"التحضيرات قبل بداية الموسم مجرد وهم، أن تكون جيد جدا، فهو وهم وأمر غير حقيقي، وإن كنت سيئا جدا فهو أيضًا وهم وغير حقيقي، فهى لا تعطي انطباعا حقيقيا"، مقولة أطلقها البرتغالي جوزيه مورينيو مدرب تشيلسي الإنجليزي خلال مؤتمر صحافي سبق مباراته الودية الثانية أمام باريس سان جيرمان الفرنسي خلال معسكره الذي جرى في أمريكا أخيرا، ربما تنزل بردا وسلاما على الأندية السعودية الكبيرة وعلى رأسها الهلال، النصر، الاتحاد، الأهلي والشباب، التي توزعت على مختلف الدول الأوروربية لإجراء معسكرات تحضيرية تأهبا للموسم الجديد، قد تكون اهتمت بكل شيء إلا المباريات الودية القوية. السهلاوي يموه على لاعب. (مركز النصر الإعلامي) أسماء لم يسمع بها أحد من قبل على شاكلة بافينو الإيطالي، الذي واجهه الاتحاد وهزمه بالسبعة، وأخيسار التركي الذي واجه الهلال وتغلب عليه الأخير بالكاد بهدف، وكونيا سبور التركي الذي اكتسح النصر برباعية، وغيرها من الفرق التي هي المستفيد الوحيد من هذه التجارب نظرا لضعف مستوياتها بغض النظر عن أنها مغمورة ولا أثر لها "أي كلام"، ما يؤكد أن مواجهتها من عدمه لا تحمل أي فائدة، ولا "يؤكل عيش" خلال الموسم. باجندوح يحاول انتزاع الكرة من أحد اللاعبين. (مركز الاتحاد الإعلامي) أغلب الفرق التي واجهتها الفرق السعودية خلال معسكراتها إذا استثنينا العين الإماراتي،السد القطري،وأودنيزي الإيطالي، تقبع في الدرجات الأخيرة في دورياتها، إذا لم تكن أندية شركات وحواري في الأصل. والغريب في الأمر نجد أن أندية الوسط التي بدأت استعدادتها باللعب مع أندية قوية نوعا ما كالوحدة الذي لعب مع الإسماعيلي المصري، ومع حرس الحدود وهما من فرق الدوري الممتاز في بلادهما، وكذلك الفتح واجه النجم الساحلي وصيف بطل الدوري التونسي. من لقاء الشباب الودي. ما بين هذه التجارب الضعيفة والقوية انقسم النقاد، فمنهم من يرى أن التدرج في المباريات يبقى أمرا مهما وضروريا في هذه المباريات إلى حين الوصول إلى المستوى المطلوب، فيما يرى البقية أنها وديات أي كلام وغير مفيدة، وضررها أكثر من نفعها؛ كونها تحجب السلبيات التي إبرازها شيء ضروري لمعالجتها قبل انطلاق المنافسات المحلية. وبعيدا عن ضرر هذه التجارب سواء القوية منها أو الضعيفة، نجد أن مدربي الفرق هم أصحاب الرأي، وأي منهم له فلسفته التي يرتكز عليها قبل تحديد الفرق التي سيواجهها خلال معسكره، وبالتالي يتحمل وحده مسؤولية اختياره. من جهته، قال لـ "الاقتصادية" بندر الأحمدي المدرب الوطني والمحاضر في الاتحاد السعودي لكرة القرة القدم، "المباريات الودية يجب أن تكون متدرجة القوة، من السهل إلى الصعب، فمثلا يحتاج المدرب أن تكون المباراة التجريبية الأولى سهلة على اللاعبين؛ لأن الجانب البدني والتكتيكي في طور الاكتمال، وبالتالي من الصعب خوض مباراة قوية في تلك المرحلة، ومن ثم تتصاعد قوة المباريات تدريجيا إلى أن تكون المباراة الرابعة أو الخامسة في نهاية فترة الإعداد هي الأقوى على الإطلاق ليدخل اللاعبون فورمة المباريات التنافسية قبل انطلاق الدوري، وكذلك يتعرف المدرب بشكل أكبر على النقاط السلبية التي تظهر في المواجهات القوية ومن ثم يقوم بعلاجها". وأضاف "الإعداد قبل بداية الموسم يعتبر هو المؤشر لكل فريق، وكلما كان مخططا له ويسير بشكل مميز من حيث اللياقة في الأحمال التدريبية وتنفيذ الجمل التكتيكية التي تناسب إمكانات اللاعبين، فإنه يقود الفريق إلى التميز من بداية الموسم ويستمر في العطاء إلى آخر زمن المنافسات". وزاد "في حال انتهى الإعداد من دون وجود مباريات قوية، فذلك يعتبر من الأخطاء الفادحة للمدرب وإدارة النادي، حيث سيعاني الفريق بلا شك مع بداية الموسم؛ حيث إن الجهاز الفني سيجد نفسه محاصرا بكثير من الأخطاء التي لم يستطع اكتشافها لانعدام المباريات القوية". وفي السياق ذاته، كشف لـ "الاقتصادية" ماهر الفرحان طبيب الإصابات وطبيب المنتخب الأولمبي السعودي، أن لعب المباريات الودية مع فرق الحواري والشركات أمر يعود لمدرب كل فريق، الذي لا بد أن يضع في اعتباره ما إذا كان اللاعب السعودي يتمتع بالاحترافية المطلوبة خلال فترة التوقف، وهل يلتزمون بأداء التدريبات الممنوحة لهم أثناء فترة الإجازة أم لا، مشيرا إلى أنه من المؤكد أن معظم اللاعبين لا يلتزمون بهذه برامج، وهذا يحتّم عليه اللعب مع فرق أقل مستوى منه لاسترجاع عامل اللياقة، التي أهدرت خلال فترة الابتعاد عن اللعب؛ لأنه لو لعب مباريات قوية ربما من أول عشر دقائق تكثر الإصابات التي قد تحرمه من بعض العناصر المهمة لفترة زمينة أطول. وأضاف "لو كان هناك التزام بالتدريبات في الإجازة، فالمفترض أن يبدأ الفريق بمقابلة أندية الوسط أو أندية تشابهه في المستوى حتى يكون يصيب الهدف من معسكره".