في روايته «شمالاً، إلى بيتٍ يحنّ إلى الجنوب» (دار مسعى للنشر والتوزيع - البحرين)، يحكي الكاتب البحريني عن مسألة الأمل والحنين والتوق إلى المنتظر من خلال حياة ثماني شخصيات يتعلقون بأمل ما يأتي من صوت بعيد، صوت يدعوهم إلى الرحيل نحو ذلك المجهول البعيد في الشمال، باحثين عن طمأنيتهم التي فقدوها في الجنوب. بلغة انسيابية يتقدّم صالح بشخصياته، واحدة بعد الآخرى، في فصول ثمانية تقتسم الرواية نحو ذلك البحث، أو ذلك الهروب، ليجرّهم ويجرّ القارئ معهم الى اتباع ذاك الصوت البعيد. فالخادمة التي تبحث عن زوجها الذي لم يعد الى البيت منذ أن خسرا طفلتهما، والبائع الذي يريد أن يزرع حقله، والبواب الذي يريد أن يجرّب السفر، والشحّاذة التي تسعى الى رؤية أمها الميتة، والقاتل الأجير الذي يريد أن يُخلّص نفسه بإنقاذ أحد ما من الموت، والمشلول الذي يبحث عن علاج، والعجوز الذي يبحث عن وجوه أصدقائه القدامى، والمصوّرة التي تكتشف وحشيتها... كل أولئك يسعون بشغف يائس للوصول إلى وجهتهم المعلومة - المجهولة في رواية تقدّم صورة مجازية عن ضياعنا جميعاً خلال رحلات حياتنا المفاجئة والمدهشة وغير المتوقعة.