156 عاماً من تاريخ قناة السويس يمكن أن تراها في جولة واحدة بمعرض تاريخي للقناة أنشئ حديثاً بمدينة الإسماعيلية، على بعد خطوات من الميناء القديم للمدينة ويستعد لإضافة جزء جديد لتوثيق حفر قناة السويس الجديدة المزمع افتتاحها أمام حركة الملاحة بعد أيام. المعرض أقيم بمبنى أثري سكنه المهندس الفرنسي جول جيشار ثاني رؤساء هيئة قناة السويس بعد فرديناند ديليسبس، وكان يستخدم مكتبه مقراً لإدارة ترانزيت الملاحة البحرية من هذا المبنى المطل على القناة وذلك في عام 1869. ويضم المعرض ست قاعات عرض تحتوي على 200 نسخة من الأفلام التسجيلية عن القناة، وصوراً فوتوغرافية ولوحات ترصد مراحل أعمال حفر القناة وحفل الافتتاح، بالإضافة إلى مدة التأميم وإعادة الافتتاح في عام 1975 عقب حرب أكتوبر. لوحات المعرض، حسبما تقول منى الصياد، المسؤول عن إدارته، نسخ من لوحات وصور ومخطوطات وخرائط نادرة تغطي مراحل متنوعة منذ الفكرة الأولى للمشروع ومروراً بالحفر وافتتاح القناة للملاحة العالمية في 17 نوفمبر/تشرين الثاني 1869، وصور لتوسعات القناة التي تجرى بحفر ازدواج قناة السويس الجديدة. وأشارت إلى أن المعرض يحافظ على الشكل التراثي للمبنى والأثاث القديم ليكون في شكله متحفاً في ذاته بخلاف اللوحات المعروضة به. يعوض المعرض الجديد غلق متحف ديليسبس أمام الجمهور، وتأخر ترميم مبنى إدارة قناة السويس القديم، وإعادة افتتاحه كمتحف فني، بعدما كان مقراً للحزب الوطني طوال 30 عاماً قبل حله عقب ثورة يناير 2011. مع افتتاح قناة السويس الجديدة، سيكون أمام المعرض فرصة لإضافة جناح جديد لاستكمال العرض، إذ تُستكمل المعلومات ويوضع تصور كامل عن معرض يوثق لمراحل حفر قناة السويس الجديدة، منذ بدء الحفر الجاف وحتى انتهاء مرحلة التكريك وحركة السفن بها. ومن المنتظر اختيار مبنى مجاور للمعرض الحالي لبدء العمل به. المعرض يستقبل الرحلات التثقيفية من أطفال المدارس، وطلبة الجامعات خاصة كليات الآثار والسياحة، وتقول الصياد جولة داخل المعرض كافية لمعرفة تاريخ قناة السويس. وتحكي قاعات المعرض كل مدة من تاريخ قناة السويس، بدءا من فكرة الحفر الأول حتى الافتتاح والتأميم والتطوير وقاعة خاصة بالمقتنيات التي كان يستخدمها الفرنسيون قبل تأميم القناة من أدوات المائدة وأجهزة راديو قديمة وعملات قديمة وطوابع قديمة.وتحتوي قاعة الحفر على الجدارية التي كانت موجودة في معبد الأقصر لسنوسرت الثالث، الذي حفر أول قناة تربط بين البحرين عبر نهر النيل، ومروراً بإعادة حفر القناة عقب الفتح الإسلامي لمصر، إلى جانب لجنة سان سيمون التي كانت مهتمة بفكرة حفر قناة تربط البحرين.