كل الوطن الرياض خاص النفايات الالكترونيةخطر صامت يتهدد البشرية ومع ذلك يتناسى الناس أو لعلهم يجهلون ويتجاهلون التهديدات الحقيقية التي تتربص بحياتهم وتهدد صحة الأجيال القادمة هي خطر قاتل يتضاعف كل يوم في صمت ويصمت الناس ولا يهمسون ببنت شفة وقبل ان يفتك بنا هذا الخطر أو لعله بدأ فعلا (كل الوطن) تفتح الملف الساخن حول النفايات الالكترونية وأخطارها و كيف تتصدى بعض الدول العربية ذلك: اليمن: بين خطورة الوضع وغياب الوعي وخفوت الدور الحكومي ماذا تعرف عن النفايات الإلكترونية ؟ .. سؤال فاجأ الكثير ممن استطلعنا آراءهم في العاصمة اليمنية صنعاء مثقفين وغير مثقفين باستثناء القليل الذين لهم صلة بهندسة الإلكترونيات. ويؤكد الجميع أن مصطلح النفايات الإلكترونية غير معروف لديهم، والبعض ممن يعملون على أجهزة الكمبيوتر توقعوا أن تكون النفايات الإلكترونية عبارة عن برامج تشابه إلى حد ما الفيروسات ولها أضرار بالكمبيوتر. في الشارع أنا يهمني فلوس ولا تصدق الخبابير هذي في إحدى شوارع العاصمة صنعاء وبالتحديد في الحصبة، كان يقبع رجل في الأربعين من عمره مفترشا جزءا من الطريق العام، وأمامه كومة ألكترونيات مستخدمة .. دنوت منه لسؤاله عن عمله، حيث قال إنه يقوم بإصلاح الالكترونيات المعطلة راديوهات – مسجلات – تلفزيونات... طلبت من وقته القليل للإجابة على أسئلة كل الوطن حول النفايات الألكترونية فقبل ذلك بترحاب كبير. وبعد أن عرفني باسمه – عبدان الضبيبي – وجه لي السؤال الذي سألته وبلهجته المحلية ويش هيه النفايات هاذي .. فسرت له معنى النفايات الألكترونية، ليجيب قائلا: أنا أول مرة اسمع اللي تقول عنه، لكن لي 15 سنة في هذا العمل، والحمد لله ما فيش أي أضرار، ولن يمسنا إلا ما كتب الله لنا. وعندما سألته عن النفايات الألكترونية أين يلقيها، أكد أن لديه مكان خارج المنزل خصصه للنفايات الالكترونية، حيث يتم الاستفادة منها كقطع غيار وبيعها على أصحاب الخردة. استرسلت معه في الحديث وتبادلنا الأسئلة والفكاهات، لكنه في سياق كلامه أكد أن لديه ألكترونيات تم صناعتها في ستينات القرن الماضي يراد منه إصلاحها، مشيرا إلى أن البعض يحتفظ بإلكترونيات تم اقتنائها في الخمسينات، حيث تظل دليلا لدى الكثير على جودة الصناعة في تلك الفترة، وكتراث ورثه الأبناء عن الآباء. طلبت منه أن يتخلص من النفايات الألكترونية التي لديه لأنها خطرة، لكنه طلب مني الألكترونيات التالفة، مؤكدا استعداده لشرائها مني، مضيفا بلهجته المحلية أنا يهمني فلوس ولا تصدق الخبابير هذي. نستفيد منها اللمبات تحتوي على سموم قد تؤدي إلى الموت وفي ذات السياق يؤكد أحمد صالح ردمان – مدرس أنه لايعرف شيء عن النفايات الألكترونية، قائلا: لم نسمع عما تقول، مشيرا إلى أنه يحتفظ بالنفايات الألكترونية لديه في المنزل، ويتم استخدامها فيما بعد كقطع غيار وما شابه ذلك. ويؤكد طه حمدان – طالب جامعي – أن الكثير من المواطنين يأخذ الكثير من النفايات الالكترونية الملقية في الأرض إلى منزله، بغرض الاستفادة منها أو بيعها فيما بعد لتجار الخردوات. وعن الأضرار يؤكد حمدان أن التكنولوجيا بشكل عام لها أضرار ولها فوائد، وبقدر ما خدمت التكنولوجيا الإنسان حاليا، بقدر ما كانت سببا مباشرا في إلحاق الضرر بصحته وببيئته، وأصبح