خيرت الأحزاب التونسية الكبرى المشاركة في الحكم تخصيص حيز زمني عريض من صيف هذا العام لعقد اجتماعات تنسيقية بين قواعدها من جهة وفيما بين قياداتها من جهة أخرى لمزيد إحكام التعاون والتحالف بين ممثليها صلب حكومة الحبيب الصيد التي تواجه صعوبات لم تعد تخفى على أحد زادها خطر الإرهاب تعقيداً. مجلس شورى حركة النهضة التقى أعضاؤه على مدى اليومين الماضيين، ولئن لم تصدر عنه تسريبات عن الأجواء الداخلية الساخنة للنقاشات، إلا أن مصادر قريبة من الحركة أفادت بأن اللقاء خصص للتباحث بشأن مؤتمر الحركة العاشر المزمع عقده خلال شهر سبتمبر المقبل. وقال رئيس مجلس الشورى فتحي العيادي إنّ لجنة الإعداد المادي للمؤتمر صلب الحركة قدّمت تقريرها بخصوص الاستعداد لإنجاز المؤتمر، وقد تم اتخاذ بعض إجراءات تتعلق بالإسراع في تنظيمه هذه السنة. وأضاف أنّ النقاش شمل أيضاً اللوائح التي ستتقدم بها الحركة لإدارة حوارات في المؤتمرات المحلية والجهوية التي سيتم عقدها قريباً. وأكد فتحي العيادي أنّ النقطة الثانية التي تطرق إليها الاجتماع تتعلق بالوضع العام بالبلاد، موضحاً أنّ أعضاء المكتب السياسي والمكتب التنفيذي للحركة قدموا ورقات عمل حول هذه النقطة. من جهته، وفي ظل الخلافات التي عادت لتسيطر على نشاطات قياداته وتصريحاتهم، اجتمع المكتب التنفيذي لحركة نداء تونس أمس الأحد حيث تباحث أعضاؤه موضوع التحالفات السياسية وعلاقته بالأحزاب المشاركة في الحكم فضلاً عن طلب تيار المحبة الانضمام إلى الائتلاف الحكومي بعد لقائه بالأمين العام للحزب محسن مرزوق الأسبوع الماضي، بالإضافة إلى مؤتمر الحزب والنظر في تنظيم الهياكل وتوزيع الانخراط التي لم يتمّ توزيعها خلال السنة الجارية والسعي إلى أن يكون مؤتمراً توافقياً والنظام الداخلي للحزب والحسم في الصلاحيات. بعض التسريبات إفادات بأن المشاركين في اجتماع المكتب التنفيذي لنداء تونس تولوا أيضاً مناقشة موضوع «المبعدين والمطرودين والمجمدين» والاتصال بهم، ومسألة التعيينات ودراسة قائمة الأسماء التي ستقدمها لجنة تكونت للغرض لتولي منصب محافظ ثمّ الانتقال إلى المعتمدين والمديرين العامين.. وتجدر الإشارة إلى أن هذا هو الاجتماع الأول للمكتب بعد تعيين محسن مرزوق أميناً عاماً للحركة. ومعلوم أن انشقاقات أخرى باتت تهدد عرش النداء من جديد خاصة بعد «انسلاخ» بعض القيادات ذات التوجه الدستوري وتشكيلها تياراً صب الحركة يضم كل من له ميولات دستورية (نسبة إلى الحزب الدستوري البورقيبي) بالرغم من نفي القيادات الندائية لذلك، وهو ما يؤشر على عودة الصراعات الداخلية التي كادت تنسف محاولات رئيس النداء الشرفي الرئيس الباجي قائد السبسي الحريص على وحدة الحركة ورص بنائها.