×
محافظة المدينة المنورة

25 فتاة يتفاعلن مع أركان العمل المؤسسي في ينبع

صورة الخبر

ـ بصراحة نحن غير مؤهلين لأن نسكن المدن وننشئ المطارات ونرصف الشوارع؛ صناعة المدن والعيش فيها أكبر من ثقافتنا ووعينا بمتطلباتها، ولذلك يكفينا خيمة أو عشة تؤديان الغرض وتقومان بالمطلوب، وألف شكر لبيوت الحجر والشعر والوبر التي لا تغرق أبداً؛ بل ويمكن تحريكها وتنشيفها إن دعت الحاجة وكثيراً ما تدعو. ـ متطلبات المدن الناجحة ليست من ثقافتنا في شيء حتى لو تطاولنا في بنيانها، ودهناها بالألوان وغطيناها بالرخام والسيراميك، و طبعاً عندما نقوم ببناء أشياء لا تخصنا فسنغرقها ونتلفها حتماً مثل لعبة تركها طفل في حديقة ثم بكى حينما بللها المطر وعبثت بأناملها الشمس، وها هي النتيجة كما ترون! ـ أيها القرويون البسطاء أمثالي؛ أيها البدو الرحل عودوا إلى أصلكم ولن تغرقوا أبداً. المدن الفارهة لا يسكنها أمثالنا من الطيبين لأنهم لا يحسنون التعامل معها، ولذلك يبقون دائماً عرضة للسيل وعوادي الأرض والسماء، وهاهي أحوال الطقس المتقلب تكشفنا جميعاً وبنفس التفاصيل من مدينة إلى أخرى!! ـ لقد ارتقينا مرتقيات صعبة جداً، وساحت ثقافتنا أمام أعيننا في كل عام؛ بعد أن تركنا الإبل والأغنام وتطاولنا في البنيان كيفما اتفق، وظننا أننا من أهل الحضارة الذين يُصرفون المياه قبل أن يبنوا، وقبل أن يخططوا مدينة، وقبل أن يتباهوا بألوان الرخام الطبيعي!! ـ لو عاد القرويون أمثالي إلى قراهم، والبدو إلى باديتهم فستسير أمورنا وفقاً لما نحسن ونعرف جيداً، ولسلمنا من هذا الموال السنوي المعتاد حينما يأتي المطر، واسألوا من يسكن البادية كيف يفرح بالسيل ويتفاعل معه دون خوف، وكيف يبتسم القروي لغيمة عابرة دون أن تكدر أيامه ولياليه وتفزع أطفاله؟!! ـ قبل أن تبنوا مدينة تغرق في كل عام؛ تذكروا أن «ستاً» عربية من جزيرة العرب لم تناسبها القصور وكانت تشتاق إلى بيت تخفق الأرياح فيه بجوار حبيبها البدوي؛ لقد عبرت عن ثقافتنا الصحراوية خير تعبير، ورب امرأة حكيمة وعاشقة تعرف ما لا يعرفه الرجال المتطاولون في البنيان، وما أكثرهم في أماناتنا وبلدياتنا!!