العالم يعيش في أجواء بيئة غير صحية وغير منتظمة بسبب مخلفات التكنولوجيا ومن ضمنها النفيات الالكترونية. ويؤكد عبده أحمد ياقوت – بائع ألكترونيات – أنه لا يعرف شيئا عن النفايات الألكترونية، لكنه يؤكد أن أي نفايات ألكترونية لديه يقوم بإتلافها ذاتيا. ويضيف: أنا لدي معلومات أن أي تالف من الألكترونيات لابد أن نتخلص منه لأن له أضرار على صحتنا. ويضيف: أنا بدأت بإتلاف الالكترونيا قبل سنتين بسبب أنني أقرب لأحد الموظفين في جمعية حماية المستهلك الذي حذرني من خطورة الإلكترونيات التالفة، وحينها حذرني بشكل رئيسي من خطورة اللمبات، حيث قال: إنها تحتوي على سموم قد تؤدي إلى الموت في كسرها داخل غرفة مكتمة. حسن شوقي الذماري – طباع كمبيوتر – من جهته أكد أنه أول مرة يسمع عن مصطلح النفايات الألكترونية، وتوقع أن تكون النفايات الألكترونية عبارة عن مخلفات برمجية تؤثر على أداء أجهزة الكمبيوتر، مثلها مثل الفيروسات. ويضيف بعد شرح معنى النفايات الألكترونية له: أنا أدرك أن لعوادم السيارات خطورة على حياتنا، ولأشعة الكمبيوتر خطورة على أعيننا، وللتلفون النقال خطورة على آذاننا لكنني لا أدرك صراحة خطورة النفايات الألكترونية. واستطرد: الآن أنت نبهتني لشيء جديد، وأنا أحرص دوما على أن أعيش في بيئة سليمة، وأرفع شعار الوقاية خير من العلاج، متمنيا أن أعود إليه مرة أخرى بعد أن يطلع أكثر عن النفايات الألكترونية للإجابة على أسئلتي. مقلب للخليج المواطن اليمني غير مستوعب لخطورة النفيات الألكترونية لكن مهندسين إلكترونيات حاصلين على مؤهلات تخصصية أكدوا مدى الخطورة التي قد تنجم عن النفايات الإلكترونية خصوصا وأن اليمن بحسب وصف خليل عبدالرحيم – مهندس إلكترونيات – أصبحت عبارة عن مقلب قمامة للنفيات الإلكترونية لدول الخليج العربي بشكل عام. يقول خليل لـ كل الوطن: للأسف الشديد أن المواطن اليمني غير مستوعب لخطورة النفيات الألكترونية على صحة الإنسان فهي مصدر خطير لأمراض السرطان وأمراض الجهاز التنفسي بسبب المواد والمركبات الكيميائية التي تحتويها هذه الأجهزة. واعتبر أن المشكلة الكبرى تكمن في أن النفايات الألكترونية لدول الخليج وعلى رأسها السعودية تورد إلى اليمن، وتباع في أسواقها بدلا من أن يتم إتلافها في تلك الدول. ويضيف: للأسف الشديد أن الإعلام لايؤدي دورا يذكر في التوعية بخطورة النفايات الإلكترونية، وفي العالم أنشئت الجمعيات المتخصصة لمواجهة أضرار النفايات الألكترونية، ومما يؤسف له أن دول أوروبا تستغل بحارنا وتلقي نفايتها الألكترونية وغيرها فيها. المهندس فيصل منصر الشرجي من جهته أكد أن النفايات الألكترونية أصبحت مشكله دوليه حيث أضيفت إلى قائمه المشاكل التي تهدد العالم. واعتبر أن الحل في إعادة هذه النفايات إلى الشركات المصنعة من أجل التخفيف من مخاطرها. وتساءل الشرحي – في مقال له عن جهود الحكومة اليمنية في هذا المجال، متمنيا: أن تكون أجهزة الرقابة ومصلحة الجمارك والحدود مدركة المخاطر الناجمة عن هذه النفايات وأن لا تتهاون مع أي مستورد يقوم بإدخال هذه الآفات – حد وصفه. أين تقف الحكومة الأجهزة الإلكترونية في الأساس تصنع من مواد سامة مثل الليثيوم والرصاص قالت صحيفة السياسية أن الحكومة اليمنية وفي إطار الحد من خطورة النفايات الألكترونية