×
محافظة المنطقة الشرقية

تطويق العنف المدرسي ببرنامج «رفق» الإرشادي

صورة الخبر

ربع قرن على غزو الجيش العراقي الصدامي للتراب الكويتي ، ماذا بقي لنا نحن الكويتيين من آثارالغزو الهمجي العدواني الغاشم ، غير الذكريات المؤلمة و سجل تاريخي تراجيدي سوداوي ، و أما الدروس فلا أظن أنها كانت لكي تكون و لكي تبقى ملهمة للعمل الوطني و بناء الدولة القوية الراسخة الجديدة و المتجددة التي تستنهض مواطنيها على العمل بروح الإيمان و الأمل بمستقبل ناهض و مزدهر... يحدثنا تاريخ هذا الوطن الصغير أن غزوة ( 2 )أغسطس (1990) لم تكن الغزوة الاولى لترابه ، لعلها الأخيرة ، فثمة غزوات تعرض لها بعضها سجلها التاريخ و بعضها الأخر تناساه الزمن ، و من لطف الله و رحمته أن تتكسر رماح الغزاة على صخرة هذا الوطن الصغير و يخرج في كل غزوة منتصراً و قاهراً للأعداء البغاة الهمج الطامعين ، و لم يكن هذا ليحدث لو لا أيمان الكويتيين و تمسكهم بتراب وطنهم الذي هو بقيتهم الباقية في الدنيا جيلاً بعد جيلٍ ، و لعل المناسبة ليست مناسبة لذرف الدموع و البكاء على الأطلال ، و لكن نتذكر الماضي لكي نبني مستقبلاً آمناً و راسخاْ ، هكذا تعلمت الشعوب من دروس ماضيها ، حروب و غزوات و معارك و صراعات و مطامع ، فالعالم لم يهدأ و تاريخ الكرة الأرضية جله حروب و أقله سلام ، دعونا نأخذ التاريخ الحديث الذي ربما عاشه بَعضُنَا كالحرب العالمية الثانية التي لا زالت آثارها و تداعياتها باقية ، هذه الحرب العظمى خرجت منها ألمانيا المعتدية مهزومة و خرج الحلفاء منتصرين و قسمت ألمانيا المهزومة غنائم بين الدول المنتصرة ألى شطرين ألمانيا الشرقية " الشيوعية بالهيمنة السوفيتية " و ألمانيا الغربية " الرأسمالية الحرة بالرعاية الغربية " و ألى جانب ألمانيا المهزومة لم تكن الدول المهزومة أو المنتصرة أفضل وضعاً من ألمانيا المقسمة ، إنجلترا ، أيطاليا ، فرنسا ، اليابان و تركيا و بلدانٍ أخرى ، أمريكا وحدها التي نجت من الخسائر الفادحة ، في خلال بضعة أعوام من الحرب إستعادت هذه البلدان ما هدمته الحرب ، و غدت قوة صناعية و علمية متقدمة و قاهرة ، لذلك عندما نقول أننا لم نستفد من دروس الغزو فذلك لأننا حقيقة لم نستفد ، الغزو و الأنتصار كانا فرصة لأعادة ترتيب و تنظيم الدولة مجدداً على أسس أقتصادية و إنتاجية و علمية و تعليمية و أجتماعية و سكانية مستقاة من دروس الغزو ، إلا ان ذلك لم يحدث فعادت حليمة لعادتها القديمة ، و كأن الغزو و انهيار الدولة و تشريد الشعب و تدمير الاقتصاد لم يكن ألا غيمة عابرة في صيف ساخن (!!) لعل ليس من الحكمة بمناسبة ذكريات الغزو الآثمة البكاء على اللبن المسكوب ، و لكن الحكمة المطلوبة هي أن نحافظ على البقية الباقية من اللبن غير المسكوب ، فالكويت ليست محطة عابرة في منتصف الطريق و لكنها وطنٌ نحتاج أليه و يحتاج ألينا و علينا أن نؤمن بمستقبل هذا الوطن و نتشبث بترابه تشبث الرضيع بصدر أمه ، لقد عشنا سبعة أشهر من الاحتلال البغيض كانت علينا كسبعين ألف سنة ، أنه وطن البكاء عليه من القلب مستحق ، فلا قيمة للإنسان بلا وطن و بلا هوية وطنية ، فلا شيئ يعدل الوطن، هكذا غنى الشعراء على الأوطان و هكذا ينبغي أن نعي ماذا يعني لنا الوطن ... حسن علي كرم