لم تحمل عمليات البحث عن غريقي صلالة عبدالله ومنصور محمد سرور شهوان الظاهري اللذين اختفيا منذ عصر الخميس قبل الماضي أي جديد حتى مع استمرار جهود تمشيط الشواطئ من قبل الدفاع المدني وأهالي مرباط، إضافة إلى الصيادين الذين يواصلون البحث. بالأمس، أعلنت الهيئة العامة للدفاع المدني والإسعاف أن الجهود ما زالت مستمرة وستستمر حتى العثور على الشقيقين، داعية إلى توحيد الدعاء جميعاً بأن يقر عيون والديهما بعودتهما إليهما، فيما ساعد الجزر مساء أمس الأول على تكثيف البحث خلال الفترة المسائية، إلا أن التمشيط لم يكشف عن جديد. وواصل الأهالي من ولاية مرباط خاصة، ومحافظة ظفار عامة التواجد في المخيم المقام في موقع الغرق للتعبير عن تضامنهم مع الأسرة وفرق الإنقاذ وتقديمهم العون من أجل تسريع عملية العثور عليهما، حيث واصل الأهالي تمشيط الشواطئ بالسيارات والدراجات النارية والبحث بين الصخور لإنعاش عمليات البحث التي تتم بوجود رجال الإنقاذ والإسعاف بمعداتهم التي ترابط في الموقع منذ تلقي البلاغ عصر الخميس وحتى الآن. من جانبهم، تحدث عدد من الغواصين المرابطين في الموقع في تصريح خاص لالخليج حول ملابسات عمليات البحث وما يكتنفها من صعوبات، حيث أشار الغواص المحترف نايف محمد عامر العمري إلى أن برودة البحر الشديدة أسهمت في عدم طفو الجثث إلى الآن، مؤكداً أن الجثث في حال تحللها لكان البحر قد نفثها، لكنها لا تزال كما هي. وأضاف أن من أصول السباحة عدم مقاومة التيارات، بل السباحة معها حتى يتم إنقاذك ولو قاومت لمدة خمس دقائق ضد التيار تصاب بشلل في اليدين ومن ثم تغرق. أما فيصل سالم باعمر وهو غواص صفيلح (أذن البحر) فيقول إنه عثر على جثة احد المواطنين العمانيين الغرقى في منطقة الدمر عام 2009 في عملية بحث مشتركة مع المواطنين، ويشير إلى أنه عثر على الجثة في حفرة رملية تحيط بها الصخور غرقت قبل العثور عليها بساعتين فقط. وقال إن عملية الغوص صعبة بسبب برودة المياه وانعدام الرؤية بسبب التيارات البحرية التي تثير الأتربة تحت سطح البحر. وكان الشباب الأربعة، وهم ثلاثة أشقاء وابن عمهم يقضون عطلة العيد في صلالة، وفي اليوم الثاني لوصولهم اتجهوا إلى منطقة مرباط التي تجتذب الزوار القادمين إلى ظفار للتمتع بشواطئها ورغبة في ممارسة السباحة، حيث أدت حالة البحر التي تغيرت فجأة من الوضع العادي إلى الهائج، إلى جرفهم جميعاً إلى البحر، وبعد محاولات للعودة إلى الشاطئ تمكن كل من الشقيقين عرار وعبدالله وابن عمهما محمد من النجاة، لكنهم شاهدوا منصور لا يزال يصارع الأمواج حيث اتجه شقيقه عبدالله لمساعدته لكنه اختفى معه. من جانب آخر، حذر مصدر في شرطة عمان السلطانية من هيجان البحر وأمواجه العالية في موسم الخريف في جميع الأوقات وفي كل المناطق، داعياً إلى تجنب النزول إلى البحر، ووجوب مراقبة الأطفال عند التواجد بالقرب من الشواطئ؛ فعادة ما يتعرض الأطفال لحوادث الغرق عند قيامهم بممارسة السباحة في البحر، وذلك بسبب عدم إدراكهم للمخاطر، كما أن من أهم أسباب حوادث الغرق اصطحاب الأطفال إلى البحر من دون رعاية ورقابة من الكبار، والسماح بنزول أكثر من طفل واحد في البحر مما يصعب السيطرة عليهم، وعدم ارتداء سترات النجاة، وقيام بعض المواطنين والمقيمين بالسباحة في الأماكن التي توجد فيها تيارات بحرية وأمواج عاتية مما يشكل خطراً عليهم لعدم إلمامهم بمهارات السباحة، ومحاولة بعض الشباب السباحة رغم جهلهم بمهارات السباحة تجنباً للحرج عن أنفسهم أمام زملائهم.