فينا الشرق تتواصل اليوم الثلاثاء في العاصمة النمساوية فيينا أعمال المؤتمر العالمي حول صورة الآخر، الذي ينظمه مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، بمشاركة أكثر من 500 من القيادات الدينية والخبراء في مجال التربية والتعليم من 90 دولة، تحت شعار (نحو تعليم أكثر إثراء للحوار بين أتباع الأديان والثقافات). وتبدأ أعمال المؤتمر في يومه الثاني بجلسة افتتاحية، يشارك فيها ممثلو مجلس الأطراف في مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان من النمسا، وإسبانيا والفاتيكان، إلى جانب المملكة. ويلقي الأمين العام للمركز فيصل بن معمر كلمة ترحيبية بالمشاركين في الجلسات العلمية وورش العمل والبرامج التدريبية المصاحبة لأعمال المؤتمر. وتتضمن فعاليات المؤتمر التي تستمر على مدار اليوم نقاشاً مفتوحاً مع عدد من وزراء التربية والتعليم، حول صورة الآخر في التعليم المشترك بين أتباع الثقافات بمشاركة وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد، وزير التربية والتعليم العالي في لبنان البروفيسور حسان دياب، وزير الدولة للتعليم المتعدد الثقافات في الأرجنتين غييرمو أوليفيري، وزير التربية والتعليم الباكستاني محمد بليغ، وزير الدولة لوزارة الشؤون الاتحادية في إثيوبيا أتو مولوغيتا، وزير الدولة في وزارة التربية والتعليم باليابان فوميو أسودا، ووزير الدولة لوزارة الخارجية في إسبانيا غوانزالو دي بينيتو. ويشارك الوزراء في الجلسة الخاصة لعرض تجربة مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وأبرز المبادرات والبرامج التي يتبناها المركز لتصحيح أوجه القصور في صورة الآخر لدى أتباع الأديان والثقافات ونقل الحوار من الإطار النخبوي الضيق إلى فئات أوسع في المجتمعات ولاسيما الشباب. يعقب ذلك حوارات المائدة المستديرة التفاعلية التي تضم كل منها ما يقرب من 12 من القيادات الدينية وخبراء التربية والتعليم والمناهج وطرق التدريس وتناقش عدداً من القضايا، مثل: هل يلبي التعليم متعدد الأديان الحاجات الناتجة عن التحدي الذي يطرحه التنوع؟ والاستراتيجيات الفعالة في تحدي القوالب النمطية وتغيير المواقف التي تؤثر سلباً على صورة الآخر لدى أتباع الأديان والثقافات، ودور الأسرة والمجتمع ووسائل الإعلام في هذا الشأن. وتطرح حوارات المائدة المستديرة عدداً من التساؤلات سعياً للوصول لإجابات واضحة عليها، تفيد في تقديم صورة موضوعية منصفة عن الآخر، مثل: هل التعليم المدني والتعليم الديني في حالة تكامل أم تصادم؟ وهل يمكن للحوار متعدد الأديان والثقافات أن يصنع فارقاً في مناطق الصراع وأين؟ وكيف يتواصل الشباب من أتباع الأديان والثقافات كافة، كما يناقش المؤتمر خلال حوارات المائدة المستديرة قضية التمييز العنصري بين الماضي والحاضر ودوره، وكيف يخاطب أتباع الأديان العالمية الآخر باستخدام التقنيات الحديثة؟ كما يطرح المؤتمر سبل تنفيذ الأفكار المتميزة لتفعيل إسهامات التعليم في مد جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات وتجاوز المعوقات التي قد تحد من القدرة على تنفيذ هذه الأفكار. وتختتم حوارات المائدة المستديرة التي يزيد عددها عن 12 حواراً بجلسة بعنوان «الدين والمجتمع» وإمكانية الوصول إلى صيغة تحقق الاحترام المتبادل بين المنظور الديني والعلماني للحياة. ويتيح مركز الملك عبدالله خلال فعاليات المؤتمر فرصة كبيرة للمحادثات الثنائية والاجتماعات المشتركة بين الوزراء المسؤولين في مجال التربية والتعليم لبحث فرص التعاون والتنسيق فيما بينهم للوصول لأفضل الممارسات التربوية والتعليمية التي تثري ثقافة الحوار، بالإضافة إلى استعراض مذكرات التفاهم والشراكة التي أنجزها مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في كل من الاتحاد الإفريقي ومنظمة اليونسكو والإيسيسكو وجامعة فيينا وجامعة مونتريال ومؤسسة الكشافة العالمية، وذلك قبل عقد الجلسة الختامية التي تناقش مستقبل الحوار بين أتباع الأديان والثقافات.