كالعادة تعثرت الكثير من مشاريع تصريف مياه الأمطار في الرياض، رغم حداثة بعضها، ومع المعاناة التي تتكرر سنويا، فحينما تهطل الأمطار بأقل منسوبها يتم اكتشاف حقيقة المشروعات المنفذة. وتكررت معاناة المواطنين البارحة الأولى بعد أن هطلت كميات كبيرة من الأمطار بسبب عدم وجود مصارف لها، وتسببت في عرقلة وتعطيل حركة السير والانتقال والمرور في بعض الشوارع والطرق والأحياء القديمة والجديدة على السواء. واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي في نشر الصور ومقاطع الفيديو التي تعكس حجم المعاناة والأضرار التي لحقت بالمواطنين والممتلكات والأنفاق. سيارات كثيرة علقت في طرقات العاصمة حيث اتضح سوء تنفيذ مشاريع التصريف وتصاميم الطرق. هكذا كانت الحال وقت سقوط الأمطار. من جهته، أبلغ الاقتصادية مسؤول في المديرية العامة للدفاع المدني، استعانة إدارة الدفاع المدني في منطقة الرياض بفرقة الطوارئ الخاصة، المدربة على الإنقاذ في حالات الأمطار والسيول، وذلك للتدخل السريع للتعامل مع حالات الاحتجاز في شوارع وأحياء العاصمة. وأكد العقيد عبد الله العرابي الحارثي، مدير إدارة الإعلام الناطق الإعلامي في المديرية العامة للدفاع المدني، أن لدى جهاز الدفاع المدني خمس فرق للطوارئ متخصصة للتدخل السريع في الحالات الخطرة، تحظى بالتدريب المستمر، لتقوم بعمليات الدعم والمساندة لكل إدارات الدفاع المدني في جميع مناطق ومدن السعودية. وقال العقيد الحارثي لـالاقتصادية إن من ضمن الفرق فرقة خاصة لمواجهة خطر الأمطار والسيول، مدربة على الغوص وإنقاذ المحتجزين والغرقى، ومزوة بالقوارب، مبيناً أنه تمت الاستعانة بها أمس الأول لإنقاذ المحتجزين من الأمطار في الرياض. وأشار الناطق الإعلامي للدفاع المدني إلى وجود إدارة مختصة لتحليل المخاطر التي تواجهها كل مناطق ومدن السعودية، وذلك لتحديد نوع الخطر، وآلية التعامل معه، من خلال وضع خطة مع كل جهة حكومية، مبيناً وجود خطة لمواجهة الأمطار والسيول تشارك فيها 18 جهة حكومية. وأوضح الحارثي متابعتهم للأحوال المناخية من خلال تقارير الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، وأنها هي المرجع الأول لهم لتقديرات تقلبات الأجواء في المناطق والمدن السعودية، إضافة إلى استعانتهم بخبراء الطقس لديهم. ولم يخف قلق إدارته من الإشاعات الخاطئة التي تتناول أحوال الطقس، قائلاً: إنها دائماً تقلقهم، وأن أهدافها ليست سوية، وذلك لنشر الخوف والذعر بين الناس، داعياً إلى أخذ الأخبار من مصادرها الموثوقة. ويأتي ذلك وسط دعوة الدفاع المدني المواطنين والمقيمين إلى أخذ الحيطة والحذر، وتجنب التواجد في الأودية ومصارف السيول في مناطق السعودية تحسباً لهطول الأمطار من متوسطة إلى غزيرة أو تحرك للسيول المنقولة. ودعا الحارثي إلى ضرورة أخذ الحيطة والحذر والتدابير اللازمة للوقاية من المخاطر التي قد تنتج عن هذه التقلبات الجوية، وتجنب الأسباب المؤدية إلى الحوادث باتباع التعليمات والإرشادات، وعدم التقليل من المخاطر التي قد يتعرضون لها نتيجة لهذه الأمطار وتقلبات المناخ. وقال: نأمل من الجميع أن تكون السلامة مبدأً لهم لتجنب المخاطر، وضرورة الاستماع إلى وسائل الإعلام للحصول على المعلومات الكافية عن الأحوال الجوية وعدم التردد في إبلاغ الدفاع المدني عن أي أمر طارئ، ومتابعة المواقع الإلكترونية للدفاع المدني وحساباتها في مواقع وشبكات التواصل الاجتماعي. وشدد على الحذر والانتباه في أثناء قيادة السيارة في الطرقات وقت الأمطار من مخاطر الانزلاق والبعد عن الأسلاك والتوصيلات الكهربائية التي تعرّضت لمياه الأمطار فقد تُصاب بالصعق الكهربائي، مطالباً بتجنب الأماكن المكشوفة والقرب من الأشجار وعدم استعمال الجوال في أثناء البرق لاتقاء خطر الصواعق. ونبه إلى عدم نصب الخيام في أثناء الرحلات البرية في بطون الأودية حتى لا تدهمها السيول، وعدم قطع مياه السيول الجارية، وطالب بالانتظار حتى زوال الخطر. كما طالب بمراقبة الأطفال باستمرار حتى لا يتعرضوا للمخاطر أثناء الأمطار والسيول، إضافة إلى تجنب السباحة في المستنقعات والتجمعات المائية، والبعد عن المناطق المغمورة بالمياه، وعدم التوغل في المناطق التي لا يتوافر عن طبيعتها معلومات كافية.