طلبت من الجمارك عدم دخول أي جهاز قديم من المنافذ الجمركية، لكنه – بحسب الصحيفة لم يتم التغلب على المشكلة، حيث لا تزال تدخل مثل هذه الأجهزة تدخل إلى اليمني. كما طلب سحب الهواتف القديمة، غير أنه لم يسحب إلا القليل منها. ونقلت على لسان الخبير الفيزيائي أمين مجلس قسم الفيزياء في كلية العلوم بجامعة صنعاء الدكتور محمد قصيلة، أن : الأجهزة الإلكترونية في الأساس تصنع من مواد سامة مثل الليثيوم والرصاص الخ. وأضاف : من القطع الأكثر ضرراً، المقاومات والمكثفات والبطاريات التي تصنع من الليثيوم، وذلك ينعكس على البيئة والإنسان في اليمن. داعياً الجهات المختصة إلى سرعة الفصل بين المخلفات الإلكترونية عن باقي المخلفات الأخرى وتوعية الناس. ناصحاً الأسرة اليمنية بعدم إيواء الأجهزة الإلكترونية المنتهية والتي تؤدي مخاطر تأتي في مقدمتها الحساسية. وهنا نشير إلى أهم المكونات الخطرة للأجهزة الإلكترونية وتأثيراتها الصحية: الباريوم مثلاً يستخدم لحماية مستخدمي الحاسبات الآلية من الإشعاعات، وإن التعرض للباريوم لفترة قصيرة يؤدي إلى أورام في المخ وضعف عضلات الجسم، ويعمل على إصابة القلب والكبد والطحال بأمراض مزمنة. أما الكروم، فيخترق الخلايا بسهولة ويعمل على تحطيم الحامض النووي ويعد من أكثر العناصر تهديداً للبيئة، وتزن الأدوات البلاستيكية التي تحتوي على عنصر الكروم نحو 13.8 رطلاً في الحاسوب، و26 بالمائة من هذه المواد تحتوي على مركب بي في سي متعدد كلوريد الفنيل. وتحتوي النفايات الإلكترونية على حاويات بلاستيكية مليئة بالأحبار الملونة، وتتكون هذه الأحبار من أخطر العناصر هو الكربون المسبب لأمراض الجهاز التنفسي والسرطان، كما تحتوي هذه الأحبار على معادن ثقيلة، ويوجد الفوسفور، وهو مكونات عضوية كيميائية موجودة في ألواح الفوسفور لها تأثيرات سُمية. أما عنصر الرصاص فله تأثيرات مباشرة وخطيرة على الجهاز العصبي والدورة الدموية والكلى وجهاز المناعة لدى الجسم البشري، فضلاً عن أثره السلبي في النمو العقلي للأطفال، ويتركز الرصاص في الأجهزة الإلكترونية على كل من لوحات التحكم والشاشات 58 رطلاً بالشاشة الواحدة، وبطاريات الحاسوب ولوحات الطابعات. اجتمعنا مع الحكومة المخلفات الإلكترونية لا تزال ترمى عشوائياً جمعية حماية المستهلك من جهتها أكدت أنها عقدت اجتماعا مع وزارة الإتصالات وتقنية المعلومات حول إشكالية النفايات الإلكترونية والمخلفات الناتجة عنها، كونها مسؤولية الوزارة، إلا أنه لم ينفذ شيء على الواقع. وأكدت أن المخلفات الإلكترونية لا تزال ترمى عشوائياً. ومنذ أن وقع اليمن على اتفاقية بازل في قمة الأرض ريو في البرازيل في يونيو 1992، وصادق عليها مجلس الوزراء في 29/ 5/ 93، ومجلس النواب في 15/ 10/ 1995، وصدر القرار الجمهوري بالانضمام إلى الاتفاقية في 3/ 12/ 1995. بعد سنوات من اعتمادها في مارس عام 1989 بمدينة بازل السويسرية، وتوقيع 116 حكومة عليها إضافة إلى الجماعة الأوربية، إلا أنه لم يوجد المشرّع اليمني شيئاً يذكر من التشريعات الملزم، أو يقنن المستوردين للأجهزة المنزلية وإلزامهم بالتخلص منها بعد انتهاء عمرها الافتراضي بطريقة علمية، وذلك لأنها تساهم في إلحاق الضرر بالبيئة والصحة العامة. ************* مصر: سوق المستعمل الباب