صحيفةالمرصد-د ب أ: قليلة هي الأمور التي يمكن أن يستمر الجدل حولها رغم مرور 70 عاما على حدوثها كما هو الحال لاستخدام الولايات المتحدة للقنابل الذرية في هيروشيما في السادس من آب/أغسطس من عام 1945 ثم ناجازاكي بعدها بثلاثة أيام. وتحدث هربرت بيكس ، الحاصل عل جائزة بوليتزر لعام 2001 وصاحب كتاب "هيروهيتو وصناعة اليابان الحديثة" الأستاذ الفخري بجامعة بينجهامتون في نيويورك عن القنبلتين وتأثيرهما على اليابان. ونفى بيكس بشدة أن يكون التدمير الذري الذي حدث في المدينتين ضروريا لإنهاء الصراع خلال هذه الفترة ، وقال إن الحرب كانت ستنتهي لا محالة حتى دون استخدام السلاح النووي. وأضاف :"منذ اللحظة التي علم فيها الرئيس الأمريكي حينذاك هاري ترومان أنه يمتلك هذا السلاح الجديد في ترسانة الولايات المتحدة وأنه جاهز للاستخدام الفعلي ، أصبح الخيار النووي يشكل سياسته الخارجية. لقد كانوا في عجلة ، وكان لديهم رسالة يريدون إرسالها ليس فقط لقادة اليابان وإنما أيضا لقادة الاتحاد السوفييتي". وعما إذا كان استخدام السلاح النووي أو الغزو السوفييتي هو العامل الأهم الذي أدى إلى استسلام اليابان، أجاب :"لقد شكل ما حدث في هيروشيما والغزو السوفييتي صدمة مضاعفة لليابانيين، كون الأمرين قد وقعا في نفس التوقيت تقريبا. ولذلك يصعب القول أيهما كان أكثر أهمية". وقال :"لم يبد ترومان ندما على أفعاله ، فرغم ما فعله في هيروشيما، لم يتورع عن استخدام السلاح للمرة الثانية في ناجازاكي. لابد من أخذ هذا في الاعتبار. إننا نتعامل هنا مع مشكلة العنصرية الأمريكية". وحول رؤيته لأسباب الاستسلام الياباني للولايات المتحدة وليس الاتحاد السوفييتي ، قال :"قادة اليابان لم يثقوا أبدا في نظام ستالين ، وكانوا يدركون تماما أنهم إذا استسلموا للاتحاد السوفييتي فإن هذا يعني دمار الملكية ، الذي بدونها لم يكونوا واثقين من السيطرة على أوضاع ما بعد الاستسلام". وأضاف :"كان من المنطقي لهم أن يأمروا باستسلام قواتهم العسكرية للولايات المتحدة .. كما أن قادة اليابان كانوا يعرفون أن الأمريكيين يعادون أي ثورة ، ربما لأنهم لم يشهدوا أبدا في تاريخهم أي ثورة حقيقية. كما أن القوة الوطنية الأمريكية فاقت الروسية بكثير". وعن تفسيره لصمود الاعتقاد التقليدي السائد في الولايات المتحدة بأن هجومي هيروشيما وناجازاكي هما اللذين أنهيا الحرب ، قال :"كل الدول تتستر وتضفي صبغة مثالية على الجرائم التي ترتكبها في حروبها. التفجير الإرهابي لمدينتين يابانيتين وإسقاط قنابل ذرية أمور تمثل جرائم حرب غير مسبوقة في التاريخ. ليس فقط للعنصرية التي تشتهر بها الولايات المتحدة ، وإنما أيضا لتنصلها عن أسوأ جرائم الحرب التي ارتكبتها ناهيك عن جرائم الحرب التي ارتكبها حلفاؤها".