عواصم - وكالات - تراجع مؤشر شنغهاي المجمع بنسبة 8.5 في المئة أمس، فيما يعد أكبر تراجع يسجله منذ ثمانية أعوام على الرغم من الجهود الحكومية الأخيرة لدعم البورصة. ووسط تجدد المخاوف بشأن آفاق ثاني أكبر اقتصاد في العالم ليعود شبح الانهيار الشامل للسوق الذي دفع الحكومة إلى تدخل غير مسبوق هذا الشهر، أغلق المؤشر الرئيسي منخفضا بنسبة 8.48 في المئة ليغلق عند 3725.56 نقطة. وتكبدت المؤشرات الرئيسية أكبر خسارة ليوم واحد منذ عام 2007، منهية فترة من الهدوء النسبي في أسواق الأسهم الصينية منذ أطلقت بكين دفعة من إجراءات الدعم لكبح الانخفاض الأخير. وقال محلل صيني لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.ا) إن الافتقار للثقة في الاقتصاد والبورصة وراء هذا التراجع الكبير. في المقابل، تراجع مؤشر «شينزين» المجمع بنسبة 7.59 في المئة ليغلق عند 12493.05 نقطة. كما انخفض مؤشر «هونج كونج سينج» بنسبة 3.28 في المئة ليصل إلى 24305.23 نقطة. من جهتهم، قال بعض المحللين إن المخاوف من أن الصين قد تحجم عن إجراء مزيد من التيسير النقدي ساهمت في إضعاف معنويات المستثمرين. وقال يانغ هاي المحلل في «كايوان» للأوراق المالية «الانتعاش الأخير كان قويا وسريعا ولذا هناك حاجة إلى تصحيح فني. ويبدو أن الصين نجحت في العمل على استقرار أسعار الاسهم المتذبذبة مطلع يوليو الجاري عندما ضخ البنك المركزي 35 مليار يوان (5.7 مليار دولار) في البورصة، ومنع كبار حاملي الأسهم من بيع الأسهم. يذكر أن إجمالي الناتج المحلي بالصين نما بنسبة 7 في المئة خلال الربع الثاني من العام. النفط في غضون ذلك، هبطت أسعار النفط إلى أدنى مستوى في نحو أربعة أشهر، بعد التراجع الحاد في أسواق الأسهم الصينية وأدلة جديدة على تخمة المعروض العالمي التي قلصت الأسعار إلى النصف على مدى العام الأخير. وقال كارستن فريتش محلل سوق النفط لدى»كومرتس بنك«في فرانكفورت»تراجع سعر النفط اليوم (أمس) كان مدفوعا بالانحدار في أسواق الأسهم الصينية». ولامس خام برنت تسليم سبتمبر أدنى مستوى عند 54.25 دولار للبرميل منخفضا 37 سنتا، ومسجلا أقل سعر له منذ الثاني من ابريل الماضي. كما تراجع برنت 15 سنتا إلى 54.47 دولار. وكان برنت أغلق يوم الجمعة عند 54.62 دولار وهو أقل سعر له منذ 19 مارس. من ناحيته، نزل الخام الأميركي لشهر سبتمبر 26 سنتا إلى 47.88 دولار للبرميل. والصين أكبر مستهلك في العالم للطاقة ومستورد كبير للنفط. ويخشى المستثمرون من أن انهيار سوق الأسهم قد يزعزع استقرار الاقتصاد الصيني ويخفض الطلب على الوقود. وتتسم إمدادات النفط العالمية بالوفرة في ظل تنافس كبار منتجي الخام في الشرق الأوسط على السوق وضخهم ما يزيد اثنين إلى ثلاثة في المئة عن الطلب حسبما يقول المحللون. وأظهرت بيانات حفارات النفط الأميركية الأسبوعية يوم الجمعة إضافة 21 حفارا، وهو أعلى مستوى منذ ابريل 2014 مما يشير إلى مزيد من الارتفاع في إنتاج النفط الأميركي. وفي العراق تتجه صادرات حقول النفط الجنوبية إلى تسجيل مستوى شهري قياسي بعد أن تجاوزت الثلاثة ملايين برميل يوميا منذ بداية الشهر الجاري. المعدن الأصفر من ناحية أخرى، ارتفع الذهب فوق 1100 دولار للأوقية (الأونصة) حيث ساعده انخفاض الدولار على الابتعاد عن أدنى مستوياته منذ 2010 لكن المستثمرين غير مقتنعين بحدوث تعافٍ حقيقي في ضوء الزيادة المتوقعة لأسعار الفائدة الأميركية. ويعقد مجلس الاحتياطي اجتماعا يومي الثلاثاء والأربعاء حيث من المقرر أن يلمح صناع السياسات إلى رفع الفائدة في وقت لاحق من العام في ضوء تعزز الاقتصاد الأميركي. ويؤثر هذا سلبا على الذهب غير المدر للفائدة المصرفية. بدوره، هبط الدولار مقابل سلة عملات إثر انخفاض الأسهم وعوائد السندات الأميركية، مما جعل الذهب المسعر بالدولار أرخص لحائزي العملات الأخرى. وفقد المعدن الأصفر أكثر من ثلاثة في المئة الأسبوع الماضي بعد خسائر حادة، صاحبتها أحجام تداول كبيرة في نيويورك وشنغهاي أدت إلى مزيد من عمليات البيع وقلصت السعر حتى 1077 دولارا يوم الجمعة وهو أدنى مستوى له منذ فبراير 2010.