×
محافظة حائل

حائل: «ثلاثيني» يقتل ابنه ويصيب زوجته بطلقات نارية

صورة الخبر

عودة مع أغسطس بتفريغ الجيوب الله يستر من أغسطس حارق الجيوب والبنوك، هكذا قالها لي الحاج موسى سائق الأجرة ذو اللّحية المختلطة بياضاً وسوادا، وهو يهم بإدارة محرك مركبته، وهو يكرّرها لي أثناء إقلالي من المطار عائداً من العمرة، رغم أنّ مكيف المركبة يعمل، إلا أنه كثير التأفف لشدة الرطوبة وحرارة الشمس. ما أهمني فيه هو أنني أرى فيه كل شيء جميلا وحيا، وأكثر شباباً وعنفواناً، فابتسامته عنوانه اليومي، وكثيرا ما يوزعها على الركاب، ولا تفارق شفتيه منذ أن استلمني من باب المطار. عفواً... لماذا هذه الشعيرات البيضاء في لحيتك وأنت لا تزال شاباً؟ لم لاتصبغها كما يصبغ كبار السن شعر رؤوسهم؟ قلتها بضحكة بعد أن رفع الحاجز بيني وبينه، فابتسم لي ايضاً قائلاً يا ابني المشكلة ليست في صبغ الشعيرات البيضاء وإخفاء العيوب، المشكلة تكمن في قلب الإنسان وما يحمله من حب أو حقد وحسد، ثم سكت وهو يخفض من صوت أم كلثوم في مقطع من اغنيتها مكة وفيها جبال النور، ولا أدري ما كان قصده، لكنني عدت أسأله مرة ثانية وأنا اكثر حرجاً منه فهو في سن والدي، وهو يستعرض مهاراته في القيادة، يتأفّف من سرعة المركبات التي تتجاوزه بصورة غير قانونية. يا ابني قلب كل انسان كنزه الذي لا يفتحه إلا لزوجته وحبيبته فقط، حتى رجل الأمن قد لا يستطيع أن يحصل على شيء منه إلا بالقوة حينما يعلق جسمه رأساً على عقب فيأخذ منه ما يريد، لكنني عدت أساله مرة ثالثة إننا معشر الشباب لا نفهم أحياناً من كبار السن حينما تتكلمون فكيف بهذه اللوغريتمات. ينظر إلى ساعته، دون أن ينبس ببنت شفة، مرّت 5 دقائق، ونحن صامتون وكأن على رؤوسنا الطير، حينما اقترب بعربته من الوصول إلى معمل الفخار حيث أسكن في قريتي العجيبة الحبيبة فكل شيء فيها جميل، وقبل أن أنزل بادرني بابتسامته المعهودة وبكلماته -وليتني لم أسأله- يا بني إنني أب لأربعة أبناء موقوفين، و3 بنات ينمن في البيت يعني لا يعملن، يعني بلغة الدولة باحثات عن عمل. إنني أعيش الأمرّين معاً، فراق أبنائي، وتعطل بناتي، وهذا هو سبب تنامي شعيرات بيضاء في لحيتي، الزمن والطقس قد أكلا من أعمارنا فراح أيضاً يأكل من أجسادنا فيشكلاننا ويلوناننا كيف يشاءان، فتجد منا أشيب الشعر كاملاً وهو شاب، ومنا أصلع الشعر ومنا ذو الثعلبة. إنني يوم كنت بدونها لم أتعرض لسؤال من أحد الركاب، اما اليوم فإنني أتلقى الكثير من الأسئلة... وقبل أن يودعني بابتسامة الوداع، رن تلفونه ومن رده كانت زوجته تطلب منه شراء حاجيات اضافية لمجيء أهلها ضيوف العيد، العيد الذي أكل الأخضر والأصفر ونظف محفظته وأتى على ما لديه من رصيد في البنك، بينما حينما رن تلفوني كانت شركة الهاتف تخبرني بقطع الخدمة عني؛ لعدم دفعي الفاتورة المتأخرة لشهر أغسطس! مهدي خليل يوم نهاية عقلك غدك قد يأتي حاملاً معه كثيراً من المفاجآت بأن الليالي قد تهدر كالرياح هادمة ما بنيته، تنقلب حياتك رأساً على عقب، تخونك السنين ويتغير كل ما عرفته، قد يتغير الكثير من الأشياء، لأنه الخوف هو ذلك جزء من عقلك، وكل عقل، فالخوف بحد ذاته لا محتوى داخله