في الوقت الذي استمرت ميليشيات الحوثيين في اختراق الهدنة التي أقرتها دول التحالف العربي، حققت المقاومة الشعبية في محافظتي أبين ولودر تقدما ملحوظا على حساب الانقلابيين الحوثيين، مستفيدة من الأسلحة المتطورة التي قدمتها لها قيادة التحالف العربي، يأتي ذلك فيما استمر القتال حول قاعدة العند الجوية، وغيرها من المواقع التي تشهد استمرارا للمواجهات بين مقاتلي المقاومة وميليشيات التمرد. ففي محافظة أبين، جنوب البلاد، لقي 18 من مسلحي الحوثي وقوات الرئيس المخلوع مصرعهم وأصيب 12 آخرون في اشتباكات مع الثوار وقوات من الجيش الموالي للشرعية. وقالت مصادر في المقاومة إنها صدت هجوما شنه الثوار على مواقع للمقاومة في جبهة المخدرة. وأضافت الأنباء الواردة من أبين أن المقاومة تمكنت من فرض سيطرتها على جبل يسوف الاستراتيجي. أسلحة نوعية وأكدت مصادر وسط المقاومة أن قوات التحالف العربي التي تقودها المملكة أوصلت أسلحة متطورة خلال اليومين الماضيين إلى الثوار في المحافظة، مشيرة إلى أنه تمت كذلك عملية إنزال مظلي لكميات كبيرة من السلاح والذخائر، ما كان له أكبر الأثر في رفع الروح المعنوية للمقاتلين الذين تمكنوا من صد المتمردين الحوثيين. وقال مصدر في المقاومة إن هذه المعونات ستسخر لتعزيز الجبهات لمواجهة الانقلابيين وقوات صالح. وعلى صعيد أبين، تكرر نفس الأمر، إذ قامت قوات التحالف بعملية إسقاط ذخيرة وأسلحة للمقاومة الشعبية في مديرية لودر. وأضاف المصدر، إن الأسلحة التي وصلت إلى الثوار هي أسلحة حديثة ومتطورة، وأن كميات كافية من الذخائر وصلت بمعيتها للثوار. في غضون ذلك، شن طيران التحالف العربي أمس سلسلة غارات جوية على مواقع وتجمعات ميليشيات الحوثي وقوات صالح في محافظة أبين، على وقع استمرار المعارك الضارية في الميدان. وأشارت مصادر محلية إلى أن المقاتلات قصفت موقع اللواء 15 بمدينة زنجبار، والذي يتمركز فيه الحوثيون وقوات صالح. التأهب لاقتحام العند أما في عدن، قصف مسلحو الحوثي وقوات الحرس الجمهوري الموالية للمخلوع صالح عددا من مناطق المحافظة بصواريخ الكاتيوشا وقذائف الهاون، وأشار المركز الإعلامي للمقاومة إلى أن مواجهات عنيفة دارت بين الطرفين، أسفرت عن مقتل 25 عنصرا وإصابة نحو 50 آخرين. وقالت المصادر إن صواريخ كاتيوشا سقطت على مناطق محاذية لمطار عدن الدولي. وأن الصواريخ أطلقت من منطقة العلم شمال شرق المحافظة. كما قصف الحوثيون منطقتي المنصورة والشيخ عثمان بالصواريخ نفسها فجر أمس. في غضون ذلك، شنت عناصر المقاومة الشعبية عملية تطهير خاطفة ضد بعض جيوب التمرد الموجودة في منطقة دار سعد، وقالت مصادر ميدانية إن العملية شملت مناطق جولة الكراع ومحطة السلام على طريق لحج. أما في محافظة لحج، يواصل الثوار تقدمهم باتجاه قاعدة العند الاستراتيجية، وأفادت مصادر ميدانية أن معارك هي الأعنف تدور، منذ فجر أمس، على أسوار القاعدة. مشيرة إلى أن المقاومة الشعبية تقدمت باتجاه مواقع جديدة كان يسيطر عليها المتمردون، وأن الاشتباكات وصلت إلى أسوار القاعدة، بغطاء من طائرات التحالف التي شنت أشد غاراتها على الموقع، ما أدى إلى اشتعال النيران في أجزاء متعددة من المكان. قطع الإمدادات كما تدور معارك شرسة بين الجانبين في مدينة الحوطة عاصمة المحافظة، عقب شن الثوار عمليات عسكرية لتحريرها، وفتح طريق نحو قاعدة العند. أما على صعيد محافظة البيضاء، جنوبي اليمن، نصبت المقاومة الشعبية كمينا مسلحا استهدف سيارة محملة بالأسلحة، كان قائدها يريد إيصالها إلى المتمردين. وأضاف المركز الإعلامي للمقاومة، أن الثوار انتظروا مرور السيارة قرب جبل العليب بقيفة رداع، وأمطروها بالقذائف وانفجر كامل حمولتها، وظلت الانفجارات تتواصل من السيارة لساعة كاملة، مؤكدا مقتل كل من كانوا من المسلحين على متن الشاحنة، مرجحا أن يكون من بين القتلى بعض القيادات الحوثية. وفي مديرية ذي ناعم، بنفس المحافظة، هاجم الثوار مواقع المتمردين بأسلحة المدفعية والهاون في مناطق هرمز، وحيد المنصة، وحيد الحمة. كما قتل قيادي ميداني تابع للمتمردين، يكنى "أبو عمار" وعدد من مرافقيه في اشتباكات عنيفة شهدتها منطقة السوداء غرب مديرية الزاهر. .. وموسكو تصفع المخلوع وتنفي مزاعمه نفت الرئاسة الروسية أمس المزاعم التي روجت لها قيادة حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي يتزعمه الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، بأن الرئيس فلاديمير بوتين وجه رسالة للمخلوع، أعرب له فيها عن حرصه على تمتين أواصر العلاقات معه، وأن موسكو عرضت على صالح استضافته كحل للصراع الدائر في اليمن. وأشار المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديميتري بيسكوف، في رد على سؤال لأحد الصحفيين في اللقاء الصحفي الدوري، إلى أن ما ذكر في هذا الإطار عار من الصحة تماما، وأن موسكو تتعامل في الشؤون المتعلقة باليمن مع الحكومة اليمنية الشرعية برئاسة الرئيس عبدربه منصور هادي، وليس مع أفراد. بدوره، ذكر مصدر في وزارة الخارجية الروسية أن موسكو قد تدرس إمكانية منح اللجوء السياسي لصالح من عدمها في حال تلقيها طلبا رسميا من الحكومة اليمنية، في إطار خطوات رسمية لتسوية النزاع. واستبعد تماما أن تبادر موسكو إلى عرض اللجوء السياسي على صالح، مشيرا إلى أن بلاده حريصة على علاقتها الطيبة مع الحكومة اليمنية ومع دول الخليج العربي. وكان موقع حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي يرأسه صالح، قد نشر سابقا خبرا يزعم أن بوتين أكد له في رسالة "حرصه على تعزيز علاقته معه شخصيا ومع حزبه. وأن بلاده تبذل كل الجهود لتسوية النزاع في اليمن، لمنع حل هذا النزاع بالقوة العسكرية".