×
محافظة المنطقة الشرقية

هدوء حذر في ذكرى 23 يوليو وتوقعات بتصعيد «الإخوان» في العشر الأواخر

صورة الخبر

شارك من خلال تويتر فيسبوك جوجل بلس اكتب رأيك حفظ مع أيام وليالي شهر رمضان شهر الخير والبركة، أطرح عليكم هذا التساؤل: «لماذا ندمر مستقبلنا على طريقة نيرون: إما الاستحواذ على الكل أو تدمير الكل». قال: «أنا لم أكمل تعليمي، لقد حطمت مستقبلي عندما هجرت المقاعد الدراسية بالجامعة»، فقلت: وكيف حصل ذلك؟ قال: «وبخني أحد كبار المسؤولين بالكلية لاستخدامي الموقف الخاص بسيارته، ومع أني كنت مخطئا، لم أعتذر بل رددت له الإهانة بأفظع منها، مما تسبب بتطور الأمور، إلى أن قررت في لحظة انفعال عدم إكمال دراستي الجامعية». وقال: «توظفت حينذاك بشهادة الثانوية، ومع مرور السنوات، أيقنت أنني ارتكبت خطأ فادحا، بحق نفسي وأسرتي، ودمرت مستقبلي ومستقبل أولادي بيدي، بردة فعل هوجاء في لحظة غضب». أنتهى حديثه. حاولت أنا أن أخفف من مرارة الحزن التي يتجرعها، وبينما هو يحدثني عن ندمه على ما حصل، وجدت نفسي أتأمل بعض تصرفاتنا، وبالذات في الفترة والأحداث الأخيرة حولنا، وكيف تكون ردود أفعالنا أحياناً فادحة (كأشخاص أو مجموعات)، فقد نحرم أنفسنا من جميع المزايا لأن أمر واحداً فقط بقي لم نحصل عليه. يجب أن لا نهدم المعبد على رؤوسنا جميعا، على طريقة نيرون، إذا حدث أمر ضايقنا بشدة، فمثلا الصديق الذي لم يكن وفيا في موقف ما، لا يعني أن نخسره تماما كصديق، مديرك الذي لم ينصفك لا يبرر أن تترك عملك من أجله. أهلك إن لم يعاملوك بالمودة والحب الذي تعاملهم به، لا تقاطعهم، بلدك لا تهجره، وتبحث عن فرص في بلدان أخرى، حتى وأن عرضت عليك فرص أفضل. فالمهاجرون يعيشون حنينا قاتلا لأرض وتراب الوطن، رغم نجاحات بعضهم الباهرة وثرواتهم المتراكمة. وصدق الشاعر حين قال: بلادي وإن جارت على عزيزة وأهلي وإن ضنوا علي كرام شخصيا، علمتني الحياة أن لا أستحوذ على كل شيء (وكما نقول بالعامية يكوش على كله)، مهما كنت أستحقه، وأتخلص من موروثنا الثقافي الخطير الذي جسده بصدق «أبو فراس» في بيت القصيد الشهير: وإنا أناس لا توسط بيننا لنا الصدر دون العالمين أو القبر وتأكدت أن السعادة الحقيقية هي أن أشارك الآخرين في نصيبي من مكتسبات الفوز والنجاح، وأصبر على الابتلاء، وأتأقلم مع منغصات العيش، فالمصير أهم من أن نحدده، أو نختزله في ذاتنا فقط أو في موقف معين، أو حالة واحدة، لذلك ومع تجارب السنين، والتعلم من مآسي وإخفاقات الآخرين، أجدني غديت كالبحر الذي مهما طفت على سطحه بعض الطحالب، يظل في أحشائه الدر كامن. وأيضا قال «المتنبي»: وتعظم في عينِ الصغير صغارها وتصغر في عينِ العظيم العظائم لذلك كله، علينا أن نقدر حجم الموقف جيدا، خاصة عندما نقدم على أمر جلل. فهلا اعتدلنا في ردود أفعالنا؟ وقرأنا التاريخ جيدا، وتعلمنا منه الدروس والعبر بما حل ببعض السابقين، من كوارث ومصائب لقرارات ارتجالية في مواقف مصيرية. وإلى أن نفعل ذلك، سنكون كالريشة التي تتلاعب بها الأهواء، من نزعات نفسية عارمة، إلى حقد دفين متلبس ثياب الخير والسلام. ولا أزيد. وكل عام وأنتم بخير ورمضانكم مبارك. د. حسين فؤاد سندي أستاذ علوم الكمبيوتر المشارك بجامعة الملك عبدالعزيز