بينما وسعت الولايات المتحدة عقوباتها على سورية عبر إضافة أفراد وكيانات قالت إنهم يؤمنون محروقات للنظام السوري يستخدمها في محاربة شعبه، تقوم المقاتلات الأميركية بتوسيع عملياتها في سورية لحماية فصائلها المفضلة، تشمل الدفاع عن جماعات تحظى بدعم واشنطن ضد غارات مقاتلات النظام السوري. خطف 5 مقاتلين جاء ذلك في وقت أعلنت فيه جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سورية، أمس أنها خطفت من جديد خمسة مقاتلين على الأقل كانوا قد تلقوا تدريبات في إطار برنامج التدريب الأميركي للمعارضة السورية المعتدلة في شمال غرب البلاد، بعد أيام من خطفها ثمانية مقاتلين آخرين. ويرى محرر شؤون الشرق الأوسط بصحيفة "الديلي تليجراف" البريطانية، ريتشارد سبنسر، أن هذه العمليات تزج بالولايات المتحدة أكثر فأكثر في الحرب الأهلية في سورية، وأن أول فصيل من المقاتلين هم الذين دربتهم واشنطن، لكن بعضهم تعرض للاعتقال من "جبهة النصرة". وقال سبنسر إن الفصائل المعارضة في سورية لا تثق في هؤلاء المقاتلين لعدة أسباب، منها الدعم الواضح من الولايات المتحدة لهم، كما أن هؤلاء تم تدريبهم فقط لمحاربة تنظيم داعش وليس النظام السوري. ونقلت الصحيفة تصريحات أدلى بها مسؤول أميركي لصحيفة "وول ستريت جورنال" قال فيها: لا نقوم بعمليات هجومية في سورية إلا على أهداف داعش فقط، لكننا سنقدم دعما دفاعيا لمساعدة بعض الفصائل الأخرى. إلى ذلك، قالت وزارة الخزانة الأميركية في بيان أول من أمس إن العقوبات الجديدة تستهدف أربعة أفراد وسبعة كيانات متهمة بمساعدة نظام الرئيس بشار الأسد، إلى جانب سبع سفن أصبحت ممتلكات مجمدة. وذكر مكتب مراقبة الأصول الخارجية أن عددا من هذه الكيانات هي شركات واجهات تستخدمها الحكومة السورية ومؤيدوها في محاولة للإفلات من العقوبات الأميركية والأوروبية. كما حددت وزارة الخزانة الأميركية ستة كيانات للحكومة السورية وثلاث سفن للحكومة مصالح فيها. عقوبات أميركية جديدة وتقضي العقوبات بتجميد أي موجودات لهؤلاء الأفراد والكيانات وتمنع الأميركيين من عقد صفقات معهم. ونقل البيان عن نائب وزير الخزانة لشؤون مكافحة الإرهاب والاستخبارات المالية آدم زوبين قوله إن وزارة الخزانة ستواصل استخدام أدواتها المالية القوية لإضعاف شبكة الدعم للأسد، وأن هذه العقوبات المحددة الأهداف تعزز الضغط الاقتصادي والمالي على الحكومة السورية لوقف حملة العنف ضد شعبها. وبين الكيانات التي أوردتها الخزانة الأميركية شركات "ذي إيجلز" التي تتخذ من سورية مقرا لها ومورجان لصناعة المضافات الغذائية (مورجان اديتيفز مانيوفاكترينج) ومقرها دبي، وميلينيوم إينيرجي المسجلة في بنما وتعمل في تركيا، وكلها لعلاقتها بوائل عبدالكريم ومجموعة عبدالكريم التي تخضع أصلا لعقوبات أميركية. وقالت الوزارة إنه في بداية مارس الماضي عمل وائل عبدالكريم مع شركة "ذي ايجلز" ليدفع لشركة "ميلينيوم" حوالى خمسة ملايين دولار مقابل شحنة وقود يعتقد أن "ميلينيوم" زودت بها سورية. قابلية المصادرة أما السفن السبع فتعود إلى الكيانات المدرجة على لائحة العقوبات. ويعني اعتبارها ممتلكات مجمدة أنها أصبحت قابلة للمصادرة في حال وجدت في الأراضي الأميركية أو كانت بحوزة مواطنين أميركيين ماديين أو معنويين. وتسمح العقوبات الأميركية على سورية بتصدير أو إعادة تصدير بعض السلع مثل مواد غذائية وأدوية وأجهزة طبية إلى سورية والخدمات المرتبطة بها. من جهة أخرى يتواصل نزيف حزب الله في سورية، وبعد أيام قلائل على سقوط ستة من عناصره في المعارك التي تشهدها بلدة الزبداني، أكد مصدر مقرب من الحزب في تصريحات لـ "الوطن: سقوط سبعة عناصر جدد، وإصابة تسعة آخرين، ثلاثة منهم في حالة صحية حرجة. وكشف المصدر أن المصابين تم سحبهم من جبهات القتال أمس برفقة جثث القتلى. وقال المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه لاعتبارات أمنية إن قيادة الحزب تشعر بالقلق بسبب تزايد سقوط القتلى خلال الفترة الأخيرة، وإنها بدأت تحقيقا لمعرفة الأسباب التي تقف وراء ذلك.