نرحّب بنية الأصدقاء القطريين للاستثمار في روسيا التقيت على هامش محادثات الدوحة خالد مشعل ومعاذ الخطيب لابدّ من حوار سوريّ شامل وعدم تسليح المعارضة لحلّ الأزمة لاجدوى من توجيه ضربة عسكريّة في سوريا وإجماع على الحلّ السياسيّ كتب - سميح الكايد: قال سعادة الدكتور خالد العطية، وزير الخارجية، إنه تمّ عقد جلسة مشاورات معمّقة مع السيد سيرجي لافروف حول العلاقات القطريّة الروسيّة من ناحية، وقضايا المنطقة من ناحية أخرى، والسبل الكفيلة بحلّ هذه القضايا بالوسائل السلمية، ومنها سوريا والعراق واليمن. وأكّد العطية في مؤتمر صحفي مشترك مع سيرجي لافروف مساء أمس بالدوحة أنّ روسيا من أهمّ الشركاء التي نتباحث معها للوصول إلى أفضل السبل لحلّ كافة قضايا المنطقة، مشيرًا إلى أنّ العلاقات القطريّة الروسيّة علاقات تاريخيّة، بل أكثر من ذلك والعلاقات الروسية العربيّة قديمة وعميقة، حيث وقفت روسيا في الكثير من الأحيان موقف الداعم للقضايا العربية، ومنها بطبيعة الحال قضية فلسطين، وهذه القضية أخذت حيزًا من المباحثات، حيث تطرقنا إلى الأوضاع في قطاع غزة والضفة الغربيّة، وبحثنا أفضل الطرق للعودة إلى عملية السلام بهدف الوصول إلى حلّ الدولتين. وأوضح العطية أنّ العلاقات مع روسيا متعدّدة الجوانب في إطار العلاقات الثنائيّة وقضايا المنطقة. وفيما يتعلق بالموقف القطريّ من الأزمة السوريّة، قال نحن نقف مع الشعب السوريّ الذي يُباد يوميًا وندعم حقوقه في الأمن والاستقرار والحريّة. وقال إنّ الجيش السوريّ هو من يقتل أبناء الشعب ويلقي عليهم كافة أنواع الأسلحة، مشيرًا إلى أن الثوّار يواجهون الإرهاب على الأراضي السورية بدلاً من النظام، وفي نفس الوقت يدافعون عن حريّتهم وأموالهم وأعراضهم جراء بطش النظام. وأضاف إنّ قطر تعمل مع الجانب الروسيّ على خلق أفق ينقذ الشعب السوريّ، منوهًا بتطابق الجانبين على أن الحلّ في سوريا يجب أن يكون سياسيًا بامتياز يقبله الشعب السوريّ. من جانبه، قال وزير الخارجية الروسيّ سيرجي لافروف إنه بحث مع نظيره القطريّ الدكتور خالد العطية مواضيع عدّة هامّة طالت المسألة السوريّة والوضع العراقيّ والقضية الفلسطينيّة واليمنيّة ومختلف أزمات الشرق الأوسط، والتي قال إن استمرارها لا يخدم أي جهة بل يخدم الإرهاب الذي تتزعمه داعش وجبهة النصرة. وأضاف في حديث له بالمؤتمر الصحفي المشترك مع سعادة الدكتور خالد العطية وزير الخارجية، الذي عُقد ليلة أمس بمقرّ الخارجية، إنه تمّ خلال الاجتماع تبادل وجهات النظر والآراء حول مختلف القضايا والأوضاع وحول مسألة الاتفاق النوويّ مع إيران، مؤكدًا هنا على مسألة حرص بلاده على أمن واستقرار دول مجلس التعاون الخليجي. وقال إنه تمّت مُناقشة العلاقات الروسيّة القطريّة وقضايا إقليميّة، وإنّ نتائج المُباحثات مع الجانب القطريّ أبرزت رغبة الجانبين في تطوير هذه العلاقات في مختلف المجالات، مؤكدًا هنا بالقول أن بلاده على استعداد لتنشيط هذه العلاقات على المستويات الأمنيّة والاقتصاديّة وسوق الغاز الطبيعيّ، في إطار صناعة الغاز وفي إطار اتحاد الدّول المصدرة للغاز. وقال إن هناك ترحيبًا روسيًّا كبيرًا بنية الجانب القطري الاستثمار، كما أنه تمّ الاتفاق على تنسيق المواقف وتبادل الخبرات للتحضير لبطولتي كأس العالم في كلّ من روسيا وقطر. وأضاف لافروف إنه تمّت خلال مُحادثات أمس مُناقشة الوضع بالمنطقة مع الأصدقاء، موضحًا أنه التقى على هامش زيارته للدوحة بوزير الخارجية العماني ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، ورئيس المؤتمر الوطني السوريّ السابق د. معاذ الخطيب، كما تمّ لقاء ثلاثي أمريكي سعودي روسي، حيث جرى بحث جهود المبعوث الدّولي للأمم المتحدة ديمتسورا بخصوص الأزمة السوريّة، وأننا قدمنا وجهة النظر الداعمة للحلّ السياسيّ في سوريا. وأشار في هذا السياق إلى أنه تمّ البحث مع الجانب القطريّ في مسألة مكافحة