ولا جوهر فيه، والعقل الفارغ لا يحوي سوى أوهام يخيلها لك واقع العقل من كل شيء يخاف وخوف العقل الأساسي هو من تحررك منه. يوم نهاية عقلك وليس أنت حقاً هو اليوم الذي تستيقظ فيه بالصباح، وتسمع فيه نبضات قلبك لأول مرة، إذ قد اختفى الخوف إلى الأبد، الذي كان يستمر في إبعادك عن نفسك آلاف الأميال، وإنما هي أفكارك التي هي السجن، وقلبك الشاهد قد اكتشف بأن السجن ليس موجوداً. لم تكن يوماً فيه، وإنما كنت تظن أنك في سجن موجود. فلا تفزع من هجر عقلك؛ لأنه ليس لك بأمر مخيف؛ بل هو إعلان لولادتك من جديد، إعلان لبدء حياتك لأول مرة كما ستعي، فلا وجود لحرية أعظم وأكبر، لا وجود لشيء مثل هذا الشيء، الذي يهديك أجنحة تطير بها في السماء. إنه حقاً أعظم اكتشاف، والكنز الأغلى في الحياة من دونه ستبقى في معاناة، ستبقى لجميع مخاوفك أسيراً على الأرض، وستستمر في خلق مخاوف جديدة كل حين وحين، و ستحيا في خوف وستموت في خوف ولن تتذوق وتعرف طعم الحب أبداً. علي العرادي إنها المرأة يا صنف الرجال الذين يرفعون أصواتهم مطالبين بحرية المرأة ورفعها على قدم المساواة مع الرجل في مرتبته نفسها وجعلها الشريك الأول والمزاحم لتفوقه في جميع مناحي هذه الحياة وينسون أبجديات لابد لهم من تذكرها أنها بالفعل مخلوق عجيب ومختلف بخصلات معينة لا يحسها بالمرة الرجل مهما كبرت عضلاته أو خشن صوته أو حتى طال شاربه وغطى وجهه. وما يغفل عنه هؤلاء أن المرأة زودها الله بإمكانيات استراتيجية لا يقف أمامها أي شيء، فالمرأة قد تأسرك بنعومة صوتها، وبدقة حديثها ودلالها الذي لا يستطيع أي رجل أن يتحمله، والمرأة مهما كان منظرها تعرف هذا السلاح الفتاك جيداً وتجهد بشدة لتوجيهه على آذان الرجال، فما أن تتعامل مع إحداهن إلا وتسمع زقزقة العصافير قد انتشرت، فالصوت الناعم يأسر أي رجل مهما كان ولو خشنت المرأة صوتها متشبهة بالرجال فلن تصل لصوتهم وستفقد سلاحها الفتاك الناعم. وفي النهاية لن تصل إلى مبتغاها، ولاشك أن كل جنس مغرم بالآخر فلا تعجب إذا قرأت في بعض التفاسير عن قوله تعالى ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى (الاحزاب - 33)، حيث إن المرأة كانت تمشي متبخترة وسط الرجال، طبعاً هذا في الجاهلية الأولى، وحين ينهى أحكم الحاكمين المرأة عن إبداء الزينة الخفية التي تسمع ولا ترى فأعلم أنها تخط في قلب الرجل خطاً محفوراً ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن (النور -31). وإذا ارتفع صوت كعب نسائي عالي الصوت على أرضية ناعمة وصلبة في الوقت نفسه، وفي أي مكان، ترى الجميع يلتفت ويترقب من تكون صاحبة السلم الحذائي الموسيقي، وبالنسبة للشباب المراهق عندما تصادفهم فتاة في عمرهم وتبتسم في وجه أي شاب من دون أي قصد ترى هذا الشاب تبتعد أفكاره بعيداً ويسبح ويتخيل نفسه في حلم جميل ولا تفارقه تلك الابتسامة التي حظي بها من تلك الفتاة، ويتمنى لو تتكرر مرة أخرى، لأنه في مرحلة يحتاج أن يتقرب إلى فتاة تبادله مشاعره بعد أن سحرته بتلك الابتسامة غير المقصودة. مرة أخرى أقولها بكل صراحة لولا وجود المرأة في حياتنا لما وجدت هذه الحياة السعيدة فبوجودها تصبح الحياة في نعيم. صالح بن علي