الخلفي لدخولهاالنفايات الالكترونية في مصر شر لا بد منه ما بين نيران ارتفاع الأسعار وجشع التجار ورغبة الغلابة في البحث عن مكان لهم تحت شمس التكنولوجيا والتقدم، تتحول النفايات الالكترونية في مصر إلى شر لا بد منه، فالحصول على سلعة الكترونية مستخدمة وارد برة- على حسب مصطلح التجار والزبائن على حد سواء- هي سبيل غالبية الشعب المصري لامتلاك كمبيوتر بحالة جيدة أو تليفون محمول ستايل أو بلاي ستيشن نصف عمر دون النظر إلى أن الأجهزة المستخدمة والتي يتم استيرادها من الخارج هي في الأساس نفايات الكترونية لا يجد الغربيون أمامهم سوى بيعها بعيداً عن بلادهم هرباً من قوانين البيئة الصارمة المطبقة في البلدان الغربية، ودون النظر أيضا إلى أن هذه السلع تحمل في طيات إعادة استخدامها كثيراً من المخاطر التي تهدد صحة مستخدميها. من جانبه يشير الدكتور ياسر البارودي الخبير المصري المتخصص في مجالات التدوير إلى أنه لا توجد في مصر سياسة محددة فيما يتعلق بمجال الاستفادة بالنفايات الالكترونية حيث يتم بيع ما يعرف بالنفايات الالكترونية في سوق الجمعة والذي أصبح سوقاً سهلاً للحصول على الأجهزة الالكترونية المستخدمة سواء كأجهزة كاملة أو مجمعة أو كقطع غيار لأجهزة رخيصة الثمن. في مصر إعادة تدوير النفايات الاليكترونية الدول الأجنبية تتخلص من نفاياتها الالكترونية عن طريق تصديرها إلى الدول الأفقر ويضيف البارودي- في مقابلة أجرتها معه (كل الوطن) قال الدول الأجنبية تتخلص من نفاياتها الالكترونية عن طريق تصديرها إلى الدول الأفقر- كما هو الحال في مصر- حيث تستورد الشركات أجهزة الكمبيوتر المستخدمة لتبدأ تلك الأجهزة دورة جديدة من حياتها من خلال عملية إعادة الاستخدام عن طريق إعادة استخدامها سواء كأجهزة كاملة أو بيعها على أنها قطع غيار مشيراً إلى أن النفايات الاليكترونية هي أي أجهزة تعمل بالتيار الكهربائي أو المجالات الكهرومغناطيسية- سواء كانت أجهزة كمبيوتر أو تليفونات أو غيرها- والتي انتهى عمرها الافتراضي ومن المفترض التخلص منها كنفايات. أبخرة سامة وينفي البارودي أن تكون هناك سوق في مصر لإعادة تدوير النفايات الاليكترونية محذراً من أن أخطر ما في تلك النفايات هي الدوائر الاليكترونية الموجودة داخل أجهزة الكمبيوتر خاصة وأنها مواد سامة غير قابلة للتحلل، وبالتالي فإنها تبقى على حالها بالتربة مما يمثل تهديداً كبيراً حيث يلجأ تجار جملة الأجهزة الاليكترونية المستخدمة- وهي المصطلح الشيك للنفايات الاليكترونية- إلى استيراد كميات من الأجهزة على حالها، بعض تلك الأجهزة يكون صالح إلى حد ما للاستخدام الآدمي بينما يكون البعض الآخر تالف، ويتم التخلص من التالف سواء بالدفن تحت التربة أو بالحرق بطريقة غير بيئية، وفي الحالتين تتصاعد أبخرة سامة ضارة على الصحة وعلى البيئة خاصة فيما يتعلق بالدوائر الاليكترونية بكل ما تحمله من مواد سامة غير قابلة للتحلل، أضف إلى ذلك أن هذه المواد السامة تتخلل طبقات المياه الجوفية وتختلط بالمخلفات العادية ناشرة مادة الديوكسين والتي تعد من ألد أعداء الهواء والتربة والمياه الجوفية بكل ما تمثله من تهديد لصحة الإنسان. ويضيف البارودي قائلاً إن كل ما يقال عن إعادة تدوير النفايات الاليكترونية في مصر مجرد دعاية لا تستهدف الشركات