الإرهاب وتلافي خطره، ووجهنا دعوة للدكتور العطية وزير الخارجية القطري لزيارة روسيا لمُواصلة الحوار الروسيّ، القطريّ بشأن هذه القضايا. وردًا على سؤال حول ماهية المواضيع التي نُوقشت خلال الاجتماع الثلاثي الروسيّ، السعوديّ، الأمريكيّ، قال لافروف لقد تمّ التركيز على مُناقشة مسألة محاربة الإرهاب المُتمثل في داعش، وبحثنا مع كيري في نفس الوقت مسألة حصول أمريكا على مُوافقة الحكومة العراقية لمواجهة داعش وأبدينا وجهة نظرنا بعدم طلب واشنطن من الحكومة السوريّة الموافقة بهذا الشأن، كما تمّ ذلك مع العراق، وقد أشرنا إلى عدم جدوى توجيه ضربات عسكريّة في سوريا، لأن الأمر سيخلق مشكلات كبرى وسيعقد أية إمكانية للحلّ السياسيّ. وأشار إلى وجود توافق على ضرب داعش ودعم القوات المعارضة لداعش في سوريا، لافتًا هنا إلى اقتراح وزير الخارجية السعوديّ لإنشاء جبهة مضادة للإرهاب وجمع جهود كافة الأطراف لمكافحة الإرهاب، مشيرًا هنا إلى توافق هذا الطرح مع مبادرة الرئيس الروسيّ الخاصة بالحلّ السياسيّ ومكافحة الإرهاب، وقال في هذا السياق إنه أبلغ وزير الخارجية الأمريكيّ خلال اللقاء بعدم جدوى إرسال قوات أمريكية إلى سوريا وعلينا العمل جميعًا لتعزيز هذه المبادرة. وتطرق الوزير الروسيّ في هذا الإطار إلى مسألة اعتزام واشنطن تسليح المعارضة السوريّة، موضحًا بالقول إنه أبلغ كيري أن مثل هذا التوجه سيعقد الأمور ويفاقم المشكلة، لأنه ليس من السهل بمكان تسليح المعارضة، لأن هذا الأمر المتمثل بمبادرة واشنطن لتسليح المعارضة، أدى إلى إحداث ممارسات قاتلة على الأرض وممارسات غير عادلة. وردًا على سؤال آخر يتعلق بالدعم الروسيّ للنظام السوري وإمكانية التخلي عن هذا الموقف مقابل الحل السياسي، قال لافروف نحن ندعم الشعب السوري بكل أطيافه لوقف سفك الدماء ولا نقدم دعمًا إلا للشعب وندرك تمامًا أن الخطر الرئيسي في كل من سوريا والعراق هو خطر داعش ونحن نقدم مساعدات فنية وتقنية لمحاربة هذا الإرهاب وفيما بتعلق بلقاء لافروف والخطيب، قال لافروف نحن نعرف هذا الشخص منذ زمن وبيننا علاقات شخصية ومقابلتنا له تجسد حقيقة موقفنا الداعم لكافة أطياف الشعب السوريّ دون تمييز وفي بيان جنيف رأينا أن الحل السياسي هو الأمثل ولكن عبر حوار شامل بين المعارضة والحكومة، وهناك جهود روسية لتحقيق مثل هذا الحوار الشامل تشارك فيه الحكومة مع جميع القوى، لافتًا هنا إلى ما وصفه بوجود أخطاء في اجتماع جنيف بشأن القضية السورية تتمثل بعدم دعوة ممثلي الحكومة واقتصار الدعوة على ممثلي المعارضة، ونحن في روسيا نقول بضرورة دعوة كافة الأطراف لحوار سوري شامل وقد تم اجتماع في سوريا لمختلف الأطراف السورية دعونا إليه المعارضة والحكومة وتم التوافق من قبل هذه الأطراف على إيجاد الحل السياسي الأمثل، لافتًا هنا إلى أن المبادرة الروسية تندرج في إطار ضمان حقوق الشعب السوري بكافة أطيافه. وقال لافروف ناقشنا مع القطريين والمصريين وكيري مسألة وقف التدخلات الخارجية في سوريا والعمل على دعم الحل السياسي للأزمة السورية، وتنشيط الحوار الشامل ودعا لافروف هنا المعارضة السورية إلى اتخاذ مواقف واضحة ومحددة قبل الشروع في الحوار الشامل، لافتًا إلى أن هناك تشاورًا مع كل من قطر والسعودية وأمريكا في هذا الشأن، وكذلك مع إيران باعتبارها لاعبًا بارزًا في هذا السياق، وحول ما إذا كانت روسيا تعتبر أن الحل السياسي هو نهاية للأسد، قال لافروف إن هذه النهاية كان ممن المفترض أن تتم منذ أربع سنوات لكنها لم تتم، ولكن الآن الجميع يجمع على وضع مرحلة انتقالية على أساس توافق بين الحكومة والمعارضة في سوريا ونحن مع الحوار الشامل. وفي ختام حديثه لخص لافروف الموقف في ضوء تعدد الآراء على أنه من الصعب الرهان على نجاح العملية السياسية بشأن الأزمة إذا ما استمر الوضع كذلك على الساحة السورية بهذا الشكل، ولم يتمّ وضع حد نهائي للإرهاب الداعشي.