قد يتبع شخصين نظام غذائي معين، ويقومان بنفس التمارين الرياضية اليومية، ولكن يختلف لديهما معدل فقدان الوزن. كما أنه يوجد بعض الأشخاص النحيلين ولكن لا يتمتعون بصحة جيدة، ويوجد أشخاص بدناء يتمتعون بصحة أفضل. هذه التساؤلات تبحث عن تفسيرات لها المبتعثة السعودية من جامعة الملك عبدالعزيز وريد العنيني ، المشاركة ضمن فريق بحثي بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية الأوربية، مثل البنك الحيوي البريطاني والذي يدعم البحث بالصور والحالات والبيانات. يهدف البحث لمعرفة مدى تأثير الدهون الموجودة في جسم الإنسان على صحته، وذلك من خلال عمل أشعة بالرنين المغناطيسي، لمعرفة ما إذا كانت هذه الدهون موجودة على الأعضاء الداخلية كالقلب والكبد والبنكرياس، آم إنها موجودة تحت الجلد . طبياً وجود الدهون على الاعضاء الداخلية للجسم يعتبر من أحد المسببات الرئيسية لحدوث الأمراض المزمنة كالسكري أو مرض ارتفاع ضغط الدم، وهما من أكثر الأمراض انتشاراً في العالم، بحسب منظمة الصحة العالمية . معرفة الاوزان المثالية للاشخاص تتم عن طريق احتساب كتلة الجسم لتقسيم الأشخاص كسمنين او ذوي زيادة وزن زائد، فإذا كانت كتلة الجسم اكثر من ٣٠ كجم/م(تربيع) يعتبر بدين . وكتلة الجسم هي النسبة بين الطول والوزن، وفي الحقيقة هذه الوسيلة المستخدمة في التصنيف هي غير دقيقة، كونها ليست وسيلة قياس مباشرة. الاختلافات العرقية تلعب دوراً مؤثر في أماكن وكمية تخزين الدهون في الجسم، بالإضافة الى أسباب اخرى فمثلاً مقاتلين السومو، كتلة اجسامهم تبدأ من ٤٥ كجم/م٢، مما يصنف داخل نطاق السمنة المرضية، ولكنهم يتمتعون بصحة افضل، ومعدل إصابتهم بالأمراض اقل بكثير من أشخاص تكون أوزانهم اقل منهم . والسبب أن مقاتلين السومو لديهم توزيع صحي للدهون داخل الجسم. وبالتالي هذا يؤكد أن حساب كتلة الجسم ليست وسيلة دقيقة لمعرفة معدل الاحتمال للإصابة بالأمراض المتعلقة بزيادة الوزن . الصورة السابقة هي من جهاز التصوير المغناطيسي، والذي يعتبر من افضل التقنيات المستخدمة في قياس كمية وأماكن توزيع الدهون والتفريق بين انواع الدهون . هذه الأشعة لشخصين في نفس العمر والجنس وكذلك كتلة الجسم، ولكن يوجد اختلاف بأكثر من أربعة لترات من الدهون الضارة. ومع توفر اكثر من ٣٠٠٠ صورة رنين مغناطيسي لأشخاص من مختلف الأعراق و باستخدام هذه الاداة الدقيقة والمباشرة سيقوم الباحثين بقياس كمية وأماكن تخزين الدهون . كما سيتم عمل دراسات للجينات المتعلقة بجميع الحالات المشمولة في نطاق البحث، لإيجاد ما اذا كان هناك أسباب جينية او وراثية محددة تلعب دورا أساسي ومؤثر في تخزين وإنقاص الدهون من الجسم. حالياً يتم عمل قياس للدهون الموجودة في الكبد والبنكرياس لما يقارب ١٦٠٠ شخص من مختلف الأعراق الأوروبية والجنوب آسيوية، وسيتم اكمالها بقياس مجموع الدهون لدى الأشخاص باللتر، ومقارنتها بنمط الحياة والعمر والجنس وغيرها من العوامل المؤثرة . يتضمن البحث مرحلة استكشافية حيث سيتم وضع مجموعة من الأشخاص تحت نظام غذائي معين وبحسب عدد معين من الرياضات اليومية وقياس كمية فقدان الوزن لديهم بعد فترة ٣ أشهر لإيجاد كمية الفروق في خسارة الوزن بين الأجسام والأسباب المؤثرة وراء ذلك. يسعى الباحثين مستقبلاً في هذا المجال بإضافة حالات من العرب والسعوديين خاصة، ضمن قاعدة البيانات البحثية حتى يعود بالفائدة على المملكة العربية السعودية والتي تعاني من نسب مرتفعة جدا في عدد المصابين بالسمنة والأمراض التابعة لها كأمراض السكر وارتفاع ضغط الدم. هذا البحث سيساعد في تطوير طريقة جديدة لفهم آلية تطور الأمراض المزمنة المتعلقة بالسمنة والذي سيؤدي بدوره الى استخدام أفضل لعلاجات السمنة الحالية ويعزز من جدواها. كما أن البحث يهدف للمساعدة في تصميم علاجات شخصية للسمنة تصمم بحسب الاحتياجات الدقيقة للأشخاص، والتي تختلف ابتداءا من وضع أنظمة غذائية بسرعات حرارية محددة، و وصولا الى إجراء عمليات جراحية. وبالتالي التوفير في ميزانيات الدول المصروفة على السمنة والتي تقدر في بريطانيا وحدها بما مجموعه ٤٢ بليون جنيه إسترليني سنويا، كمجموع الصرف المباشر والغير مباشر على السمنة بحسب صحيفة قارديان البريطانية.