من ورائها سوى السعي نحو جمع الأموال تحت زعم إجراء مشروعات بيئية تستهدف خدمة المجتمع. ويشير البارودي إلى أن ما يتم في مصر من إعادة تدوير للنفايات الالكترونية يتوقف عند حدود الأقراص المدمجة والاسطوانات فقط دون غيرها على اعتبار أنها مواد قابلة لإعادة التدوير. عناصر سامة ويحذر البارودي من خطورة النفايات الاليكترونية على الصحة مشيراً إلى أن الذبذبات الصادرة عنها تؤثر على العين وعلى المخ خاصة عندما تكون فاقدة لصلاحيتها، كما أن هذه النفايات تحتوي على عناصر سامة مثل الرصاص والذي تبلغ نسبته 400 جرام في كل شاشة كمبيوتر- ترتفع إلى 2 كيلو جرام في كل شاشة تليفزيون- والزئبق وبعض المركبات المسرطنة الناتجة عن حرق الأجزاء البلاستيكية في هذه الأجهزة والتي تضطر الدول الغنية إلى التخلص منها هرباً من القوانين البيئية الصارمة التي تحكم عمليات إعادة التدوير وشروط إعادة الاستخدام. ويضيف البارودي قائلاً ولك أن تتخيل تلك المخاطر في وقت تشير فيه توقعات الأمم المتحدة إلى احتمال ارتفاع نسبة النفايات الاليكترونية- من أجهزة كمبيوتر وتليفزيونات وتليفونات محمولة وبلاي استيشن بمقدار 500% خلال العقد القادم. وحول كيفية التوصل لحل لمواجهة مشكلة المخلفات الصلبة- ومن بينها النفايات الاليكترونية- في مصر يشير البارودي إلى أن مشكلة المخلفات الصلبة في مصر أنها ابن لقيط ليس له أب شرعي. جزء من المسئولية ملقاة على الوحدات المحلية على اختلاف مستوياتها, وجزء آخر ملقى على وزارة الصحة, وآخر على الري, ورابع على الإسكان والري والزراعة, وجزء شكلي على وزارة البيئة والتي لا تملك أي شيء طبقاً للقانون كي تقوم بأدائه. ويضيف البارودي بأن الموضوع كله يحتاج لإنشاء كيان اسمه الهيئة القومية لإدارة المخلفات الصلبة من مختلف مصادرها, سواء كانت صناعية أو زراعية وغيره بحيث أن أي قمامة تخرج من أي مكان بأي وسيلة أو صورة تكون هناك هيئة على مستوى قومي تكون مهمتها منح تراخيص متناهية الصغر لوحدات مملوكة للقطاع الخاص من الشباب من أجل العمل في إطار نظام صارم شبيه بما يحدث في الولايات المتحدة الأمريكية، والأهم من ذلك أن تكون هناك مدافن يمكن أن تقوم به الحكومة على مستوى قطاعات كبرى, القاهرة مثلاً بها أربع شركات متعاقدة, ومتعهدة بإنشاء مدفن للنفايات على الرغم من أن تكلفة المدفن الواحد تتراوح بين 28 إلى 40% من تكلفة العملية. والأفضل استبدال المدافن الصحية في أحياء أو قطاعات القاهرة بمدافن تخدم قطاعات. حيث يجد الغلابة ضالتهم سوق الجمعة الأكثر شهرة من حيث التخلص من النفايات الاليكترونية ويعد سوق الجمعة الذي أشار إليه الدكتور ياسر البارودي في حديثه معنا السوق الأكثر شهرة من حيث التخلص من النفايات الاليكترونية- أو ما يعرف شعبياً وإعلامياً بإعادة تصريف الأجهزة الاليكترونية المستخدمة. ففي داخل سوق الجمعة- والذي يقع في حي البساتين وتحديداً أمام مسجد الكحلاوي- تباع الأجهزة الاليكترونية المستخدمة- أو التي يعاد تدويرها- حيث يجد الغلابة ضالتهم للحصول على تلك الأجهزة مستفيدين برخص ثمنها في رحلة البحث عن بضاعة رخيصة دون النظر إلى مصدرها حتى لو كان مصدرها أنها مسروقة من أصحابها رافعين شعار أن الذنب يقع على من سرق وليس على من اشترى بضاعة مسروقة. فداخل السوق يمكنك