من أي إنسان صدر وعندما توسعت الفتوحات الإسلامية عدت بعض الشعوب الفاتحين الأوائل من العرب غرباء عليهم فنمت «الشعوبية» وأخذ بعض الذين لم يدخل الإيمان في قلوبهم من أبناء تلك الشعوب يحقرون كل ما هو عربي فجاءت ردة الفعل من العرب ضد الشعوبيين بأنهم أخذوا يمتدحون أنفسهم وأصولهم وفصولهم وقبائلهم ويحقرون الشعوبيين ونسي هؤلاء وأولئك قوله عز وجل الذي يفصل هذه المسألة ويربط المكانة عنده بالتقوى وأنه جل وعلا جعلهم جميعا شعوبا وقبائل ليتعارفوا ويتعاونوا على ما فيه الخير لهم ويعمروا الأرض ويرعوا السلم والتنمية، بل إن القبائل العربية نفسها كانت تتنابز بالألقاب حيث يحقر شاعر قبيلة «ص» أبناء قبيلة «س» فيرد شاعرهم بتحقير القبيلة الأخرى مع أن أصولهم واحدة من عدنان أو من قحطان، فيما كانت بعض الشعوب وما زالت تحقر بعضها بعضا فشعوب جنوب آسيا تحقر العرب وتحقر أجزاء من إخوانهم من تلك الشعوب لاسيما بعد أن أصبحت المنطقة تضم عدة دول مستقلة وسكان آسيا الوسطى لا يرون أحدا أفضل منهم ولكنهم فيما بينهم يحقرون بعضهم بعضا فهذا من شرق المنطقة قريبا من الصين وذاك في غرب المنطقة قربيا من تركيا، أما الفرس فحكايتهم مع العنصرية الشعوبية حكاية فهم منذ أن أشعلوا النار وعبدوها يرون أنهم أهل الحضارة والقوة وحدهم وقد عبر عن ذلك قبل ما يزيد عن ألف عام شاعرهم الحسن بن هاني محقرا العرب ووقوفهم على الأطلال بقوله: عاج الشقي على رسم يسائله وعجت أسأل عن خمارة البلد لينتهي به الحال إلى بيت تحقيري حاد لقبيلة عربية أصيلة، حيث يقول: قالوا ذكرت ديار الحي من أسد لا در درك قل لي من بنو أسد؟ ولعله يوجد في زمننا هذا من ينتسب إلى هذا الشاعر الفارسي عرقا أو سلوكا يحمل المشاعر الشعوبية نفسها فلا يمنعه إسلامه من ذلك، أما المؤمنون حقا فيمثلهم الصحابي الجليل عمر بن الخطاب وغيره من الذين تربوا في مدرسة النبوة عندما قال رضى الله عنه مادحا أبا بكر الصديق: أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا ويعني بذلك بلال بن رباح فاعتبروا يا أولي الألباب! للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 738303 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة