«تويتر» وسيلة سحرية.. سحب البساط من الصحف، وأتاح التفاعل لكل أطياف المجتمع، أسرع في الخبر من «الفضائيات»، حرية الرأي تمارس في زواياه بلا رقيب إلا الرقيب «سبحانه وتعالى»، ساهم هذا الــ «تويتر» في تسليط الضوء على قضايا ما كادت تظهر للملأ، خذ مثلاً «الفتاة» التي حقنت بدم ملوث في أحد المستشفيات.. تتابع شأناً من شؤون العالم وتنتفض معهم وأنت متوسد «مخدتك»، وكمثال إباحة «الشذوذ» في أمريكا، تناصر قضاياك الوطنية وكأنك تراها رأي عين، قضية الأسير السعودي «حميدان التركي»، وعاصفة الحزم كمثال.. شارك التويتر في صنع بعض القرارات، وتفاعل المسؤول معها؛ الإطاحة ببعض المسؤولين وعزلهم بسبب أخطائهم مثال حي، حتى أنهم تناقلوا مثلاً تويترياً يقول: المسؤول اللي يجيك منه ريح «هشتقه» واستريح!! في تويتر تشارك بالرأي في نقد جهة ما، والإشادة بمنجز حضاري ما، نقاش مع المختلفين، ردود على إشاعات، باختصار: تويتر لم يعد وسيلة تواصل بل بات مصدر ثقافة، ومنبر نقاش. مؤسف أن يظهر كذا «مثقف»، كان ممن طالب بحريات الرأي، وبالانفتاح على العصر، وانتقد «تحريم الدش» يوما.. ثم تجده ممن يطالب بإغلاق «تويتر»! هذه المطالبات أتت عبر مقالات لبعض «المثقفين» تطالب بقصف تويتر وإغلاقه، طبعاً حجتهم قطع الطريق على الأفكار والتنظيمات المتطرفة من التسلل إليه وتأثر الشباب بها، وهو تبرير غير صحيح. لكن لماذا هاجموا تويتر دون سواه من وسائل الإعلام الجديد كالفيس بوك واليوتيوب، مع أن اليوتيوب أكثر انتشاراً!! اعتقد الجواب لقوة تأثير التويتر في حياة السعوديين، وكونه مرآة حقيقة للمجتمع، وأكثر وسيلة تفاعلية تناقش القضايا الساخنة. وهذه المطالبات التي تكرر، لا أظنها ستجد صداها؛ لأدلة كثيرة.. إن أعلى سلطة في بلادنا الملك سلمان– وفقه الله–، حسابه التويتري يأتي في مقدمة زعماء العالم متابعة وتفاعلا مع قراراته التي ينشرها حسابه. الوزراء والمسؤولون الجدد شقوا طرقهم نحو «تويتر»، وكنموذج وزيرا التعليم والتجارة من أكثر المسؤولين تفاعلا وحضوراً في تويتر، وقراراتهما تكون عبره. شعبية تويتر في السعودية في تزايد إذ بلغ مستخدموه 7 ملايين مستخدم (صحيفة الحياة). أما بالنسبة لتسلل الأفكار الهدامة فجاء على لسان المتحدث الأمني لوزارة الداخلية أن إغلاق موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» ليس حلا في مواجهة الإرهاب!، وبالفعل لو ألغي تويتر سيبحث الإرهاب عن وسائل أخرى لنشر فكرهم، والمملكة خاضت معركة ضد «القاعدة» قبل وسائل الإعلام الجديد وحاصرتها كحصارها لداعش اليوم، إضافة إلى وجود حسابات تويترية تواجه الفكر بالفكر وتكشف فكر داعش، وتنقض شبهات المنحرفين فكريا. وأخيراً.. تنطبق المقولة التي قيلت عن المتنبي أنه «مالئ الدنيا وشاغل الناس» على تويتر؛ الذي استوعب القضايا والآراء التي عجزت عنها كبريات الوسائل الإعلامية، ولأن بعض «المثقفين» لم يجدوا أنفسهم في تويتر، ولم تسوّق طروحاتهم في عالمه لذا ناصبوه العداء!! ولكم تحياتي مهتم بالشأن الثقافي والاجتماعي