الحصول على جهاز كمبيوتر مستخدم- بكامل محتوياته- بثمن يبدأ من أقل من 500 جنيه، والعجيب أن نفس الجهاز يمكنك شراؤه من مولات كبيرة بالقاهرة وضواحيها بمبلغ يزيد بما قيمته بحوالي 250 جنيهاً عن هذا المبلغ، كما هو الحال في مول سفينكس بالمهندسين وسوق العصر بمصر الجديدة وكمبيوتيك بمدينة نصر، والتي تعد أشهر أسواق بيع الأجهزة الاليكترونية في مصر، لكنها في الوقت ذاته تعد سوقاً رائجاً للترويج للنفايات الاليكترونية من خلال بيع الأجهزة الاليكترونية المستخدمة. ************* الجزائر: تخصيص 9 مليار دولار سنويا لحماية البيئة والنفايات الالكترونية تتعامل معها كنفايات صلبة تعتبر الجزائر من الدول النامية التي ما تزال سيايتها البيئية تواجه تحديات كبيرة بشكل عام فيما تصنف النفايات الالكترونية كنفايات صلبة تشملها القوانين السارية المفعول في هذا الاختصاص من جمع ونقل وإعادة استعمال او استثمار كونها من المواد الجديدة التي لم تكن منتشرة على نطاق واسع بالجزائر الا في السنوات العشرة الأخيرة وتولي الجزائر عناية كبيرة بمجال البيئة وخصصت لها وزارة خاصة مما يعكس اهتمام القيادة في هذا البلد بصحة الإنسان انتشار الحواسيب والهواتف المحمولة أمام حداثة هذه النفايات ما تزال طريقة التخلص منها غير مقننة بشكل خاص بل مدرجة ضمن النفايات الصلبة كالحديدية والنحاسية وتعرف الجزائر خلال السنوات الأخيرة بفعل الانتعاش الاقتصادي الذي شهدته البلد بعد ارتفاع أسعار البترول منذ حرب العراق سنة 2003 بحبوحة انعكست على المداخيل الفردية مما ساعد بشكل لافت على انتشار الحواسيب والهواتف المحمولة لدى شرائح واسعة من عامة الشعب الجزائر البالغ تعداده نحو 35 مليون . ومن شان هذا الانتشار ان يحدث مشكلة بيئية في المستقبل مترتبة عن النفايات الالكترونية التي تخص الاجهزة التلفزية والحواسيب والهواتف النقالة التي انتهت صلاحية استعمالها لما تتشكل من مواد مضرة بالبيئة على الصعيدين البشري والمحيط خاصة ان بعضها تنتنج مواد مسرطنة . وفي هذا الإطار وأمام حداثة هذه النفايات ما تزال طريقة التخلص منها غير مقننة بشكل خاص بل مدرجة ضمن النفايات الصلبة كالحديدية والنحاسية وغيرها من المواد . وتخصها الجزائر بترسانة من القوانين للتكفل بمجال حماية البيئة واستفادت من التجربة اليابانية في هذا الاختصاص باعتبارها تجربة رائدة من خلال تكوين اطارات مختصين في تسيير النفايات واسترجاعها لإعادة استثمارها . ترشيد ومراقبة وإزالة التلوث النفايات الالكترونية يتم التعامل معها في هذه المرحلة كنفايات صلبة لطبيعتها الحديثة رغم حجم أخطارها المستقبلية وتبرز اهتمام الجزائر بالبيئة ايضا من خلال تخصيصها ب12 قانونا تنظم وتؤطر العمل البيئي داخل الدولة وإنشاء العديد من المؤسسات الوطنية لتحسين وترشيد ومراقبة وإزالة التلوث وهوما يؤكد على أن هناك صحوة قوية في مجال الحفاظ على البيئة وتخصها بأكبر ميزانية بالمنطقة العربية تقدر بأكثر من 9 ملايير دولار سنويا . الا ان النفايات الالكترونية يتم التعامل معها في هذه المرحلة كنفايات صلبة لطبيعتها الحديثة رغم حجم أخطارها المستقبلية وهو ما يجعلها محل بحث ودراسة من طرف الجهات المختصة سيما وان الجزائر وقعت على معظم الاتفاقيات الدولية المتعلقة بحماية البيئة .