كشف محللون يمنيون أن الهزائم المتلاحقة التي تتكبدها ميليشيات التمرد الحوثي على الجبهات كافة في اليمن، تدفعهم إلى اختلاق الأكاذيب، ومحاولة البحث عن أي نصر زائف، لرفع الروح المعنوية المنهارة لجنودهم، الذين باتوا يفرون من ميادين المواجهات، عند حدوث أي اشتباك، على غرار ما حدث بالأمس في قاعدة العند الجوية، التي اقتحمها الثوار وحرروها من بقايا المتمردين. حيث أشارت مصادر ميدانية داخل المقاومة إلى أن المتمردين سارعوا إلى الفرار بعد أقل من ساعة على اندلاع المواجهات، كما بادر العشرات إلى إلقاء أسلحتهم وتسليم أنفسهم للمقاومة الشعبية. مؤكدين أن تلك التصرفات تعكس تردي الحالة المعنوية لأولئك المتمردين، وحجم الضغوط التي كانوا يعيشونها خلال الفترة التي سبقت عملية الاقتحام. وقال الأستاذ في جامعة عدن، سليم الحسني إن الحوثيين عرفوا منذ ظهور حركتهم بميلهم إلى فبركة الأخبار، ومحاولة لي أعنق الحقائق، وتفسيرها بطريقتهم الخاصة، وأضاف "الدلائل الواضحة لكل ذي عين تشير إلى أن المتمردين في أسوأ لحظاتهم، وأنهم يلفظون أنفاسهم الأخيرة، بسبب قوة الضربات التي وجهتها لهم المقاومة الشعبية، لذلك تلجأ قيادتهم – في مسعى يائس – إلى رفع الروح المعنوية لميليشياتها، وإيهامها بأن قواتهم تحقق تقدما في جبهات أخرى، وأن النصر حليفهم. وربما كانوا يستفيدون من حالة الجهل المطلق التي يتسم بها معظم مقاتليهم، فهم من الذين لم يحظوا في حياتهم بأي قدر من التعليم. كذلك أثبتت الدلائل أن معظمهم يقاتل وهو مغيب عن عقله، بسبب حبوب الهلوسة التي يتعاطونها، وما تسمى بعقاقير الشجاعة التي يمدهم بها النظام الإيراني، وهذه العقاقير تصور لهم أشياء ليست في الواقع الفعلي، وهذا هو السبب في مواصلتهم البقاء في صفوف المتمردين، رغم أن الهزيمة تلاحقهم من جميع الجهات". ومضى الحسني بالقول "الجماعة الإرهابية تسعى إلى تدارك هزيمتها في كثير من المواقع باستخدام حرب نفسية قائمة على تزييف الحقائق وإيهام أتباعها بأنها تحرز تقدما ميدانيا، وهو ما يدحضه الواقع الميداني الشاهد على انتكاستهم في المحافظة الجنوبية كافة. ورغم تصريحات المتحدث باسمها، محمد عبدالسلام، التي نفى فيها سقوط عدن في أيدي المقاومة، وهو ما أثار سخرية واسعة، إلا أن زعيم التمرد اضطر إلى الظهور على إحدى الفضائيات، خائفا مرتعشا، واعترف باستعادة الثوار للمدينة، وبدت الهزيمة واضحة في أحرف كلماته، عندما قال إن فرص التوصل إلى حل سلمي للأزمة لا تزال قائمة، وهي كلمات تحمل الكثير من المعاني، فهي اعتراف صريح منه بالهزيمة، واستعداد للاستسلام، وإلا فلماذا يتحدث المتمرد الآن عن الحل السلمي، وهو الذي كان بالأمس يكابر ويرفض حتى فكرة الجلوس إلى الحوار؟". ودعا الحسني قيادة المقاومة الشعبية إلى استغلال الظروف الصعبة التي يمر بها المتمردون، وتكثيف الضربات عليهم بصورة متلاحقة، حتى يتم تحقيق النصر النهائي عليهم، ومن ثم إرغامهم على إلقاء السلاح والعودة إلى جحورهم السابقة.