لمعت الممثلة اللبنانية دارين حمزة في العديد من الأدوار، وطبعت بصماتها الفنية محلياً وعربياً ودولياً، عشقها الأول السينما رغم إطلالاتها التلفزيونية المتعددة، ترى أن النص الجريء يشدها، قرنت رؤيتها بالعمل وحيث في كل أدوارها تخرج على المألوف، كما حالها في مسلسلات طالبين القرب والغالبون وأحمد وكريستينا، وفي السينمافندق بيروت ويللا عقبالكن وغيرها من الأعمال وفيها تظهر مقدراتها الفنية وتزيد ثقتها بما تقدمه أكثر. * ماذا شاهدتِ من مسلسلات رمضان وكيف وجدتها؟ - للأسف لم أستطع متابعة العدد الكبير من الأعمال الرمضانية، كنت منشغلة في تصويرأحمد وكريستيناوالعرّاب نادي الشرق اللذين استمر تصويرهما بعد بدء عرضهما، سعدت بنجاح أحمد وكريستينا كعمل لبناني خاض المنافسة الرمضانية الضخمة. * كيف تقيمين مشاركتك في العراب نادي الشرق كعمل مقتبس؟ - اقتباس جيد متلائم مع الواقع العربي الراهن. * سمعنا عن استعارة مقاطع جاهزة من سيناريو فيلم العراب لفرانسيس فورد كوبولا. - لا أعرف هذه التفاصيل الدقيقة ولكن عندما يتم اقتباس عمل ما وبالعنوان نفسه، فإنه يحدث استعارة جمل من النص الأساس. * هل أجريت مقارنة بين العرّابين؟ - هذا اختصاص النقاد والجمهور، أحببت العراب لصديقي المخرج المثنى صبح وعملت بإدارته في الدوامة، إنما لم أستطع فهم مغامرة الفنان عاصي الحلاني الذي فشل بأدائه التمثيلي، فعرّض نفسه للمحاكمة أمام جمهوره. * شاركتِ في أعمال لبنانية وسورية وإيرانية وفرنسية، أين وجدتِ نفسك أكثر؟ - أحب صناعة الدراما السورية والمصرية، أصحابها يعرفون تماماً كيف يسيّرون العمل، وكلبنانية أحب الإطلالة بلهجتي المحلية والمشاركة في صناعة الدراما اللبنانية التي بدأت تفرض نفسها، أما بالنسبة للأعمال المختلطة فهي موضة أحبها الجمهور مؤقتاً، لكنه ارتد إلى العمل ذي الهوية الواحدة. * هل يقدّر صناع السينما موهبتك؟ - نعم، أصبحت معروفة في هذا المجال ويتم انتقائي كمحترفة، عموماً في السينما يتم اختيار المحترفين ليأتي العمل بالجودة المطلوبة. * هل معايير الجمال والحسابات الشخصية سائدة في لبنان؟ - نعم، إلى حد بعيد، لو تطرقنا إلى موضوع الجمال نجد أن النجمات العربيات اللاتي حلّقن لا يتمتّعن بقدر عال من الجمال ووصلن لأنهن نزلن إلى الشارع وخاطبن المجتمعات، إلى ذلك الدراما اللبنانية متصنعة وقليلة الأعمال الحقيقية التي اعتبرها وميض ضوء لما يجب أن يكون عليه الحال، ومنها بيروت واو الذي قدّمه فادي نصر الدين، وحكى فيه عن الناس والمياه والكهرباء ولم يختبئ خلف إصبعه، كذلك أحمد وكريستينا الذي تناول الطائفية وهي أزمة نعانيها منذ نحو 50 عاماً والآن بدأنا الحديث عنها. * ما الدور الذي تبحثين عنه؟ - أبحث عن الدور المختلف والجديد، أكره تطويق شخصيتي في إطار واحد ومحدد، شروطي ليست صعبة في اختيار الدور، بل أتطلع إلى القصة والسيناريو ثم الإخراج، ومن الجميل أن خياراتي كانت مع سمير حبشي وحاتم علي وغيرهما من المبدعين الذين راقني العمل معهم، كذلك أسأل عمن يشاركني العمل وكنت سعيدة بالوقوف مع جمال سليمان وعابد فهد وغيرهما. * هل تقدرين على تصوير أكثر من عمل في وقت واحد؟ - نعم، وحصل ذلك أخيراً في العراب وأحمد وكريستينا، جمانة تختلف عن راحيل لذا استطعت التماهي مع الشخصيتين ولم آخذ إحداهما معي خارج نطاق التصوير، تعلمت وقف عيشي مع الشخصية عند سماع كلمة cut. * هل تطمحين لخوض غمار الدراما الخليجية؟ - الموضوع رهن العروض التي ربما أتلقاها، أؤمن أن الفن يخترق الحدود الجغرافية. * تقولين إن السينما عشقك الأول، هل تشعرين أن فيلم فندق بيروت ظلمك كون الناس لم تتقبل جرأتك فيه؟ - لا يمكنني تأدية دور الشريرة أو الملاك فحسب، أبحث عن المختلف والجديد، إن أديت شخصية لم يحبها الجمهور لا أتأزم بل أُتابع مشواري وأطلب إلى جمهوري أن يتقبلني كامرأة معنّفة وعاشقة وخائنة لبلدي وغيرها من الأدوار المعقدة، واقع الأمر أن الجمهور يعرف ذلك إلاّ أنه مع الأسف يظلم الفنان ويدفعه للتدقيق في اختياراته. * هل أنتِ نادمة على دور ما لعبته؟ - إطلاقاً، أفتخر بأعمالي ونجاحاتي، وشغفي في السينما يجعلني لا أتعب وأستمر في العطاء والتعلم. * ماذا يشغلك اليوم من أعمال؟ - انشغلت بتصوير فيلم بالحلال مع المخرج والكاتب أسد فولدكار، إنتاج ألماني - لبناني (الصبّاح)، يحكي قصص من يتعرضون لمشاكل زوجية وكيف يجدون لها الحل المناسب بالحلال، إلى ذلك أستعد لتصوير فيلم جديد من بطولتي وإنتاجي مع طارق سكاف، ما زلنا في طور البحث عن عنوان له، درامياً. أنا في استراحة ريثما أتلقى النص الذي يرضيني على الصعيدين الشخصي والفني. اللهجات واللغات عن كيفية التعامل مع اللهجات في أعمالها الفنية العديدة باعتبارها تعتز بلهجتها الأصلية تقول دارين حمزة: أديت باللهجة الشامية مع حسن العلي وكان لي الشرف أن أقوم بهذا العمل خاصة أنه اختارني رغم وجود شاميات محترفات، لكنني التقطت اللهجة الشامية، وكانت أكثر صعوبة من المصرية التي أتقنتها في الدوامة، حيث جسدت سامية، وأصعب من الاثنتين اللغة الفارسية التي ساعدني على تعلمها متخصصون، فيلم كتاب قانون من بطولتي، أتقنت اللغة جيداً، وتماهيت كلياً مع الدور وسعدت بالاحترافية العالية التي يمتلكها الإيرانيون، أما بالنسبة لأدواري التي استلزمت تعلم العبرية فوجدتها صعبة واكتفيت بتعلم النصوص التي سأؤديها، حيث لا أستطيع حفظ نص من دون فهمه، وبالتالي أفتقد الإحساس به، أخوض غمار اللهجات واللغات لأنني جريئة ومجتهدة وأدرس للعمل الذي لا يستطيع غيري تقديمه.