نشرت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية تعليقاتلبعض الأكاديميين في جامعة كينغز كوليج لندن تلقي الضوء على ما تعنيه مشاركة تركيا في الضربات الجوية بالنسبة للأكراد وتنظيم الدولة وسوريا وحلف شمال الأطلسي (ناتو). يقول جيل رسل من قسم دراسات الحروب بالجامعة إن خطوة تركيا باتجاه موقف أكثر تكاملا ضمن الحملة الجوية ضد التنظيم معقدة ومتناقضة تخلق مشاكل وتجلب فوائد. ويجب قبول هذا الأمر نظرا لموقع تركيا المثير للجدل في هذه الأحداث جغرافيا وثقافيا وسياسيا وإستراتيجيا. " الزيادة في عدد وتأثير ووتيرة الضربات الجوية ضد التنظيم ستفيد بلا شك الأكراد السوريين الموجودين بالفعل على الأرض في مواجهته " ويرى رسل أن هزيمة التنظيم محتملة ولكنها ستواجه تحديات، وأن إدارة العلاقات داخل التحالف لن تتجنب الخلافات والشقاق، بل قد تبدو الأطراف في بعض الأحيان تعمل ضد مصالح بعضها البعض، فضلا عن الهدف العام دون إضعاف التنظيم بالضرورة. ومع إشارات تركيا بالالتزام بموقفها ضد التنظيم فإن زواله صار في بؤرة التركيز. وعما تعنيه الضربات التركية بالنسبة للأكراد، يقول فرانسيسكو ميلان من قسم دراسات الدفاع بالجامعة إن الزيادة في عدد وتأثير ووتيرة الضربات الجوية ضد التنظيم ستفيد بلا شك الأكراد السوريين الموجودين بالفعل على الأرض في مواجهته. ومع ذلك يرى ميلان أن الهجمات التي نفذها حزب العمال الكردستاني ضد قوات الأمن التركية مؤخرا والضربات الجوية التي ترتبت على ذلك وأصابت الملاذ الآمن للحزب في جبال قنديل، قد أثرت سلبا بشكل فعال في أي أمل باق للتقارب بين الحكومة التركية الحالية والأقلية الكردية. أما بالنسبة لسوريا فيرى محرر الصحيفةريتشارد سبنسر أن الضربات الجوية التركيةضد تنظيم الدولة والأكراد تثير احتمال تورط أنقرة المباشر في الحرب السورية للمرة الأولى. لكنه أردف بأن تقديم تركيا ضمانة بمنطقة آمنة تشرف عليها فصائل الثوار المفضلة لديها يهدد سمعتها، لأنه إذا تشكلت هذه المنطقة بنجاح بفضل الضربات الجوية فسيكون من الضروري حمايتها من طائرات نظام الأسد والبراميل المتفجرة. وعما تعنيه الضربات الجوية التركية للناتو يقولميلان إن قرار تركيا السماح للولايات المتحدة باستخدام قاعدة إنجرليك الجوية ضد التنظيم يعني أن العمليات الجوية داخل سوريا والعراق ستستفيد الآن من قرب إنجرليك من الحدود السورية. وبالإضافة إلى أن القرار يجعل العمليات الجوية أكثر مرونة وبعيدة المدى في سوريا والعراق، فإنه ينهي أيضا الصراع الدبلوماسي العنيف الذي دام لأكثر من عام.