يبدأ وزير الخارجية الاميركي جون كيري مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية خلال زيارته المقررة إلى الدوحة غدا مباحثات في شأن سبل مواجهة التهديدات الإمنية لدول المجلس. ومن المتوقع أن تتناول مباحثات كيري مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون قضايا جديدة «وأكثر صعوبة» وفق ما يراه سفير الولايات المتحدة السابق لدى دمشق والرياض ريتشارد ميرفي. وقال ميرفي في حديث خاص مع وكالة الأنباء الكويتية "كونا" بمناسبة زيارة كيري إن حاجز تلك المباحثات قد يتخطى قضية التهديد الإيراني لدول المنطقة وإمكانية بيع المزيد من الأسلحة الأميركية لمواجهة هذا التهديد لتتناول قضايا داخلية يعتقد أنها قد تسهم في مكافحة تهديد الجماعات الإرهابية في المنطقة. وأضاف إن «الوقت حان لإجراء مناقشات جدية للغاية بين دول مجلس التعاون الخليجي لتحديد مقدار تدخل الولايات المتحدة بشكل ناجع في الحملة ضد المجموعة الإرهابية». وأوضح ميرفي أن تحفيز مثل هذه المواقف الإيجابية «يتطلب إثارة مواضيع ينظر اليها وفق التقاليد على أنها شؤون داخلية محضة لا تملك الولايات المتحدة حق التدخل فيها». ورأى ميرفي أن الإدارة الأميركية «لن تتمكن من مواصلة التدخل العسكري ضد تنظيم "داعش" في المنطقة ويتعين مناقشة كيفية تحفيز مواقف إيجابية من دول مجلس التعاون وضمن حدودها بحيث تواجه نداءات تنظيم "داعش"». واعتبر أن «تنظيم "داعش" يشكل خطرا أكبر على دول الخليج من إيران» وأن «التهديد الرئيسي لدول الخليج في الوقت الحاضر هو تنظيم "داعش" وليست إيران التي لن تهاجم تلك الدول». وأوضح أن دول الخليج تعلم أن لديها ضمانات من الولايات المتحدة ضد أي عدوان خارجي في إطار الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين وسط تنامي الشكوك حول استمرار تفعيل تلك الضمانات أمام تفاقم التهديدات التي يشكلها النزاع الطائفي على أمن المنطقة. وأعرب ميرفي عن اعتقاده بأن كيري سيركز أيضا بشكل خاص على الجهود الديبلوماسية والسياسية لا سيما ما يتعلق بالملف السوري في ضوء إجماع شركاء واشنطن على ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية وليس حلا عسكريا. ونوه ميرفي إلى أن دول مجلس التعاون «لم تعقد مباحثات كافية فيما بينها حول ما يتعين فعله في شأن سورية ومع من يجب التعامل من الفصائل السورية المشتركة في النزاع». وأكد على ضرورة أن تكون محادثات يوم غد في الدوحة «فرصة لدول مجلس التعاون لطرح المشكلات المحددة في سوريا والمشكلات المتعلقة بتنظيم "داعش"» التي لا تمتلك الولايات المتحدة حلا لها.