×
محافظة الجوف

التجارة تتلف (2000) منتج غذائي

صورة الخبر

شارك من خلال تويتر فيسبوك جوجل بلس اكتب رأيك حفظ يحرص أهالي طيبة الطيبة في شهر رمضان على شراء الشريك الحجري بشكل يومي، باعتباره وجبتهم المفضلة التي تعزز مائدة الإفطار لديهم. ويقول محمد حسن حمودة «تعودت على أكل الشريك منذ الصغر وأعتبره الأكلة المفضلة لدى كبار السن، حيث كنت أذهب مع والدي -رحمه الله- لنشتريه من سوق القفاصة في شارع العينية ومن سوق العيش في باب المصري، إذ كان يطلب مني إحضار الشريك والخبز الحب قبل صلاة المغرب من الفرن الواقع في حوش منصور». ويصف حمزة بادي كعكي صاحب مخابر أحد المخابز المشهورة، تحضير الشريك الحجري المعروف بالشريك المديني، بـ«نور السفرة» كما يطلق عليه الزبائن في طيبة الطيبة الذين يفضلون تناوله في شهر رمضان مع اللبن والدقة المدينية، مؤكدا أنه عندما كان عمره 15 عاما ويساعد والده في الصنعة تعلم أسرار المهنة، مشيرا إلى أنه سيورثها لأبنائه الذين يساعدونه في البيع خصوصا في شهر رمضان لكثرة الزحام. وعن مراحل تحضير الشريك أفاد أنه يصنع من الدقيق والحمص والسمسم، ويمر بعدة مراحل إلى أن يتم عرضه للزبائن، لافتا إلى أنه قديما كان يجهز على الفحم والزبائن يفضلون حمله بالحبال الصغيرة بدلا من الأكياس الورقية، وذلك للمحافظة على جودته ونكهته لأنه يخرج من الفرن ساخا ووضعه في الأكياس يجعله طريا جدا بسبب تبخر الحرارة. أما سعود صالح شقرون صاحب مخبز في المدينة المنورة يقول «إن الشريك الحجري وصل إلى المدينة المنورة عن طريق حجاج جمهورية مصر، وقبل 75 عاما كان والدي -طيب الله مثواه- يصنعه في المخبز الذي يمتلكه في حي السيح، وتعلمت منه هذه الصنعة، وبعد وفاته لم نعد نصنعه بسبب أنها باتت متعبة وتحتاج إلى جهد ووقت الطويل». ويؤكد الخباز عبدالحفيظ جاد من مصر أن الشريك الحجري يمر بعدة مراحل، حيث يقوم بتبخير عشرات الكاسات المصنوعة من النحاس ببخور العود بعد أن يشتريه من العطار ومن تم يضع بداخلها حمص ونسكب عليه قليلا من الماء الحار ونتركه يتخمر لمدة 24 ساعة ليصبح لون الحمص أبيض، وبعد أن نجهز الخميرة الطبيعية نضع الدقيق داخل أسطل مصنوعة من الأبلاتين ونضيف عليه الخميرة الطبيعية والحمص ويعجن على دفعات كل دفعة نضعها داخل سطل منفرد لأن عجينة الشريك لا تتحمل الوقت الطويل. وعن سر ما يميزه أوضح أنه لا يضاف له ملح ولا سكر ولا زيت ولا خميرة معلبة، مشيرا إلى أن عدد حبات الشريك التي تباع في اليوم الواحد خلال شهر رمضان يبلغ (5) آلاف حبة، لأن كثيرا من الزبائن يحضرون إلى المخبز ويطلبون كميات كبيرة ويقومون بإرسالها إلى جدة، مكة المكرمة، إندونيسيا، أمريكا، مصر، ألمانيا، والبعض الآخر منهم يقوم بإرسالها إلى السفارات خارج المملكة بواسطة الطيران، لذلك حرصنا على إبقاء الشريك الحجري كما كان قديما ولا زلنا نستخدم الحطب ونوفر الحبال الصغيرة للزبائن لكي يحملوا الشريك بها وهذا من الموروث الذي مازال أهالي المدينة المنورة محافظين عليه والبقاء على العادات القديمة لأن بعض الزبائن يحضرون من بعض مدن المملكة ويقولون نريد شريك المدينة لأنه غير متوفر في منطقة أخرى.