أنهى رؤساء 16 من كبريات الشركات المغربية في مجال الصناعات التقليدية قبل بضعة أيام زيارة ترويجية في دول الكويت وقطر والإمارات، وكان الهدف الأساسي لهذه الزيارة إقامة شراكات بين المنتجين المغاربة والمستثمرين الخليجيين لضمان حضور أكبر للمنتجات المغربية في الأسواق الخليجية. وقاد افتتح زيارة الوفد في الكويت وزير الصناعة التقليدية المغربي عبد الصمد قيوح، وامتدت الزيارة من الثامن من الشهر الجاريإلى العشرين منه، وتميزت بعقد لقاءات عمل ثنائية بين رجال مغاربة ومستثمرين من الدول الخليجية الثلاث. وتنشط الشركات المكونة للوفد المغربي في مجالات السيراميك والزرابي والمنتجات الجلدية والخياطة والتصميم والأثاث ومقتنيات الديكور والشموع والملابس المغربية التقليدية ومنتوجات التجميل والأدوات النحاسية والخشبية والحديد المطروق والفسيفساء التقليدي. وصرح وكيل عام وزارة الصناعة التقليدية محمد مفكر للجزيرة نت بأن زيارة رجال الأعمال المغاربة تندرج ضمن مساعي الترويج لمنتجات الصناعة التقليدية المغربية، والتي تتم من خلال وسيلتين هما المعارض التجارية واللقاءات الثنائية بين رجال الأعمال المغاربة مع مستثمرين محتملين من الخارج، وأضاف أنه سبقللوزارة عقد معارض تجارية في دول الخليج ترك صدى طيبا ومنهامعرض في سلطنة عُمان في 2011 والسعودية خلال العام الجاري. " من بين صيغ الشراكة بين الجانبين المغربي والخليجي هو إنشاء فروع في دول الخليج لشركات مغربية وهو ما يسهل إيجاد منافذ ترويج لمنتجات الصناعات التقليدية " إطار مؤسساتي وأضاف مفكرأن هناك تواصلا سابقا بين المنتجين المغاربة والمستثمرين الخليجيين غير أنه لم يكن في إطار مؤسساتي، و"لهذا حرصت وزارة الصناعة التقليدية على الدفع باتجاه إيجاد شراكات بين منتجين مغاربة وموزعين خليجيين". وأشار مفكر إلى وجود طلب كبير على منتوجات الصناعة التقليدية التي تعبر عن نمط العيش المغربي وليست فقط مقتنيات للديكور بلتعبر عن هوية الشعب المغربي، وذكر المسؤول المغربي أنه منذ سنوات والصناع المغاربة يأتون إلى دول الخليج لتشييد مساجد ومعالم يبرز فيها المعمار المغربي، مضيفا "عندما نتحدث عن المعمار فلا يتعلق الأمر بالبناء فقط بل أيضا الزرابي والخشب وغيرها". وأضاف المتحدث نفسه أنه سيكون لهذه الزيارة للدول الخليجية الثلاث آثار تظهر فيما بعد، حيث ستصبح للمنتجين المغاربة قنوات اتصال مباشرة لإقامة عقود بين الطرفين، وستساهم الوزارة بمواكبة هذه الاتصالات لتقديم الدعم الممكن، كما أنه من بين صيغ الشراكة بين الجانبين المغربي والخليجي إنشاء فروع في دول الخليج لشركات مغربية، وهو ما يسهل إيجاد منافذ ترويج لمنتجات الصناعات التقليدية. وقال فؤاد البرنوصي -وهو مدير شركة آرتكو المتخصصة في تصميم وصناعة السجاد المغربي المعاصر- إن كل شركة من الشركات المكونة للوفد المغربي قد أجرت في قطر قرابةعشرة لقاءات مع مستثمرين قطريين. " رجال الأعمال الخليجيون شددوا على ضرورة فتح المنتجين المغاربة مكاتب اتصال في دول الخليج " حاجياتالخليجيين وأضاف في تصريح للجزيرة نتأن ميزة المستثمرين القطريين والكويتيين أنهم يستثمرون في العديد من المجالات، بحيث تجدهم يجمعونبين ميدان البناء والديكور والتأثيث والهندسة المعمارية، وأشار البرنوصي إلى أن رجال الأعمال الخليجيين شددوا على ضرورة فتح المنتجين المغاربة مكاتب اتصال في دول الخليج، معتبرين أن هناك طلبا على منتجات الصناعة التقليدية المغربية في السوق الخليجية، غير أن المطلوب أيضا هو توفر هذه المنتجات بشكل دائم لتجاوز بُعد المسافة بين المغرب ودول الخليج. وذكر المستثمر المغربي أنه تم التوقيع في الكويت على شراكة بين شركة مغربية ومستثمر سعودي، وتقضي بفتح الأخير فرعا لهذه الشركة في دول الخليج. للإشارة فإن رقم معاملات الصناعة التقليدية المغربية يناهز حاليا 17 مليار درهم (ملياري دولار) مقارنة بعشرة مليارات درهم (1.1 مليار دولار) في العام 2007،ويشغل القطاع ما يفوق خمسين ألف شخص.