أحمد فياض-غزة يشتكي علاء أبو لحية صاحب إحدى مطاحن الدقيق وتوزيع الحبوب بمدينة خانيونس بقطاع غزةمن تدني مستوى العمل في شركته إلى درجة جعلت أصحاب المخابز المتعاقدين معه يتذمرون من قلة كميات الدقيق المُوردة لصناعة الخبز. ورغم امتلاك أبو لحية مولدا كهربائيا يعملبالوقود، فإنه لا يستطيع تشغيلها ساعات طويلة في ظل استفحال أزمة الكهرباء بغزة، واستمرار انقطاع التيار لمدد تتراوح بين 18و20 ساعة يوميا. ويخشى أبو لحية أن تُفقده أزمة الكهرباء الجديدة زبائنه، ويقول إنه يضطر إلى تشغيل مطاحنه في ساعات الليل تزامنا مع وصول التيار، إلا أن ذلك لم يحل المشكلة، مما يضطره إلى تقليص الكميات الموردة إلى أقل من ربع المطلوب منه. وتسببت أزمة الكهرباء فياقتصار عمل ورش ومصانع قطاع غزة على نحو 20% من طاقتها، مما يهدد بإغلاق 90% من المصانع والمؤسسات الإنتاجية الحيوية في القطاع، وفقا لتقديرات الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين. أطفال يحاولون توفير مياه الشرب لأسرهم بعد ندرتها في البيوت(الجزيرة) ورافق أزمة الكهرباء نشوب أزمة مياه حادة نتيجة ارتباط استخراجها من باطن الأرض وضخها إلى البيوت بساعات وصول التيار الكهربائي القليلة، وهو ما جعل وصولها إلى كافة المنازل في القطاع أشبه بالمستحيل، ووجد الأهالي أنفسهم يكتوون بلظى الصيف الملتهب، وأصبحوا محرومين من النوم أو الاستحمام في انتظار وصول التيار الكهربائي أو الماء. وحذرت "شبكة المنظمات الأهلية" في بيان لها من "التداعيات الخطيرة على حياة المواطنين، خاصة الأطفال والنساء والشيوخ بسبب انقطاع التيار الكهربائي، وما رافقه من مساس بالمرافق والقطاعات الأساسية كالصحة والمياه والصرف الصحي وغيرها. وقال أبو أياد -مسؤول الخدمات في أحد الأبراج السكنية- إن وصول التيار الكهربائي لأقل من ست ساعاتيوميا فقط حرم السكان من الحصول على ما يحتاجونه من الماء في ظل عجز البلدية عن ضخ كميات كافية من المياه بسبب انقطاع التيار عن آبار استخراج المياه ساعات طويلة، مما جعل السكان يعانون من انقطاع شبه متواصل للماء. فتحي الشيخ خليليرجع الأزمة إلى نقص التمويل (الجزيرة) أما الشاب إبراهيم عابد-أحد سكان مخيم الشاطئ للاجئين- فيشكو من عدم توفر مياه الشرب، وإغلاق محطة تحلية المياهساعات طويلة، وذلك تزامنا مع انقطاع المياه والكهرباء عن المنزل، ويصف الحياة داخل المخيم "بالجحيم الذي لا يطاق نتيجة ارتفاع درجة الحرارة داخل البيوت المكتظة"، وهو ما يدفعه إلى المكوث خارج المنزل خلال ساعات النهار والهروب إلى شاطئ البحر في ساعات الليل. وقالفتحي الشيخ خليل نائب رئيس سلطة الطاقةإن تجدد أزمة الوقود ناجمة عن نقص التمويل لشراء الوقود وعجز السلطة عن تسديد مبالغ شراء الوقود بعد اضطرارها إلى الاستدانة من البنوك من أجل مضاعفة ساعات إمداد السكان بالوقود خلال الشهور الثلاثة الماضية. وأضاف في حديث للجزيرة نت "أن آفاق حل الأزمة تسير باتجاه توقع استقبال أول شحنة من وقود المنحة القطرية المخزن في قناة السويس منذ عامين في غضون الساعات أو الأيام القادمة، أو موافقة مجلس الوزراء الفلسطيني اليوم الثلاثاء على إعفاء وقود محطة توليد كهرباء غزة من الضرائب".